بازگشت

عزاء نساء بني عبدالمطلب


عـن الامـام البـاقـر (ع) أنّه قال: (لمّا همّ الحسين (ع) بالشخوص عن المدينة أقبلت نساء بني عـبـدالمـطـّلب، فـاجـتـمـعـن للنـيـاحـة حـتـّي مـشـي فـيـهـنّ الحـسـيـن (ع) فقال: أُنشدكنَّ اللّه أن تُبدين هذا الامر معصية للّه ولرسوله.

قـالت له نـسـاء بـنـي عـبـدالمطّلب: فَلِمَ نستبقي هذه النياحة والبكاء؟ فهو عندنا كيومٍ مات فيه رسـول اللّه (ص) وعـليّ (ع) وفـاطمة (س) ورقيّة وزينب وأمّ كلثوم، فننشدك اللّه، جعلنا اللّه فداك من الموت، فيا حبيب الابرار من أهل القبور.

وأقبلت بعض عمّاته تبكي وتقول: أشهد يا حسين لقد سمعت الجنّ ناحت بنوحك، وهم يقولون:



وإنّ قتيل الطفّ من آل هاشمٍ

أذلّ رقابا من قريشٍ فذلّتِ



حبيب رسول اللّه، لم يك فاحشا

أبانت مصيبتك الانوف وَجَلَّتِ



وقلن أيضا:



بكّوا حسينا سيّدا ولقتله شاب الشَّعَر

ولقتله زُلزلتمُ ولقتله انكسف القمر



واحمرّت آفاق السماء من العشيّة والسحر

وتغيّرت شمس البلاد بهم وأظلمت الكُوَر



ذاك ابن فاطمة المصاب به الخلائق والبشر

أورثتنا ذُلاّ به جَدْعُ الاُنوف مع الغرر [1] .




وقـد ذكـر صاحب كتاب معالي السبطين: (ثمّ إنّ نساء بني هاشم أقبلن إلي أم ّهاني عمّة الحسين (ع) وقلن لها: يا أمّ هاني، أنت جالسة والحسين (ع) مع عياله عازم علي الخروج!؟

فأقبلت أمّ هاني، فلمّا رآها الحسين (ع) قال: أما هذه عمّتي أمّ هاني؟

قيل نعم.

فقال: يا عمّة، ما الذي جاء بك وأنت علي هذه الحالة!؟

فقالت: وكيف لاآتي، وقد بلغني أنّ كفيل الارامل ذاهب عنّي!؟

ثمّ إنّها انتحبت باكية، وتمثّلت بأبيات أبيها أبي طالب (ع):



وأبيض يستسقي الغمام بوجهه

ثمال اليتامي عصمة للارامل



تطوف به الهلاّك من آل هاشم

فهم عنده في نعمة وفواضل



ثـمّ قـالت: سـيـّدي وأنـا مـتـطـيـّرة عـليـك مـن هـذا المـسـيـر لهـاتـف سـمـعـتُ البـارحـة يقول:



وإنّ قتيل الطفّ من آل هاشم

أَذلَّ رقابا من قريش فذلّتِ



حبيب رسول اللّه، لم يك فاحشا

أبانت مصيبته الانوف وجلّتِ



فقال لها الحسين (ع): يا عمّة لاتقولي من قريش، ولكن قولي (أذلّ رقاب المسلمين فذلّت).

ثمّ قال: يا عمّة، كلُّ الذي مقدّر فهو كائن لامحالة.

وقال (ع):



وما هم بقومٍ يغلبون ابن غالب

ولكن بعلم الغيب قد قُدِّرَ الامرُ




فخرجت أمّ هاني من عنده باكية وهي تقول:



وما أمُّ هاني وحدها ساء حالَها

خروج حسينٍ عن مدينة جدّه



ولكنّما القبرُ الشريف ومن به

ومنبره يبكون من أجله فقده [2] .




پاورقي

[1] کامل الزيارات: 96.

[2] مـعـالي السـبـطـيـن، 1: 214 ـ 215 ولم يـذکـر المـصـدر الذي أخـذ عـنـه هـذا التفصيل.