بازگشت

مروان... و الغـرض المزدوج


كـان مـروان بـن الحـكـم فـي مـحـاورة الاسـتـشـارة قـبـل اللقاء وفي محاورة اللقاء شيطانا يسعي إلي ضرب عصفورين بحجرٍ واحد، إذ هو يتمنّي قـتـل الامـام الحـسـيـن (ع) بـغضا وعداوة لاهل البيت (ع)، ويتمنّي أن يرتكب الوليد هذه الجريمة لتـشـتـعـل فـتـنـة كـبـري فـي المـديـنـة خـاصّة وفي سائر بلاد الاسلام عامّة تكون أقلّ نتائجها عـزل الوليـد عـن مـنـصـب الولايـة فـي المـديـنـة، كـلّ ذلك حـسـدا وحـنـقـا عـلي الوليـد الذي شغل منصب الولاية بدلامنه.

ولايـعـنـي هـذا أنّ مـروان قـد خـرج بـهـذا عـن ولائه الامـويّ، بل هو يري أنّ هاتين الاُمنيّتين تصبّان في مجري مصلحة الحكم الامويّ، إذ إنّ إحداهما تخلّص ‍ الامـويـّين من أقوي أعدائهم وهو الامام الحسين (ع)، والثانية تخلّصهم من أمويٍّ ضعيف يفتقر إلي الحزم المطلوب في نظر مروان.

وقـد أكـدّ مـروان ثـبـاتـه عـلي ولائه الامـويّ في لقائه مع الامام الحسين (ع) في


صباح اليوم التالي حيث عاود مطالبة الامام (ع) بالبيعة ليزيد، كما عاود تهديد الامام (ع) إن لم يبايع.

تـقـول الروايـة: (وأصـبح الحسين من الغد خرج من منزله ليستمع الاخبار، فإذا هو بمروان بن الحكم قد عارضه في طريقه.

فقال: أباعبداللّه، إنّي لك ناصح، فأطعني ترشدْ وتسدّدْ!!

فقال الحسين: وما ذلك!؟ قل حتّي أسمع!

فقال مروان: أقول إنّي آمرك ببيعة أميرالمؤمنين يزيد فإنّه خَوَلُك في دينك ودنياك!!

فـاسـترجع الحسين وقال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، وعلي الاسلام السلام إذ قد بليت الامّة براعٍ مثل يزيد!

ثـمّ أقـبـل الحـسـيـن عـلي مـروان وقـال: ويـحـك! أتـأمـرنـي بـبـيـعـة يـزيـد!؟ وهـو رجـل فـاسق! لقد قلت شططا من القول يا عظيم الزلل! لاألومك علي قولك لانّك اللعين الذي لعـنـك رسـول اللّه (ص) وأنـت فـي صـلب أبـيـك الحـكـم بـن أبـي العـاص، فـإنّ مـن لعـنـه رسول اللّه (ص) لايمكن له ولامنه إلاّ أن يدعو إلي بيعة يزيد.

ثـمّ قـال: إليـك عـنـّي يـا عـدوّ اللّه، فـإنـّا أهـل بـيـت رسـول اللّه (ص)، والحـقّ فـيـنـا وبـالحـقّ تـنـطـق ألسـنـتـنـا وقـد سـمـعـت رسول اللّه (ص) يقول: (الخلافة محرّمة علي آل أبي سفيان وعلي الطلقاء أبناء الطلقاء، فإذا رأيـتـم مـعـاويـة عـلي مـنـبـري فـابـقـروا بـطـنـه)، فـواللّه لقـد رآه أهـل المـديـنـة عـلي مـنبر جدّي فلم يفعلوا ما أُمروا به فابتلاهم اللّه بابنه يزيد زاده اللّه في النار عذابا.

... فغضب مروان بن الحكم من كلام الحسين.


ثـمّ قـال: واللّه لاتـفـارقـنـي أو تـبـايـع ليـزيـد بـن مـعـاويـة صـاغـرا، فـإنـّكـم آل أبـي تـراب قـد مـلئتـم كـلامـا وأُشربتم بغض آل بني سفيان، وحقّ عليكم أن تبغضوهم وحقّ عليهم أن يبغضوكم.

فـقـال له الحـسـيـن (ع): ويـلك يـا مـروان! إليـك عـنـّي فـإنـّك رجـسٌ، وإنـّا أهـل بـيـت الطـهـارة الذيـن أنـزل اللّه عـزّ وجـلّ عـلي نـبـيـّه مـحـمـّد (ص) فقال:

(إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا).

...فنكس مروان رأسه لاينطق بشي...

فـقـال له الحـسـيـن (ع): أبـشـر يـا ابـن الزرقـاء بـكـلّ مـا تـكـره مـن الرسول (ع) يوم تقدم علي ربّك فيسألك جدّي عن حقّي وحقّ يزيد.

...فـمـضـي مـروان مـغـضـبـا حـتـّي دخـل عـلي الوليـد بـن عتبة فخبّره بما سمع من الحسين بن علي). [1] .


پاورقي

[1] الفتوح، 5: 16 ـ 17.