بازگشت

مواصلة الامام الالتزام بالهدنة


آثـر الامـام (ع) مـواصلة الالتزام بالهدنة، وحرص (ع) في حياة الامام الحسن (ع) علي تهدئة ثـائرة الشـيـعة، وأمرهم بالصبر والترقّب، وأوصاهم بالتخفّي عن أعين السلطة، وبالانـتـظـار، وواصـل السير علي هذا الخطّ أيضا بعد شهادة الامام الحسن (ع)، فقدروي البلاذري: أنـّه لمـا تـوفـّي الحسن بن عليٍّ اجتمعت الشيعة، ومعهم بنوجعدة بن هبيرةبن أبي وهب المخزومي وأمّ جـعـدة أمّ هـانـي بـنـت أبـي طـالب، فـي دار سـليـمـان بـن صـرد، وكتبوا إلي الحسين كتابا بـالتـعـزيـة، وقـالوا في


كتابهم: إنّ اللّه قد جعل فيك أعظم الخلف ممّن مضي، ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك، المحزونة بحزنك، المسرورة بسرورك، المنتظرة لامرك.

وكـتـب إليـه بـنـوجعدة يخبرونه بحسن رأي أهل الكوفة فيه وحبّهم لقدومه وتطلّعهم إليه، وأن قـد لقـوا مـن أنـصـاره وإخـوانـه مـن يـُرضي هديه ويُطمأنّ إلي قوله، ويعرف نجدته وبـأسـه، فـأَنـضـَوا إليـهم ما هم عليه من شنآن ابن أبي سفيان والبرأة منه، ويسألونه الكتاب إليهم برأيه.

فكتب الحسين (ع) إليهم:

(إنـّي لارجـو أن يكون رأي أخي رحمه اللّه في الموادعة ورأيي في جهاد الظلمة رشدا وسدادا، فالصقوا بالارض، وأخفوا الشخص، وأكتموا الهوي، واحترسوا من الاضاء مادام ابن هند حيّا، فإن يحدث به حدثٌ وأنا حيّ يأتكم رأيي إن شاءاللّه). [1] .

وكذلك نقل الشيخ المفيد (ره) عن الكلبي والمدائني وغيرهما من أصحاب السيرة أنّهم قالوا: (لمّا مات الحسن (ع) تحرّكت الشيعة بالعراق، وكتبوا إلي الحسين (ع) في خلع معاوية، والبيعة له، فـامتنع عليهم، وذكر أنّ بينه وبين معاوية عهدا وعقدا لايجوز له نقضه حتّي تمضي المدّة، فإذا مات معاوية نظر في ذلك). [2] .



پاورقي

[1] أنساب الاشراف، 3: 151 ـ 152، حديث 13.

[2] الارشاد: 221.