بازگشت

الصلح


وهذا ما اقتضت حكمة المعصوم (ع) القبول به، وإن كان قذيً في العين وشجيً في الحـلق وأمـرَّ مـن العـلقـم، لانّه الخيار الوحيد الذي يحفظ للاسلام بقاءه وبقاء رجاله، ويعرّي حـقـيـقة نفاق معاوية وجاهليّته وكفره، ذلك لانّه إذا استتبّ له الامر بلامنازع تخلّي عن تحفّظاته وكشف تماما عن عدائه للاسلام.


هذا وتجدر الاشارة هنا إلي أنّ الامام الحسن (ع) لم ينظر إلي الصـلح عـلي أنـّه نـهـاية القضيّة مع معاوية، بل كان ينظر إليه كمتاركة مؤقّتة حتّي يأتي الوقت المناسب للقيام ضدّ معاوية في حربٍ أخري، فها هو يجيب حجربن عدي الكندي بقوله:

(إنـّي رأيـت هـوي عـظـم النـاس فـي الصـلح، وكـرهـوا الحـرب، فـلم أحبّ أن أحملهم علي ما يكرهون، فصالحت بقيا علي شيعتنا خاصّة من القتل، فرأيت دفع هذه الحروب إلي يومٍ ما، فإنّ اللّه كلّ يومٍ هو في شأنٍ). [1] .


پاورقي

[1] الاخبار الطوال: 220.