بازگشت

حالة الحرب و احتمالاتها


لم يـكـن للامـام (ع) أي أمـل فـي نـصر مؤزّر حاسم علي ضوء الحالة النفسيّة والروحيّة لجيشه المكوّن من أخلاط وأهواء


مختلفة وهممٍ هامدة، كما أنّ الامل ضعيف جدّا في أن تنتهي الحرب مع معاوية كما انتهت صفّين إلي حالة اللاحسم وذلك لانّ ميزان القوي قد تغيّر تغيّرا ملحوظا لصالح معاوية.

إذن لم يـبـق إلاّ احـتـمـال هـو أقـرب إلي اليـقـيـن مـنـه إلي الظـنّ، وهـو احتمال الهزيمة المنكرة للامام (ع) والنصر الحاسم لمعاوية.

وعندها فإمّا أن يُقتل الامام (ع) وأهل بيته وأصحابه فينتهي الصفّ الاسلامي تماما، ويخسر الاسـلام قـادتـه ومـن مـعـهـم دون أيـّة اسـتـفـادة، ذلك لانّ مـعـاويـة لِمـابـلغ بـه مـن تـضـليـل الناس ولِما يملكه من دهاء وحنكة وقدرة علي قلب الحقائق، كان يستطيع أن يُلقي علي مقتلهم ألف حجاب وحجاب.

وإمـّا أن يـؤسـر الامـام (ع) فـيُقتل ومن معه صبرا أو يمنّ عليهم معاوية ويطلقهم في ذلٍّ مقابلة ليوم فتح مكّة، فتكون سُبّة علي بني هاشم، ومنّة لبني أميّة عليهم، باقية إلي آخر الدهر. وقد صرّح الامام (ع) بذلك حيث قال:

(فـواللّه، لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير، أو يمنّ عليّ فتكون سُبّة عـلي بـنـي هـاشـم إلي آخـر الدهـر، ومـعـاويـة لايـزال يـمـنّ بـهـا وعـقـبـه عـلي الحـيّ مـنـّا والمـيـّت). [1] .


پاورقي

[1] الاحتجاج، 2: 10 ـ 11.