بازگشت

الاسلام حسيني البقاء


قلنا فيما مرّ -تحت عنوان الشهيد الفاتح من الخصائص ‍ الحسينيّة-إنّ عاشوراء قد كشفت عن وحدة وجوديّة لاانفكاك لها بين الاسلام المحمّديّ الخالص وبين الحسين (ع)، فـصـارت الدعـوة إلي هـذا الاسـلام بـعـد عـاشـوراء هي عين الدعوة إلي الحسين (ع)، وبالعكس، وصـارت مـواجـهـة الحـسـيـن (ع) ومـعـاداتـه بـعـد عـاشـوراء هي عين مواجهة هذا الاسلام ومعاداته، وبـالعكس، وصار بقاء هذا الاسلام بعد كربلاء ببقاء عاشوراء الحسين (ع)، فالاسلام محمّديّ الوجود حسينيّ البقاء.

ذلك لانّ نـهـضـة الامام الحسين (ع) في هدفها وشعارها ورسائلها وبياناتها وأخلاقيّاتها هي عين نهضة الاسلام المحمّديّ الخالص للتحرّر من كلّ رواسب الجاهليّة التي علقت به نتيجة (السقيفة)التي مكّنت حركة النفاق من التحكم في رقاب المسلمين!

ونـتـيجة لهذه الوحدة الوجوديّة بين الحقيقة الاسلاميّة والحقيقة الحسينيّة


امتّدت عاشوراء في الزمان فكان (كلّ يوم عاشوراء) وانتشرت كربلاء في المكان فكانت (كلّ أرض كربلاء).

وغـدت كـلّ نـهـضـة إسـلامـيّة حقّة بعد عاشوراء تجد في ثورة الحسين (ع) نبراسها وتجد نفسها إمتدادا لتلك الثورة المقدّسة.

كـمـا غـدت كـلّ نهضة تدعو إلي الضلال السفيانيّ تجد نفسها عدوّة للحسين (ع) وعدوّة للاسلام المحمّديّ الخالص، وفي التأريخ الماضي والحاضر شواهد علي هذه الحقيقة!

وفي إطار هذه الوحدة الوجوديّة بين الاسلام المحمّديّ الخالص وبين الحسين (ع) يتجلّي لنا سرُّ كـبـيـرٌ من أسرار تركيز أئمّة أهل البيت (ع) علي عاشوراء وعلي تثبيت دعائمها ونشر آفاقها ما وسـعـتـهـم الفرصة وتراخي عن منعهم الظرف الخانق، وذلك بتوجيه الامّة توجيها مركّزا وشدّها شـدّا مـحـكـمـا إلي سـيـّد الشـهـداء الامـام أبـي عـبـداللّه الحـسـيـن (ع)، مـن خلال تأكيداتهم المتواصلة علي (عزاء الحسين (ع) وعلي (زيارة الحسين (ع).