بازگشت

آفاق الفتح الحسيني


يـحـدّثـنـا التـأريخ في واحدة من روائع وثائقه (المعتبرة): أنّ الامام أباعبداللّه الحسين (ع) بعث بهذه الرسالة إلي أخيه محمّد بن الحنفيّة ومن قبله من بني هاشم:


(بسم اللّه الرحمن الرحيم)

(مـن الحـسـين بن علّي إلي محمّد بن علّي ومن قبله من بني هاشم. أمّا بعد: فانّ من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح. والسلام.) [1] .

يقول المحقّق السيّد المقرّم (ره) مشيرا إلي هذه الرواية:

(كـان الحـسـيـن (ع) يـعـتـقـد فـي نـهـضـتـه أنـّه فـاتـح مـنـصـور لمـا في شهادته من إحياء دين رسـول اللّه (ص)، وإمـاتـة البـدعـة وتـفـظـيـع أعـمال المناوئين، وتفهيم الامّة أنّهم (ع) أحقّ بـالخـلافـة مـن غـيـرهـم، وإليـه يـشير في كتابه إلي بني هاشم: من لحق بنا منكم استشهد، ومن تـخـلّف لم يـبـلغ الفـتـح. فانّه لم يرد بالفتح إلاّ ما يترتّب علي نهضته وتضحيته من نقض دعـائم الضـلال وكـسـح أشـواك البـاطـل عـن صـراط الشـريـعـة المـطـهـّرة وإقـامـة أركـان العدل والتوحيد، وأنّ الواجب علي الامّة القيام في وجه المنكر.

وهـذا مـعـنـي كـلمـة الامـام زيـن العـابـديـن لابـراهـيـم بـن طـلحـة بـن عـبـيـداللّه لمـّا قال له حين رجوعه إلي المدينة: من الغالب!؟


فقال السجّاد (ع): إذا دخل وقت الصلاة فأذّن وأقم تعرف الغالب!) [2] .

وقال المتتبّع باقر شريف القرشي تعليقا علي الرواية نفسها:

(لقـد أخـبـر (ع) الاسـرة النبويّة بأنّ من لحقه منهم سوف يظفر بالشهادة، ومن لم يلحق به فإنّه لاينال الفتح، فأيّ فتح هذا الذي عناه الامام؟

إنـّه الفـتـح الذي لم يـحـرزه غـيـره مـن قـادة العـالم وأبـطـال التـأريـخ، فـقـد انـتـصـرت مـبـادؤه، وانـتصرت قيمه وتألّقت الدنيا بتضحيته، وأصـبـح اسـمـه رمـزا للحـقّ والعـدل، وأصبحت شخصيّته العظيمة ليست ملكا لامّةٍ دون أمّة ولالطـائفـةٍ دون أخري، وإنّما هي ملك للانسانيّة الفذّة في كلّ زمان ومكان، فأيّ فتح أعظم من هذا الفتح، وأيّ نصر أسمي من هذا النصر؟؟) [3] .

ويـمـكـنـنا هنا أن ننظر إلي أهّم آفاق الفتح الحسيني-بما تتّسع له صفحات هذه المقالة-في المقاطع الزمانيّة الثلاثة التالية:


پاورقي

[1] کـامـل الزيـارات: 75، بـاب 24، حـديث 15؛ وسندها: وحدّثني أبي رحمه اللّه وجماعة مـشـايـخـي، عن سعد بن عبداللّه، عن عليّ بن إسماعيل بن عيسي ومحمّد بن الحسين بن الخطّاب، عن مـحـمـّد بـن عـمـرو بـن سـعيد الزيات، عن عبداللّه بن بکير، عن زرارة، عن أبي جعفر(ع) وجميع رجـال السند ثقات إلاّ أنّ عبداللّه بن بکير ثقة فطحيّ، فالرواية موثّقة إن لم تکن صحيحة. وقـد رواهـا صـاحـب بصائر الدرجات، 10: 481، باب 9، حديث 5 بسند آخر إلي الصادق (ع) بتفاوت يسير؛ ووردت في الخرائج والجرائح، 2: 771، حديث 93 مرسلة بتفاوت يسير؛ ووردت في البحار في مواضع متعدّدة: منها في 44: 330 بتفاوت يسير، عن کتاب محمّد بن أبي طالب، عن کتاب الرسائل للکليني بسند إلي الصادق (ع).

[2] مقتل الحسين (ع) للمقرّم: 66.

[3] حياة الامام الحسين بن علي (ع)، 3: 45-44.