بازگشت

تحول شكل الحكم من الخلافة إلي الملك


كان معاوية منذ تسلّمه ولاية الشام قد تصرّف فـيها كملك مطلق اليد، يفعل ما يشاء وينفق كيف يشاء بلارقيب أو حسيب، معتمدا في ذلك علي غضّ الطـرف مـن قبل الخليفة الثاني الذي استقبله معاوية في الشام في موكب عظيم، فعجب عمر من تلك الابّهة وسأله عن ذلك، فأجابه معاوية:

(يا أمير المؤمنين، إنّا بأرضٍ جواسيس العدوّ فيها كثيرة، فيجب أن نظهر من عزّ السلطان ما يـكـون فـيـه عـزُّ للاسـلام وأهـله ويـرهـبـهـم بـه! فـإن أمـرتـنـي فـعـلت! وإن نـهيتني انتهيت!!)، [1] .


فـقـال له عـمـر فـي خـتـام ردّه عـليـه: (لاآمـرك ولاأنهاك!)، [2] وكان يشبّه معاوية بـكـسـري وقيصر قائلا: (تذكرون كسري وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية!؟) [3] ولمـّا بـلغ مـعـاويـة إخـبـار النـبـيٍّّ (ص) عـن المـلك العـضـوض ‍ قال: مستهزئا (رضينا بها ملكا). [4] .

وقال يخاطب أهل الكوفة شامتا بهم:

(يـا أهـل الكـوفـة، أتـرونني قاتلتكم علي الصلاة والزكاة والحجّ؟ وقد علمت أنّكم تصلّون وتزكّون وتحجّون، ولكنّي قاتلتكم لاتأمّرَ عليكم وأليَ رقابكم...)، [5] .

وكان يقول: (أنا أوّل الملوك!). [6] .

وبذلك تحوّل الحكم إلي ملك عضوض يرثه فاجر عن فاجر...


پاورقي

[1] البداية والنهاية، 8: 133.

[2] المصدر السابق.

[3] تـاريـخ الطـّبـري، 4: 244.

[4] مـحـاسـن الوسائل في معرفة الاوائل: 268.

[5] صلح الحسن (ع): 285 عن المدائني.

[6] البداية والنهاية، 8: 135.