بازگشت

عهد معاوية


تـسـلّم مـعـاويـة بـن أبـي سـفـيـان ولايـة الشـام بـعـد مـوت أخـيه يزيد الذي كان واليا عليها، فـاصـطـنـعـهـا معاوية لنفسه لايحاسب في أمرها علي شي من أعماله، كلّ ذلك بتدبير من الخليفة الثـانـي الذي كـان يـردّ عـلي التـقـاريـر المـرفوعة إليه عن مخالفات معاوية بقوله الشهير: (دعوا فتي قريشٍ وابن سيّدها!!).

وازدادت سـيـطـرة معاوية علي الشام رسوخا في عهد عثمان، واستقرّ له أهلها نفسيّا وسياسيا، ولم يـجـد مـا يـنـغـّص عـليـه هـنـاءة حـكـمـه إلاّ قـيـام أمـيـر المـؤمـنـيـن عـليّ (ع) بـالامـر خـليـفـة لرسـول اللّه (ص)، الذي دانـت له كـلّ أقـطـار العـالم الاسـلامـي بالطاعة إلاّ الشام، حيث امتنع معاوية عن الطاعة لعليّ (ع) متشبّثا بذريعة الطلب بقتلة عثمان، الامر الذي جرّ في النهاية إلي مـعـركـة صـفـّين التي كادت أن تنتهي بالنصر الحاسم لصالح أمير المؤمنين (ع)، لكنّ حيلة رفع المصاحف التي ابتدعها


عمروبن العاص ‍ وأنجحها غباء الخوارج وتحجّرهم العقليّ أدّت في النتيجة إلي مهزلة التحكيم، لتنتهي المواجهة بذلك نهاية غير حاسمة.

ثمّ قتل أمير المؤمنين عليّ (ع) وقام الامام الحسن (ع) بالامر، لكنّ المواجهة بينه وبين معاوية لم تـطـل إلاّ أشـهرا كشفت الامّة فيها عن نفورها من مواصلة الحرب وميلها إلي دنيا معاوية وتنكّرها لاهل الحق (ع)، فاضطرّ الامام (ع) إلي الصلح وتسليم الامر إلي معاوية...

فاتّسقت لمعاوية الامور وسيطر علي العالم الاسلاميّ كلّه، وبذلك استعادت حركة النفاق هيمنتها عـلي كـلّ بـلاد الاسـلام من جديد في شخص أكبر قادتها دهاءً وأشدّهم عداوة للاسلام وهو معاوية بن أبي سفيان.