بازگشت

ارتفاع درجة الشلل النفسي في الامة


ويـلاحـظ هـنـا أيـضـا اسـتـمـرار ارتـفاع مؤشّر الشلل النفسي في الامّة، إذ قد رأت من عثمان ـ فضلاعن انحرافه حتّي عن سيرة أبي بكر وعمر ـ بطشه بجماعة من أعيان الصحابة لالشي إلاّ لانّهم أمروه بالمعروف ونهوه عن المنكر، كأبي ذر وعـمّار بن ياسر وعبداللّه بن مسعود، فلم تتحرّك الامّة أثناء ذلك حتّي في المدينة علي كثرة مـن فـيـهـا مـن الصـحـابـة لمـنـعـه مـن التعدي عليهم أو لانكار ذلك عليه علي الاقلّ، ومع معرفة الصـحـابـة بـمـنـزلة أبـي ذرّ (ره) فـلم يـخـرج مـنـهـم لتوديعه إلي منفاه في الربذة إلاّ عليّ والحسنان (ع)


وعقيل وعبداللّه بن جعفر وعمّار، بل لقد قاطعت الامّة أباذرّ امتثالالاوامر عثمان!!

وقـد أشـار عـمـّار بـن يـاسر إلي هذا الوهن الذي أصاب الامّة حينما خاطب أباذرّ وهو يودّعه إذ قال:

(...ومـا مـنـع النـاس أن يـقـولوا بـقـولك إلاّ الرضـا بـالدنـيـا والجـزع مـن المـوت...). [1] .

ويـلاحـظ هـنـا أيـضـا أنـّه حـتـّي الانـتـفـاضـة الجـمـاهـيـريـّة التـي قامت تنكر علي عثمان مجموع انـحـرافاته لم تقم إلاّ في سنة 35 للهجرة أي بعد حوالي ثلاث سنين من وفاة أبي ذرّ (ره) فـي الربـذة سـنـة 32 للهـجـرة، كـمـا أنّ هـذه الانـتـفـاضـة لم تـقـع إلاّ بـعد عامين من نفي عثمان أفاضل أخيار الكوفة والبصرة إلي الشام.


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغة، 8: 355.