بازگشت

انفتاح باب القتل و القتال علي هذه الامة إلي يوم القيامة


إنّ عـمـليـّة اغـتـيـال عـمـر بـن الخـطـّاب التـي أدّت إلي مـقـتـله كـانـت مـحـدودة الاثـر إذ كـان القـاتـل شـخـصـا مـعـلومـا وإن كـان عـبـيـداللّه بـن عـمـر قـد تـجـاوز فـقـتـل عـدّة أبـريـاء لمـقـتـل أبـيـه، أمـّا مـقـتـل عـثـمـان بـالكـيـفـيـّة التـي قـتـل فـيـهـا فـقـد كـان ذا أثـر وسيع ممتدّ في حياة الامّة الاسلاميّة بعده، إذ قد فتح عليها باب القـتـل والقـتـال فـيـمـا بـيـنـهـا، وقـد حـذّره أمـيـرالمـؤمـنـيـن عـليٍّّ (ع) فـي نـصـحـه أيـّاه مـن هذا المقتل قائلا:

(وإنـيٍّّ أنـشـدك اللّه ألاّ تـكـون إمـام هـذه الامـّة المـقـتـول، فـإنـّه كـان يـقال: يقتل في هذه الامّة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلي يوم القيامة، ويلبس أمورها


عليها، ويـبـثّ الفـتـن فـيـهـا، فـلايـبـصـرون الحـقّ مـن البـاطـل، يـمـوجـون فـيـهـا موجا، ويمرجون فيها مرجا...). [1] .

ولقـد حـصـل هـذا بـالفـعـل، فـكـانـت المـطـالبـة بـدم عـثـمـان ذريـعـة أهل الجمل التي أضلّوا بها شطرا من الامّة في نكثهم البيعة وخروجهم علي الامام (ع)، وألبسوا عـلي النـاس ‍ الامـور، وبـثـّوا الفـتـنـة فـي الامـّة، حـتـّي كـانـت وقـعـة الجـمـل، التـي كـانـت أولي المـعارك التي اقتتل فيها المسلمون فيما بينهم، وانتهت بهزيمة جيش عـائشـة وطـلحـة والزبـيـر الذيـن كـان لهـم دور كـبـيـر فـي التـحـريـض عـلي قتل عثمان.

وأمـّا مـعـاويـة الذي تـلكـّاءَ عـن نـصـرة عثمان عمدا، [2] فقد صنع أضعاف ما صنع أهل الجمل فيما ادّعاه بهذه الذريعة، حتّي لقد أضلّ الشطر الكبير من هذه الامّة وألبس عليهم الامـور فـاسـتبسلوا في مواجهة عليّ (ع) استبسالامريرا في صفّين، الوقعة التي كاد الطرفان أن يهلكا فيها جميعا، والتي تركت أسواء الاثار في حياة الامّة إلي يومنا هذا.


پاورقي

[1] نهج البلاغة (ضبط صبحي الصالح): 235، رقم 164.

[2] راجع: تأريخ الطبري، 3: 402؛ والکامل في التأريخ، 3: 170.