بازگشت

خلافة عثمان


إبـتـداء الحـكـم الامـويّ عـهـده الاوّل مـنذ اليوم الاوّل لخلافة عثمان، فسرعان ما تبيّن للمسلمين أنـّهـم حـيـن بـايـعـوا عـثـمـان قـد سـلّمـوا الحـكـم عـمـليـّا إلي آل أمـيـّة، وأنّ عـثـمـان ليـس إلاّ واجهة يكمن خلفها الحزب الامويّ، وسرعان ما أكّدت الايّام هذه الحـقـيـقـة للامـة، ذلك لانّ عـثـمـان أسـند الولايات الكبري آنذاك وهي البصرة والكوفة ومصر والشـام إلي ذويـه، وهـذه الولايـات ذات المنزلة العظيمة في الحرب والاقتصاد والاجتماع كانت مـركـز الثـروة المـاليـّة والزراعـيـّة لدولة الخـلافـة، فـمـنـهـا تـحـمـل الاموال والاقوات، وهي مركز تجمّع الجيوش الاسلاميّة الوافدة من كلّ


أنحاء البلاد، كما أنّها مراكز عمليّات الفتح الكبري آنذاك.

وقـامـت إنـتـفـاضـة الامـّة عـلي عـثـمـان نـتـيـجـة تـفـسـّخ حـكـمـه عـن فـسـاد كـبـيـر فـي الادارة والمـال، والاسـتـخـفـاف عـلنـا بـأحـكام الشريعة، وسكوته عن فضائح ولاته ودفاعه عنهم، ونـفـيـه وتـعـذيـبـه لصلحاء الامّة لالشي إلاّ لانّهم أنكروا المنكر وأمروا بالمعروف، وانقياده لغلمان بني أميّة عامّة ولمروان بن الحكم خاصّة، وامتناعه عن الاستجابة لشكاوي الامّة وتظلّمها من ولاتـه الذيـن يـصـلّون بالناس وهم سكاري، ويرون السواد بستانا لهم، وأنّ الفي لهم أوّلاثمّ لمن شاؤوا!!

وركـب مـوجـة الانـتـفـاضـة عـلي عـثـمـان بـعـد انـدلاعـهـا النـفـعـيـّون السـاخـطـون عـليـه مـثـل عـمـرو بـن العـاص، ومـتـرفـون يـحـلمـون بـالخـلافـة مـن بـعـده مـثـل طـلحة والزبير وكانوا يؤلّبون الجماهير ضدّه ويحرّضون في الخفاء علي قتله، هذا فضلاعن الدور الكبير الذي لعبته عائشة في التأليب عليه والدعوة إلي قتله!! [1] .

وفـي كـلّ ذلك كـان ابـوالحـسن (ع) يسفر ناصحا للاسلام والامّة بين عثمان والثوّار، لكنّ عثمان كان ينكل ولايفي بما يعد به من الاستجابة لمطالب الثوّار لاستحواذ مروان عليه.

ومـا بـرحـت الفـتـنـة تـتـأجـّج وتـجد ما يزيدها اشتعالا، حتّي انفلت زمام الامور، وبلغت المأساة ذروتها بمقتل عثمان.

وتفاصيل قصّة هذه الفتنة معروفة في كتب التأريخ...


پاورقي

[1] راجع: کتاب معالم الفتن، 1: 433 ـ 438.