بازگشت

تعاظم منطق السقيفة القَبلي


يلاحظ أنّ المفاضلة في السقيفة كانت بين الانصار وبين المـهـاجـريـن (مـن قـريـش)، غير أنّ المفاضلة التي دارت في أجواء الشوري أكّدت تعاظم منطق السـقـيـفة القبلي وازدياد التباعد والانحراف عن منطق الاسلام،إذ صارت المفاضلة بين المسلمين كـكـل بـدلامـن الانـصـار، وبـيـن قـريـش بـمـا هـي قـريـش بـدلامـن المـهـاجـريـن مـنـهـا، فـفـي الجـدل الذي دار فـي مـسـجـد النـبـي (ص) فـي أجـواء الشـوري بـدا واضـحا أنّ قريشا اعتبرت الخـلافـة شـأنـا مـن شـؤونـهـا الخـاصـّة وامـتيازا من امتيازاتها، وليس لاحد من المسلمين أن يتقدّم برأي في الخلافة يتنافي مع رغباتها.

ولاينقضي العجب من أن تتدهور الحال إلي درجة أن يتجرّاء عدوّاللّه وعدوّ رسوله (ص)، عبداللّه بـن أبـي ربـيـعـة المـخـزومـي فـيـقـول للمـقـداد (ر) الحـواري الجليل


الذي عزّ نظيره في الصحابة:

(يـابـن الحـليـف العـسـيـف، ومـتـي كـان مـثـلك يـجـتـرئ عـلي الدخول في أمر قريش). [1] .

أو يرّد لئيم آخر من بني مخزوم علي عمّار بن ياسر (ر) قائلا:

(لقد عدوت طورك يا بن سميّة، وما أنت وتأمير قريشٍ لانفسها). [2] .

إنّ حـلول كـلمـة (قـريـش) بـدلامـن (المـهـاجـريـن) فـي جدل المفاضلة التي جرت في أجواء الشوري يعني رفع الحظر عن الطلقاء في أن يتسنّموا منصب الخـلافـة، بـعـد أن رفـعـت عـنهم الحظر من قبلُ قيادة حزب السلطة وعيّنتهم أمراء وولاة، ومن هنا تـكـون قد انفتحت حتّي شهية الطلقاء أمثال معاوية في تسنّم منصب الخلافة، ومنذ ذلك الوقت كان معاوية قد سعي سعيه نحوها.


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغة، 9: 390.

[2] تاريخ الطبري، 3: 297.