بازگشت

الطمع المفتوح في الخلافة


فتحت الشوري باب الطمع في الخلافة لمن لم يكن يطمع فـيـهـا يـومـا مـا، ذلك لانّ عـمـر أدخـل فـي الشـوري فـي مـواجـهـة عـليٍّّ (ع) مـن لم يـكـن يـأمـل أن يـكون خليفة من قبل، فصار بعدها يري نفسه أهلالذلك، الامر الذي دفع بهؤلاء إلي ركوب الفتن بعدها.

كـمـا أنّ الشـوري فـتـقـت الفـتـق الكـبـيـر فـي التـنـافـس والاخـتـلاف بـيـن كـلّ القـبـائل طـمـعـا فـي الخـلافـة، وذلك لانّ رجـالاغـيـر رجـال الشـوري مـن قـريـش رأوا أنّ بـعـض مـن رشـّحـهـم عـمـر لايـفـضـلونـهـم فـي شـيٍ، بل ربما امتازوا هم علي أولئك في أشياء كثيرة!

إذن فـعمر في خطّة الشوري كان قد أطلق للجميع نفسيّا أن يرغبوا في الامارة والخلافة وأن يتحرّكوا عمليّا باتّجاهها علي طريق الاهواء الملغومة بكلّ أنواع الاختلاف!

حـتـّي أنّ مـعاوية بن أبي سفيان وهو من دهاة العرب كان يصرّح بأنّ الشوري هي أشدّ منعطفات الانحراف أثرا في تشتيت أمر المسلمين، فقد نقل ابن عبد ربّه في كتابه العقد الفريد:

إنّ مـعاوية قال لابن حصين: (أخبرني، ما الذي شتّت أمرالمسلمين وفرّق أهواءهم وخالف بينهم؟

قال: نعم، قتل الناس عثمان.

قال: ما صنعت شيئا.

قال: فمسير عليّ إليك وقتاله إيّاك.


قال: ما صنعت شيئا.

قال: فمسير طلحة والزبير وعائشة وقتال عليّ ايّاهم.

قال: ما صنعت شيئا.

قال: ما عندي غير هذا يا أمير المؤمنين.

قال: فأنا أخبرك، إنّه لم يشتّت بين المسلمين ولافرّق أهواءهم ولاخالف بينهم إلاّالشوري التـي جـعلها عمر إلي ستّة نفر...فلم يكن رجل منهم إلاّ رجاها لنفسه، ورجاها له قومه، وتطلّعت إلي ذلك نـفـسـه، ولو أنّ عـمـر اسـتـخـلف عليهم كما استخلف أبوبكر ما كان في ذلك إختلاف.) [1] .


پاورقي

[1] العقد الفريد، 4: 281، دار الکتاب العربي ـ بيروت.