بازگشت

خلافة عمر بن الخطاب


وجـاء عـمـر بـن الخـطـّاب خـليـفـة بـعـد أبـي بـكـر بـتـعـيين منه، فجري علي ما كان قد جري هو وأبـوبـكر عليه أيّام خلافة أبي بكر من مواصلة التضييق الاجتماعيّ والسياسيٍّّ والاقتصاديّ علي أهل البيت (ع) خاصّة وبني هاشم عامّة، وبسط يد الامويّين في تولّي الامارات والولايات، وزاد عـلي أبي بكر في ذلك، ويكفي في الدلالة علي هذا أنّه أطلق معاوية بن أبي سفيان واليا علي الشام علي سيرة الملوك يجمع كيف يشاء ويتصرّف كيف يشاء بلارقيب ولاحسيب، فإذا ذكره المـعـتـرضـون عـند عمر ردّهم بقوله (دعوا فتي قريش وابن سيّدها!!...)، [1] وكان يـقـول فـيه (تذكرون كسري وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية!)، [2] حتّي أنّ عمر بن الخطّاب ليعتبر الممهّد للحكم الامويّ، بل هوالمؤسّس له.

وزاد فـي شـدّة الحـصـار المـضـروب عـلي السـنـّة النـبويّة حتّي لقد فرض الاقامة الجبريّة في المـديـنـة عـلي رواة الاحـاديـث النـبـويـّة مـادام حـيـّا، ونـهـي جـيـوشـه عـن التـحـديـث عـن رسـول اللّه (ص)، في الوقت الذي قرّب منافقي اليهود والنصاري ككعب الاحبار وتميم الداري، وفـتـح لهـم الابـواب واسـعـة ليـمـارسـوا القـصّ عـلي النـاس ويـبـثـّوا مـاشـاؤا مـن أباطيل كتبهم ومخترعاتهم ممّا يعارض ‍ عقائد الاسلام المحمّديّ الخالص.

ويـهـمّنا هنا أن نركّز علي عملين من أعماله شكّلافي أهميتهما منعطفين أساسيّين في حياة الامّة الاسلاميّة بما ترتّب عليهما من الاثار البالغة الخطورة، وهذان العملان هما:



پاورقي

[1] البداية والنهاية، 8: 133.

[2] تاريخ الطبري، 4: 244.