بازگشت

انتعاش الروح القبلية و انبعاثها من جديد


انتعاش الروح القبليّة وانبعاثها فعّالة من جديد بعد أن أخمدها الاسلام بتعاليمه الساميّة وتربيته الرفيعة، ذلك لانّ منطق السقيفة قام علي أسـاس التـنـابـز بالالقاب والمفاضلة القبليّة بعيدا عن المقياس الاسلامي: (إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم).لقد كانت الروح القبليّة ظاهرة بيّنة في المنطق الذي ساد النزاع بين المهاجرين والانـصـار فـي السقيفة، فقد ذكّر أبوبكر كُلاّ من الاوس والخزرج بالاحقاد والاحن التي كانت بينهم قبل الاسلام، وأغراهم بها حين تحدّث عمّا كان بينهما من القتلي والمآسي.

وكان خطيب الانصار الحباب بن المنذر يهيج الانصار ويؤجج عزائمهم بنَفَس ‍ جاهلي بحت.

وكـان عـمـر بـن الخـطّاب يفصح عن لسان قريش بهذه الروح القبليّة قائلا: (من ينازعنا سلطان محمّد ونحن أولياؤه وعشيرته!!).

هـذه الروح القـبـليـّة التـي اندلعت كالنار من تحت الرماد يوم السقيفة، فتحت علي المسلمين بابا كبيرا من أبواب التمزّق والفتنة، إذ سرعان ما تجرّاء بعض ‍ القرشيّين من الطلقاء والمنافقين النـفـعيّين أمثال سهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وعمرو بن العاص والوليد بن عقبة وغيرهم بـالتـعـرض للانـصـار وهـجـائهـم والدعـوة إلي قـتـالهـم بـعـد أن أغـاضـهـم اعـتـزال الانـصـار علي أثر السقيفة، فردّ عليهم الانصار دفاعا عن أنفسهم، وتعاظم الخطب، ولولاتـدخـّل أمير المؤمنين عليٍّّ (ع) وبعض المهاجرين ودفاعهم عن الانصار لوقعت مصيبة عظمي أخري في تأريخ


الامّة الاسلاميّة آنذاك. [1] .

ولقـد اسـتـثمرت حركة النفاق عامّة والحزب الامويّ منها خاصّة تأجيج روح التناحر القبليٍّّ في تـمـزيـق كـيـان الامـّة، وتـأليـب بـعـضـهـا عـلي بـعـض، مـن أجـل اقـتـيـادهـا بعد ذلك بسهولة علي طريق تحقيق أهداف حركة النفاق في طمس حقائق ومعالم الاسلام المحمّديّ الخالص.


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغة، 6: 9 ـ 16 عن موفقّيات الزبير بن بکّار.