بازگشت

السقيفة


يـهـمـّنـا مـن السـقـيـفـة هـنـا نـتـائجـهـا، غـيـر أنّ مـن الجـديـر بـالذكـر أن نـنـبـّه قـبـل ذلك إلي


أنّ هـنـاك دلائل تأريخيّة تشير إلي أنّ مؤتمر السقيفة لم يكن قد انعقد انعقادا عـفـويـّا كـمـا تـصـوّر ذلك أكـثـر كـتـب التـأريـخ، بـل تـشـيـر هـذه الدلائل إلي أنّ حـزب السـلطـة نـفـسـه كـان قـد خطّط لعقد مؤتمر كهذا تخطيطا دقيقا بطريقة (التـحـفـيـز والاثـارة)، وقـد أعـدّت قيادة هذا الحزب ما يمكّنها لتكون هي الفائزة فيه. ومن الدلائل علي ذلك:

: (كـان عـامـّة المـهـاجـريـن وجـلّ الانـصـار لايـشـكـّون أنّ عـليـّا هـو صـاحـب الامـر بـعـد رسـول اللّه (ص)، [1] وذلك لقـرب عـهـدهـم بـواقعة الغدير وببيان النبيٍّّ (ص) فـيـها، الذي نصب فيه عليّا وليّا للامر من بعده، والبيانات النبويّة الاخري الكثيرة المماثلة التي كانت لاتزال حيّة في ذاكرة المهاجرين والانصار خاصّة والامّة عامّة، لكنّ إنتشار نباء مواجهة قـيـادة حـزب السـلطـة لرسـول اللّه (ص) عـلنـا فـي مـرضـه قـبـيـل مـوتـه، وصـدّه عـن كـتـابـة بـيـانـه الاخـيـر المـانـع مـن الضـلال والاخـتـلاف، واتـّهـامـه بـالهجر، كان قد أشعر الناس عمليّا بأنّ هناك احتمالاقويّا لوقـوع انـقـلاب عـلي الشـرعـيـة الالهـيـّة سـوف يـنـفـّذ مـبـاشـرة بـعـد مـوت رسـول اللّه (ص)، وأنّ قـريـشـا سـوف تـمـنـع أهـل البـيـت (ع) عـن حـقّهم في الامر، فكان هذا أوّل الحوافز التي دفعت الانصار للتفكير بكيفيّة مواجهة الحالة الجديدة.

: كـان حـزب السـلطـة قـد اخـتـرق الانـصـار فـضـمّ إليـه جـمـاعـة مـنـهـم، وجـعـل مـن بـعـضـهـم جواسيس وعيونا له ترصد اتّجاه تفكير الانصار ورأيهم وطريقة تحرّكهم ومـواقـيـتـهـا، الامر الذي ساعد حزب السلطة كثيرا في بثّ المحفّزات المطلوبة لتحريك عقليّة الانصار بالاتّجاه الذي يريده.

فـاءُسـَيد بن حضير الذي تحدّثت عنه وسائل إعلام حزب السلطة علي أنّه سيّد الاوس، كان من أعـوان قـيـادة هـذا الحـزب المقرّبين، وقد تفاني في خدمتهم، وكان


ممّن اشترك مع عمر في مهمّة إحراق بيت فاطمة (س) وإخراج عليٍّّ (ع) كرها من بيته للبيعة بالقوّة.

ومـعـاذ بـن جـبـل الذي كـان عـضـوا كـبـيـرا مـن اعـضاء حزب السلطة وشريكا لقيادة هذا الحزب في التـوقـيـع عـلي الصـحـيـفـة السـريـّة التـي أبـرمـوا أمـرهـا فـي مـكـّة، وتـعـاهـدوا فـيـها علي عزل عليٍّّ (ع) عن الخلافة إذا مات النبيٍّّ (ص).

وبـشـيـر بن سعد الخزرجي، الذي كان يبغض عليّا (ع) فتعاون مع حزب السلطة، وحسد سعد بن عـبـادة ونـفـس عـليـه مـنـزلتـه فـي الانصار فكان أوّل من بادر من الانصار فبايع أبابكر في السقيفة.

وعـويـم بـن سـاعـدة الذي آخـي الرسـول (ص) بـيـنـه وبين عمر في المؤاخاة بن المهاجرين والانـصـار، كـان هـو ومعن بن عديٍّّ الانصاري من جواسيس وعيون قيادة حزب السلطة لمراقبة الانصار ورصـد تـحرّكاتهم، وهما اللذان أفسدا علي سعد بن عبادة أمره في السقيفة وأشاعا الوهن في نـفـوس الانـصـار حين خاطبهم عويم قائلا: (يا معشر الخزرج إن كان هذا الامر فيكم دون قريش فـعـرّفـونـا ذلك وبـرهـنـوا حـتـّي نـبـايـعـكـم عـليـه، وإن كـان لهـم دونـكـم فـسـلّمـوا إليـهـم...)، [2] وهـمـا اللذان أسرعا إلي أبي بكر وعمر بخبر انعقاد السقيفة ليحضراها ومـن مـعـهما في الوقت المحدّد (وكان معن بن عديٍّّ يشخّصهما إشخاصا ويسوقهما سوقا عنيفا إلي السقيفة مبادرة إلي الامر قبل فواته). [3] .

بـأمثال هؤلاء من الانصار استطاعت قيادة حزب السلطة أن تدبّر تنفيذ خطّتها


جيّدا لتوقع الانصار في فخّ مصيدتها. [4] .

: (تـوفـّي رسـول اللّه (ص) وأبوبكر بالسنح وعمر حاضر)، [5] وقد صدر نـبـاء مـوتـه (ص) عـن بـيـتـه، فـلوكـان ثـمـّة احـتـمـال أن يـصـدر عـن بـيـتـه الشـريـف مـثـل هـذا النـبـاء كـذبـا أو خـطـاءً!! فـإنّ بـإمـكـان عـمـر أن يـتـيـقـّن مـن مـوتـه (ص) كـمـا فـعـل أبـوبـكـر حـيـنـمـا جـاء مـن السـنـح حـيـث كـشـف عـن وجـه رسـول اللّه (ص) فـتـيـقـّن، وبـهـذا يـكـون عـمـر قـد قـطـع الشـك بـاليـقـيـن كـمـا يـفـعـل أيّ عـاقـل فـي مـثـل هـذا الحال، لكنّ عمر وهو ينتظر مجي ء أبي بكر علي أحرّ من الجمر ظلّ يذهل الناس عن أيّ تفكير أو تحرّك وهو يزبد ويرعد قائلا:

(إنّ رجـالامـن المـنـافـقـيـن!! يـزعـمـون أنّ رسـول اللّه (ص) تـوفـّي، وإن رسـول اللّه واللّه مـا مـات ولكـنّه ذهب إلي ربّه كما ذهب موسي بن عمران فغاب عن قومه أربعين ليـلة ثـمّ رجـع بـعـد أن قـيـل قـد مـات، واللّه ليـرجـعـن رسـول اللّه فـليـقـطـعـنّ أيـدي رجـال وأرجـلهـم يـزعـمـون أن رسول اللّه مات). [6] .

فـلمـّا جـاء أبـوبـكـر وأسـكـتـه بـالايـة القـرآنـيـّة: (ومـا مـحـمـّد إلاّ رسـول قـد خـلت مـن قـبله الرسل أ فإن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم...) [7] تـوقـّف عـمـر عـن أداء ذلك الدور


وانـدفـع يـؤدّي دورا آخـر فقال:

(أيّها الناس، هذا أبوبكر وذو شيبة المسلمين فبايعوه) [8] .

مـُطـلِقـا بـذلك إشـارة البـدء بـتـنـفـيـذ الخـطّة عمليّا في الانقلاب علي الشرعيّة الالهيّة، وذلك قـبـل السـقـيـفـة، فـعـنـدها تيقّن الانصار من وقوع الانقلاب، وتسارعوا متحفّزين يجمعون شملهم لمواجهة الحالة الطارئة، فحملوا سعد بن عبادة مريضا إلي السقيفة واجتمعوا فيها.

كانت قيادة حزب السلطة قد استقدمت أعدادا كبيرة من مرتزقة الاعراب بعد الاتّفاق معهم علي أن يـحضروا المدينة حيث ينعقد المؤتمر وفي وقت محدّد، ليكثر بهم سواد حزب السلطة في مؤتمر الاغـتـصـاب، وليـضـعـف بـإزائهـم صـوت الانـصـار، تـقـول المـصـادر: (إنّ أسـلم أقـبـلت بـجـمـاعـتها حتّي تضايق بهم السكك) [9] و (جـاءت أسـلم فـبـايـعـت، فـقـوي أبـوبـكـر بـهم، وبايع الناس ‍ بعدُ)، [10] وتـعـليـق عـمـر عـلي أثـر حـضـور هـذه القـبـيـلة دليـل عـلي اسـتـقـدامـهـا مـن قبل حزب السلطة، كان يقول: (ما هو إلاّ أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر). [11] .

كـان هذا سببا كبيرا من أسباب انكسار الانصار وانتصار حزب السلطة في سقيفة بني ساعدة، حيث ضـعـف صـوت الانـصـار إلي درجـة أن لم تـنـفـعـهـم حـتـّي مناداتهم أواخر الامر: (لانبايع إلاّ عليّا!!) [12] .


كـان الهـمّ الاكـبـر لحـزب السلطة في خطّة الاغتصاب هو أن ينحصر النزاع والتخاصم في مؤتـمـر السـقـيـفـة بـيـن الانـصـار بـمـا لهـم مـن فـضـل وبـيـن المـهـاجـريـن بـمـا لهـم مـن فـضـل، بـمـعـزل عـن ذكر (الوصيّ الشرعيٍّّ) وذكر فضائله، ذلك لانّ قيادة حزب السلطة إذا ضـمـنـت إخراج عليٍّّ (ع) من دائر النزاع والتخاصم علي الخلافة، واطماءنّت إلي عدم ذكره في أيّ احـتـجـاج، فـإنـّهـا ـ وهي تتحدّث باسم المهاجرين ـ تكون قد أحرزت الفوز حتما لانّ حجّة المـهـاجـريـن هـي الاقـوي فـي حـال عزل أهل البيت (ع) عن دائرة الاحتجاج (إذ هم الثمرة إذا احتُجّ بالشجرة!).

لكـن مـاذا تـصـنـع قـيادة هذا الحزب والامّة قريبة عهد بواقعة الغدير التي شهدها جلّ الصحابة وسمع بها القاصي والداني!؟ حيث نصب فيها رسول اللّه (ص) عليّا (ع) وليّا للامر بعده، في بـيـان نـبـويٍّّ رواه مـن الصـحابة في التأريخ المدوّن فقط مائة وعشرة، [13] وكيف سـتـواجـه قـيـادة حـزب السـلطـة من يعترض عليها بحديث الغدير وبيعته!؟ فضلاعن البيانات النبويّة الاخري الكثيرة المتعلّقة بولاية عليٍّّ (ع) وخلافته!؟

ليس بإمكان أحد من الصحابة عامّة والمهاجرين والانصار خاصّة أن ينكر واقعة الغدير آنذاك، ولذا لم يكن أمام قيادة حزب السلطة في مواجهة هذه المشكلة إلاّ أن تدّعي أنّ النبيٍّّ (ص) قد نسخ بـيـان الغـديـر والبـيـانـات النـبـويـّة الاخـري المـتـعلّقة بخلافة عليٍّّ (ع)، وتدّعي علي لسان النـبـيٍّّ (ص) أنّ اللّه سـبـحـانـه مـنـع اجـتـمـاع النـبـوّة والخـلافـة لاهل البيت (ع)، والقضيّة لاتحتاج إلاّ إلي مدّعٍوشهود!!

وهكذا كان، فقيادة حزب السلطة إضافة إلي مواصلتها لعمليّة تحفيز الانصار باتّجاه منازعة المـهـاجـرين علي الامارة لانفسهم بعيدا عن التوجّه إلي (الوصيٍّّ


الشرعيٍّّ) كانت تردّ علي كلّ مـعـتـرض عليها بواقعة الغدير أنّ الامر قد نُسخ، والامر يحدث بعده الامر!! ويبدو أنّ قيادة حزب السلطة لم تكن تردّ بهذا فقط، بل كانت تبادر الي إشاعة دعوي النسخ هذه في صفوف الانـصـار بـواسـطـة عـمـلائهـا مـنـهـم، ولايـبـعـد أنـّهـا روّجـت هـذا الادّعـاء قـُبـَيـل وفـاة النـبـيٍّّ (ص) بـقـليـل أو بـعـد وفـاتـه مـبـاشـرة لخـلق حـالة ذهـنـيـّة ونـفسيّة عامّة تتقبّل إنحصار النزاع بين الانصار والمهاجرين بعيدا عن عليٍّّ (ع).

وهـكـذا كان فقد نجحت قيادة حزب السلطة في استغفال كثير من جماهير الانصار و أوقعتهم في فخّ مـصـيدتها، فلما انقضت (الفلتة) إنتبهوا من غفلتهم أواخر الامر (فقالت الانصار أو بعض الانصار لانبايع إلاّ عليّا)، [14] ويقول التأريخ أيضا إنّه:

(لمـّا بويع أبوبكر واستقرّ أمره ندم قوم كثير من الانصار علي بيعته، ولام بعضهم بعضا، وذكروا عليٍّّ بن أبي طالب وهتفوا باسمه...) [15] .

ولات حين فائدة!!

ومـن الدلائل عـلي أنّ قـيـادة حـزب السلطة لجاءت إلي دعوي النسخ في مواجهة من يعترض عليها بـواقـعـة الغـديـر، مـا رواه التـأريـخ أنّ بـريـدة الاسـلمـي قـال لعمر: (يا عمر، ألستما الذين قال لكما رسول اللّه (ص): انطلقا إلي عليّ فسلّما عليه بإمرة المؤمنين. فقلتما: أعن أمراللّه وأمر رسوله!؟

فقال: نعم.؟

فـقـال أبـوبـكـر: قـد كـان ذلك يـا بـريـدة، ولكـنـّك غـبـت وشـهـدنـا، والامـر يـحـدث


بعده الامر!...). [16] .

ولمـّا حـاجـّهـم أمـيـرالمـؤمـنـيـن عليُّ (ع) في المسجد حينما أحضروه كرها وقهرا للبيعة فخاطبهم قائلا:

(يـا مـعـشـر المـسـلمـيـن والمـهـاجـريـن والانـصـار، أُنـشـدكـم اللّه أ سـمـعـتـم رسـول اللّه (ص) يـقـول يـوم غـديـر خـم كـذا وكـذا، فـلم يـدع (ع) شـيـئا قـاله فـيـه رسول اللّه (ص) علانية للعامّة إلاّ ذكرهم إيّاه.

قالوا: نعم.

فـلمـّا تـخـوّف أبـوبـكـر أن يـنـصـره النـاس وأن يـمـنـعـوه بـادرهـم فـقـال: كـلّمـا قـلتَ حـقّ، قـد سـمـعـنـاه بـآذانـنـا ووعـتـه قـلوبـنـا، ولكـن قـد سـمـعـتـُ رسول اللّه يقول بعد هذا: إنّا أهل بيت اصطفانا اللّه وأكرمنا واختار لنا الاخرة علي الدنيا، وإنّ اللّه لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة.

فقال علي (ع): هل أحد من أصحاب رسول اللّه (ص) شهد هذا معك!؟

فـقـال عـمـر: صـدق خـليـفـة رسـول اللّه، قـد سـمـعـتـه مـنـه كـمـا قال!

وقـال ابـوعـبـيـدة وسـالم مـولي أبـي حـذيـفـة ومـعـاذ بـن جبل: قد سمعنا ذلك من رسول اللّه.

فـقـال عـلي (ع): لقـد وفـيـتـم بـصـحـيـفـتـكـم التـي تـعـاقـدتـم عـليـهـا فـي الكـعـبـة: إن قتل محمّد أو مات لتزونّ هذا الامر عنّا أهل البيت.

فقال أبوبكر: فما علمك بذلك!؟ ما أطلعناك عليها.


فـقـال (ع): أنـت يـا زبير، وأنت يا سلمان، وأنت يا أباذر، وأنت يا مقداد! أسألكم باللّه وبالاسلام، أما سمعتم رسول اللّه (ص) يقول ذلك، وأنتم تسمعون، إنّ فلانا وفلانا حتّي عدّهم هؤلاء الخمسة، قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا فيه وتعاقدوا علي ما صنعوا؟

فـقـالوا: أللّهـمّ نـعـم، قـد سـمـعـنـا رسـول اللّه (ص) يـقـول ذلك لك إنـّهم قد تعاهدوا وتعاقدوا علي ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتابا إن قُتِلْتُ أو متُّ أن يزووا عنك هذا يا عليٍّّ...). [17] .


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغة، 6: 8 عن موفّقيّات الزبير بن بکّار.

[2] شرح نهج البلاغة، 6: 8.

[3] شرح نهج البلاغة، 6: 8 عن المدائني والواقدي.

[4] وفـي ضـوء هـذه الحـقـيـقـة يـنـبـغـي أن لانـغـفـل عـن ذکـر احـتـمـال أنّ اجـتـمـاع الانـصـار فـي سـقـيـفة بني ساعدة کان بسبب مؤامرة وتدبير خفيٍّّ بين حزب السلطة وبعض رؤوس ‍ الانصار لمنع أهل البيت (ع) عن حقّهم في الخلافة.

[5] تاريخ الطبري، 4: 442.

[6] نفس المصدر، 2: 442.

[7] سـورة آل عـمـران: الايـة 144؛ ولمـّا سـمـعـهـا عـمـر مـن أبـي بـکـر تـسـأل: (هـذا فـي کـتاب اللّه!؟)، ولايعقل أن عمر يمکن أن ينسي هذه الاية وسبب نزولها في يوم من الايّام لانّها نزلت في الفارّين يوم أُحد، وکان عمر منهم.

[8] الطبقات الکبري، 2: 267 ـ 268.

[9] تاريخ الطبري، 2: 458.

[10] الکامل في التأريخ، 2: 331.

[11] تاريخ الطبري، 2: 459.

[12] الکامل في التأريخ، 2: 325؛ وتاريخ الطبري، 2: 443.

[13] الغدير، 1: 14 ـ 60.

[14] الکامل في التأريخ، 2: 325؛ وتاريخ الطبري، 2: 443.

[15] شرح نهج البلاغة، 6: 9 عن موفّقيّات الزبير بن بکّار.

[16] کتاب السقيفة (سليم بن قيس): 251 ـ 252.

[17] کتاب السقيفة (سليم بن قيس): 86 ـ 87.