بازگشت

قتل عمر بن سعد


و كان عمر قد اختفي حين ظهور امر المختار و كان عبدالله بن جعدة بن هبيرة ابن اخت اميرالمؤمنين علي عليه السلام اكرم الناس علي المختار لقرابته من اميرالمؤمنين علي (ع) فطلب عمر بن سعد من عبدالله بن جعدة ان ياخذ له امانا من المختار ففعل و كتب له المختار امانا و شرط فيه ان لا يحدث حدثا (قال الطبري) و غيره


فكان ابوجعفر محمد بن علي الباقر يقول انما اراد المختار بقوله الا ان يحدث حدثا هو ان يدخل بيت الخلاء و يحدث فلما كتب المختار الأمان لابن سعد ظهر ابن سعد فكان المختار يدنيه و يكرمه و يجلسه معه علي سريره. و اتي يزيد بن شراحيل الأنصاري محمد بن الحنفية رضي الله عنه فجري ذكر المختار فقال محمد يزعم انه لنا شيعة و قتلة الحسين (ع) عنده علي الكراسي يحدثونه فلما قدم يزيد الكوفة اخبر المختار بذلك فعزم علي قتل عمر بن سعد (و كان) اميرالمؤمنين عليه السلام في جملة اخباره بالمغيبات قد اخبر ان عمر بن سعد سيقتل الحسين عليه السلام (قال) ابن الاثير في تاريخه قال عبدالله بن شريك ادركت اصحاب الاردية المعلمة و اصحاب البرانس السود من اصحاب السواري اذ مر بهم عمر بن سعد قالوا هذا قاتل الحسين (ع) و ذلك قبل ان يقتله و قال ابن سيرين قال علي (ع) لعمر بن سعد كيف انت اذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة و النار فتختار النار اه (ثم) ان المختار قال يوما لاصحابه لأقتلن غدا رجلا عظيم القدمين غائر العينين مشرف الحاجبين يهمز الارض برجله يسر قتله المؤمنين و الملائكة المقربين و كان عنده الهيثم النخعي فوقع في نفسه انه يريد عمر بن سعد فبعث ولده العريان الي ابن سعد يعرفه ذلك فقال ابن سعد جزي الله اباك خيرا كيف يقتلني


بعد العهود و المواثيق ثم ان عمر بن سعد خرج ليلا فاتي حمامه و اخبر مولي له بما كان من امانه و بما بلغه عن المختار فقال له مولاه و اي حدث اعظم مما صنعت تركت اهلك و رحلك و اتيت الي هنا ارجع و لا تجعل للرجل عليك سبيلا فرجع الي منزله. و جاء الخبر الي المختار بخروجه فقال كلا ان في عنقه سلسلة سترده (و قال) المرزباني ان ابن سعد لما بلغه قول المختار عزم علي الخروج من الكوفة فاحضر رجلا من بني تيم اللات اسمه مالك و كان شجاعا فاعطاه اربعمائة دينارا و قال هذه معك لحوائجنا و خرجا فلما كانا عند حمام عمر او نهر عبدالرحمن وقف عمر و قال اتدري لم خرجت قال لا قال خفت المختار قال هو اذل من ان يقتلك و ان هربت هدم دارك و انتهب عيالك و مالك و خرب ضياعك و انت اعز العرب فاغتر بكلامه و دخل الكوفة مع الغداة (و قيل) ان عمر نام علي الناقة فرجعت به و هو لا يدري حتي ردته الي الكوفة فارسل عمر عند الصبح ابنه حفصا الي المختار ليجدد له الامان فقال له المختار اين ابوك فقال في المنزل و لم يكن عمر بن سعد و ابنه حفص يجتمعان عند المختار فاذا حضر احدهما غاب الآخر خوفا ان يجتمعا فيقتلهما فقال حفص ابي يقول اتفي لنا بالأمان قال اجلس و طلب المختار اباعمرة كيسان فاقبل رجل قصير يتخشخش في السلاح فاسر اليه المختار


ان يقتل عمر بن سعد و بعث معه رجلين آخرين و قال له اذا دخلت و رأيته يقول يا غلام علي بطيلساني فانه يريد السيف فبادره و اقتله فذهب ابوعمرة الي ابن سعد و قال له اجب الأمير فقام عمر فعثر في جبة له فضربه ابوعمرة بسيفه فقتله و قطع رأسه و حمله في طرف قبائه حتي وضعه بين يدي المختار و ظهر بذلك تصديق قول الحسين (ع) لابن سعد و سلط الله عليك من يذبحك بعدي علي فراشك فقال المختار لأبنه حفص اتعرف هذا الرأس فاسترجع و قال نعم و لا خير في العيش بعده فقال له المختار صدقت و انك لا تعيش بعده فامر به فقتل و اذا رأسه مع رأس ابيه. و قال المختار هذا بالحسين و هذا بعلي ابن الحسين و لا سواء و الله لو قتلت به ثلاثة ارباع قريش ماوفوا أنملة من انامله. ثم بعث المختار برأسي عمر بن سعد و ابنه الي محمد بن الحنفية و كتب اليه يعلمه انه قد قتل من قدر عليه و انه في طلب الباقين ممن حضر قتل الحسين (ع) فبينما محمد بن الحنفية جالس مع اصحابه و هو يتعتب علي المختار فماتم كلامه الا و الرأسان عنده فخر ساجدا شكرا لله تعالي ثم رفع رأسه و بسط كفيه و قال اللهم لا تنس هذا اليوم للمختار و اجزه عن اهل بيت نبيك محمد خير الجزاء فوالله ما علي المختار بعد هذا من عتب.