بازگشت

قتل شمر


و كان شمر لعنه الله قد هرب من الكوفة و معه جماعة ممن شرك في قتل الحسين (ع) علي خيول لهم مضمرة فارسل اليه المختار عبدا له اسود يقال له زربي و كان شجاعا و قيل انه مولي بجيلة و معه مائة فارس علي الخيل العتاق فجعل يجد السير حتي انقطع عن اصحابه الاعشرة فوارس فقال شمر لاصحابه تباعدوا عني لعل العبد


يطمع في فتباعدوا عنه و لحقه العبد حتي اذا انقطع عن اصحابه حمل شمر فقتله و انهزم اصحابه العشرة حتي لحق بهم الباقون ثم مضي شمر و اصحابه حتي نزلوا قرية يقال لها الكلتانية قريبا من البصرة علي شاطي ء نهر الي جانب تل ثم اخذ شمر علجا من القرية و دفع اليه كتابا و قال عجل به الي مصعب بن الزبير بالبصرة و كتب عنوانه للأمير مصعب من شمر بن ذي الجوشن فمضي العلج حتي دخل قرية فيها ابوعمرة صاحب المختار و كان قد ارسله المختار الي تلك القرية في خمسمائة فارس ليكون مسلحة بينه و بين اهل البصرة فلقي ذلك العلج علجا آخر من تلك القرية فجعل يشكو اليه مالقي من شمر فبينا هو يكلمه اذ مر به رجل من اصحاب ابي عمرة فرأي الكتاب مع العلج و عنوانه الي مصعب من شمر فسألوا العلج عن مكان شمر فاخبرهم فاذا ليس بينه و بينهم الا ثلاثة فراسخ فاقبلوا يسيرون اليه و كان اصحاب شمر قالوا له تلك الليلة لو ارتحلت بنا من هذه القرية فانا نتخوف منها فقال كل هذا فزعا من الكذاب يعني المختار و الله لا اتحول منها ثلاثة ايام ملأ الله قلوبكم رعبا فبينما شمر و اصحابه نيام اذ سمع رجل من اصحابه كان بين النائم و اليقظان وقع حوافر الخيل فقال في نفسه هذا صوت الدبي و هو الجراد الصغير و كان بذلك المكان دبي كثير ثم سمعه اشد من ذلك فانتبه و مسح


عينيه و قال و الله ما هذا بالدبي و ذهب ليقوم فاذا بالخيل قد اشرفت عليهم من التل فكبروا و احاطوا بالبيوت فهرب اصحاب شمر و تركوا خيلهم و قام شمر و هو عريان مئتزر بأزار و كان ابرص و برصه يبدو من تحت الأزار و اعجلوه عن لبس ثيابه و سلاحه فجعل يقاتلهم بالرمح ثم القاه و اخذ السيف و جعل يقاتلهم به فلما بعد عنه اصحابه سمعوا التكبير و قائلا يقول قتل الله الخبيث و قتله عبدالرحمن بن ابي الكنود و هو الذي وجد الكتاب مع العلج ذبحه ذبحا كما ذبح الحسين عليه السلام و اوطأوا الخيل صدر شمر و ظهره ثم القيت جثته للكلاب وباء في الدنيا قبل الآخرة بالذل و سوء العذاب و قطعوا رأسه و ارسلوه الي المختار فارسله المختار الي محمد بن الحنفية بالمدينة (و قيل) جاءه من اصحاب المختار خمسون فارسا و امامهم نبطي يدلهم علي الطريق و ذلك في ليلة مقمرة فلما احس بهم شمر دعا بفرسه فركبه و ركب من كان معه ليهربوا فادركهم القوم فقاتلوهم فقتل شمر و جميع من كان معه و احتزوا رؤسهم و اتوا بها اميرهم فارسلها الي المختار فنصبها المختار في رحبة الحذائين حذاء الجامع.

(و في البحار عن أمالي الشيخ قدس سره) ان المختار لما طلب شمرا هرب الي البادية فخرج اليه ابوعمرة في نفر من اصحابه فقاتلهم قتالا شديدا و اثخنته الجراحة فاخذه ابوعمرة اسيرا و بعث


به الي المختار فضرب عنقه و اغلي له دهنا في قدر فقذفه فيها فتفسخ و وطي ء مولي لآل حارثة بن المضرب وجهه و رأسه.