بازگشت

خطبة زينب بالشام


الحمدلله رب العالمين و صلي الله علي رسوله و آله اجمعين [1] صدق الله (سبحانه خ) كذلك حيث يقول ثم كان عاقبة الذين اساؤا السؤي ان كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزنون اظننت يا يزيد حيث (حين خ ل) اخذت علينا اقطار الأرض و آفاق [2] السماء


فاصبحنا نساق كما يساق الأماء [3] ان بنا هوانا علي الله و بك عليه كرامة [4] و ان ذلك لعظم خطرك [5] عنده فشمخت بانفك و نظرت في عطفك [6] جذلان مسرورا حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة و الامور [7] متسقة و حين صفا لك ملكنا و سلطاننا [8] فمهلا مهلا (لا تطش جهلا خ) انسيت قول الله تعالي و لا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لانفسهم انما نملي لهم يزدادوا اثما و لهم عذاب مهين امن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك و اماءك و سوقك بنات رسول الله (ص) سبايا قد هتكت ستورهن و ابديت وجوههن تحدو بهن الاعداء من بلد الي بلد و يستشرفهن اهل المناهل و المناقل [9] و يتصفح وجوههن القريب و البعيد [10] و الدني و الشريف ليس معهن من حماتهن حمي و لا من رجالهن ولي [11] و كيف ترتجي مراقبة ابن من لفظ [12] فوه اكباد الازكياء [13]


و نبت لحمه بدماء الشهدآء [14] و كيف يستبطي [15] في بغضنا اهل البيت من نظر الينا بالشنف و الشنآن و الاحن و الأضغان [16] ثم تقول غير متأثم [17] و لا مستعظم



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



منحنيا علي ثنايا ابي عبدالله [18] سيد شباب اهل الجنة تنكتها بمخصرتك [19] و كيف لا تقول ذلك و قد [20] نكأت القرحة و استأصلت الشأفة باراقتك دماء ذرية محمد صلي الله عليه و آله و نجوم الأرض من آل عبدالمطلب [21] و تهتف باشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن و شيكا موردهم و لتودن انك شللت و بكمت


و لم تكن قلت ما قلت و فعلت [22] اللهم خذلنا بحقنا و انتقم ممن ظلمنا و احلل غضبك بمن [23] سفك دماءنا [24] و قتل حماتنا [25] فوالله ما فريت [26] الا جلدك و لا حززت الا لحمك و لتردن [27] علي رسول الله صلي الله عليه و آله بما تحملت من سفك دماء ذريته [28] و انتهكت من حرمته في عترته و لحمته [29] حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم و يأخذ بحقهم [30] و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احيآء عند ربهم يرزقون [31] و حسبك بالله حاكما [32] و بمحمد [33] خصيما و بجبرئيل ظهيرا و سيعلم من سول لك [34] و مكنك من رقاب المسلمين بئس [35] للظالمين بدلا و ايكم شر مكانا و اضعف جندا [36]


و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لا ستصغر قدرك و استعظم تقريعك و استكبر توبيخك لكن العيون عبري و الصدور حري [37] الا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء فهذه الايدي تنطف من دمائنا و الافواه تتحلب من لحومنا و تلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل و تعفرها امهات الفراعل [38] و لئن اتخذتنا مغنما لتجدننا و شيكا مغرما حين لا تجد الا ما قدمت يداك و ما ربك بظلام للعبيد فالي الله المشتكي و عليه المعول [39] فكد كيدك واسع سعيك و ناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا و لا


تميت وحينا و لا تدرك امدنا [40] و لا ترحض عنك عارها و هل رأيك الا فند و ايامك الا عدد و جمعك الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله علي الظالمين [41] فالحمد لله الذي ختم لا ولنا بالسعادة و المغفرة و لآخرنا بالشهادة و الرحمة و نسئل الله ان يكمل لهم الثواب و يوجب لهم المزيد و يحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود و حسبنا الله و نعم الوكيل [42] فقال يزيد مجيبا لها



يا صيحة تحمد من صوائح

ما اهون النوح علي النوائح



«و استشار» يزيد اهل الشام فيما يصنع بهم فقال له بعضهم لا تتخذ من كلب سوء جروا فقال له النعمان بن بشير انظر ما كان رسول الله صلي الله عليه و آله يصنعه بهم فاصنعه بهم «و نظر» رجل من اهل الشام احمر الي فاطمة بنت الحسين عليهماالسلام فقال يا امير هب لي هذه الجارية قالت فاطمة فارتعدت و ظننت ان ذلك جائز عندهم


فاخذت بثياب عمتي زينب و قلت يا عمتاه اوتمت و استخدم و كانت عمتي تعلم ان ذلك لا يكون فقالت عمتي لا حبا و لا كرامة لهذا الفاسق و قالت للشامي كذبت والله و لؤمت و الله ما ذالك لك و لا له فغضب يزيد و قال كذبت ان ذلك لي و لو شئت ان افعل لفعلت قالت زينب كلا و الله ما جعل الله لك ذلك الا ان تخرج من ملتنا و تدين بغيرها فاستطار يزيد غضبا و قال اياي تستقبلين بهذا انما خرج من الدين ابوك و اخوك قالت زينب بدين الله و دين ابي و دين اخي اهتديت انت وجدك و ابوك ان كنت مسلما قال كذبت يا عدوة الله قالت له انت امير تشتم ظالما و تقهر بسلطانك فكأنه استحيا و سكت فعاد الشامي فقال هب لي هذه الجارية فقال له يزيد اعزب و هب الله لك حتفا قاضيا «و في رواية» فقال الشامي من هذه الجارية فقال هذه فاطمة بنت الحسين عليه السلام و تلك زينب بنت علي فقال الشامي الحسين بن فاطمة و علي بن ابي طالب فقال نعم فقال الشامي لعنك الله يا يزيد تقتل عترة نبيك و تسبي ذريته و الله ما توهمت الا انهم سبي الروم فقال يزيد و الله لا لحقنك بهم ثم امر به فضربت عنقه «ثم» دخل نساء الحسين عليه السلام و بناته علي نساء يزيد فقمن اليهن و صحن و بكين و اقمن المأتم علي الحسين عليه السلام «ثم» امر لهم يزيد بدار تتصل بداره «و قيل» امر بهم الي منزل لا يكنهم من


حر و لا برد فاقاموا فيه حتي تقشرت وجوههم «و كانوا» مدة مقامهم بالشام ينوحون علي الحسين عليه السلام «و امر» يزيد بمنبر و خطيب و امر الخطيب ان يصعد المنبر فيذم الحسين و اباه صلوات الله عليهما فصعد الخطيب المنبر فحمد الله و اثني عليه ثم بالغ في ذم اميرالمؤمنين و الحسين الشهيد و اطنب في مدح معوية و يزيد فذكرهما بكل جميل و لقد اجاد ابن سنان الخفاجي حيث يقول:



يا امة كفرت و في افواهها ال

قرآن فيه ضلالها و رشادها



اعلي المنابر تعلنون بسبه

و بسيفه نصبت لكم اعوادها



تلك الخلائق بينكم بدرية

قتل الحسين و ما خبت احقادها



«فصاح» به علي بن الحسين عليهماالسلام ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوء مقعدك من النار «ثم قال» علي بن الحسين عليهماالسلام يا يزيد اتأذن لي حتي اصعد هذه الاعواد فاتكلم بكلمات لله فيهن رضا و لهاؤلاء الجلساء فيهن اجر و ثواب فابي يزيد عليه ذلك فقال الناس يا اميرالمؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا فقال انه ان صعد لم ينزل الا بفضيحتي و بفضيحة آل ابي سفيان فقيل له و ما قدر ما يحسن هذا فقال انه من اهل بيت زقوا العلم زقا فلم يزالوا به حتي اذن له فصعد المنبر فحمدالله و اثني عليه ثم خطب خطبة ابكي فيها العيون


و اوجل منها القلوب ثم قال:


پاورقي

[1] علي جدي رسول الله سيد المرسلين خ ل.

[2] و ضيقت علينا آفاق خ ل.

[3] فاصبحنا لک في اسمار نساق اليک سوقا في قطار و انت علينا ذو اقتدار خ ل.

[4] ان بنا من الله هو انا و عليک منه کرامة و امتنانا خ ل.

[5] و جلالة قدرک خ.

[6] تضرب اصدريک فرحا و تنفض مذرويک مرحا حين رأيت خ.

[7] لديک خ.

[8] و خلص لک سلطاننا خ ل.

[9] و يستشرفهن اهل المناقل و يبرزن لأهل المناهل خ ل.

[10] و الغائب و الشهيد و الشريف و الوضيع و الدني و الرفيع خ.

[11] و ليس معهن من رجالهن ولي و لا من حماتهن حميم عتوا منک علي الله و جحودا لرسول الله صلي الله عليه و آله و دفعا لما جاء به من عندالله و لا غرو منک و لا عجب من فعلک خ ل.

[12] و اني يرتجي من لفظ خ ل.

[13] الشهداء خ ل.

[14] السعداء خ ل و نصب الحرب لسيد الانبياء و جمع الاحزاب و شهر الحراب و هز السيوف في وجه رسول الله صلي الله عليه و آله اشد العرب لله جحودا و انکرهم له رسولا و اظهرهم له عدوانا و اعتاهم علي الرب کفرا و طغيانا الا انها نتيجة خلال الکفر و ضب يجر جر في الصدر لقتلي يوم بدر (خ) الضب الحقد الکامن في الصدر «منه».

[15] فلا يستبطي‏ء خ ل.

[16] من کان نظره الينا شنفا و شنآنا و احنا و اضغانا يظهر کفره برسوله و يفصح ذلک بلسانه و هو يقول فرحا بقتل ولده و سبي ذريته خ.

[17] متحوب خ ل.

[18] و مکان مقبل رسول الله صلي الله عليه و آله خ.

[19] ينکتها بمخصرته قد التمع السرور بوجهه خ ل.

[20] لعمري لقد خ ل.

[21] باراقتک دم سيد شباب اهل الجنة و ابن يعسوب العرب و شمس آل عبدالمطلب خ ل.

[22] و هتفت باشياخک و تقربت بدمه الي الکفرة من اسلافک ثم صرحت بذلک و لعمري لقد ناديتهم لو شهدوک و وشيکا تشهدهم و لن يشهدوک و لتودن يمينک کما زعمت شلت بک عن مرفقها و جذت و احببت امک لم تحملک و اباک لم يلدک حين تصير الي سخط الله و يخاصمک رسول الله (ص) خ ل.

[23] علي من خ ل.

[24] و نقض ذمامنا خ

[25] و هتک عنا سدولنا خ.

[26] و فعلت فعلتک التي فعلت و ما فريت خ ل.

[27] و سترد خ ل.

[28] من ذريته خ ل.

[29] و سفکت من دماء عترته و لحمته خ ل.

[30] حيث يجمع به شملهم ويلم به شعثهم و ينتقم من ظالمهم ويأخذ لهم بحقهم من اعدائهم فلا يستفزنک الفرح بقتله خ ل.

[31] فرحين بما اتاهم الله من فضله خ.

[32] وليا و حاکما خ ل.

[33] و برسول الله خ ل.

[34] بوأک خ ل.

[35] ان بئس خ ل.

[36] و اضل سبيلا خ ل.

[37] و ما استصغاري قدرک و لا استعظامي تقريعک توهما لانتجاع الخطاب فيک بعد ان ترکت عيون المسلمين به عبري و صدورهم عند ذکره حري فتلک قلوب قاسية و نفوس طاغية و اجسام محشوة بسخط الله و لعنة الرسول صلي الله عليه و آله قد عشش فيها الشيطان و فرخ و من هناک مثلک ما درج و نهض خ ل.

[38] فالعجب کل العجب لقتل الاتقياء و اسباط الانبياء و سليل الاوصياء بايدي الطلقاء الخبيثة و نسل العهرة الفجرة تنطف اکفهم من دمائنا و تتحلب افواههم من لحومنا و للجثث الزاکية علي الجنوب الضاحية تنتابها العواسل و تعفرها الفراعل خ ل العواسل جمع عاسل و هو الذئب من عسل الذئب اذا اضطرب في عدوه و الفراعل جمع فرعل بالضم و هو ولد الضبع و ام‏فرعل اسم للضبع و الجمع امهات فراعل «منه».

[39] و اليه الملجأ و الموئل خ.

[40] ثم کد کيدک و اجهد جهدک فوالذي شرفنا بالوحي و الکتاب و النبوة و الانتجاب لا تدرک امدنا و لا تبلغ غايتنا و لا تمحو ذکرنا خ ل.

[41] الا لعن الله الظالم خ ل.

[42] فالحمد لله الذي حکم لأوليائه بالسعادة و ختم لأصفيائه ببلوغ الارادة و نقلهم الي الرحمة و الرأفة و الرضوان و المغفرة و لم يشق بهم غيرک و لا ابتلي بهم سواک و نسئله ان يکمل لهم الاجر و يجزل لهم الثواب و الذخر و نسئله حسن الخلافة و جميل الانابة انه رحيم ودود خ ل.