بازگشت

في الامور المتاخرة عن قتله


و اقبل القوم علي سلب الحسين عليه السلام فاخذ قميصه اسحق ابن حويه الحضرمي فلبسه فصار ابرص و امتعط شعره و وجد في قميصه (ع) مأة و بضع عشرة ما بين رمية و طعنة و ضربة و قيل وجد في ثيابه مأة و عشرون رمية بسهم و في جسده الشريف ثلاث و ثلاثون طعنة برمح و اربع و ثلاثون ضربة بسيف «و عن» الصادق عليه السلام انه وجد بالحسين عليه السلام ثلاث و ثلاثون طعنة و اربع و ثلاثون ضربة [1] و عن الباقر عليه السلام انه وجد به


ثلثمأة و بضعة و عشرون جراحة «و في» رواية ثلثمأة و ستون جراحة و اخذ سراويله بحر (ابجر خ ل) بن كعب التميمي فصار زمنا مقعدا من رجليه «و اخذ» ثوبه أخ لأسحق بن حويه و لبسه فتغير وجهه و حص شعره و برص بدنه «و اخذ» قطيفة له كانت من خز قيس بن الاشعث بن قيس «و اخذ» عمامته الاخنس بن مرثد و قيل جابر بن يزيد فاعتم بها فصار معتوها «و اخذ» برنسه مالك بن النسر كما مر (و اخذ) نعليه الاسود بن خالد (و اخذ) درعه البتراء عمر بن سعد فلما قتل عمر اعطاها المختار لقاتله (و اخذ) سيفه الفلافس النهشلي من بني دارم و قيل جميع بن الخلق الاودي و قيل الاسود بن حنظلة التميمي (و اخذ) القوس و الحلل الرجيل بن خيثمة الجعفي (و اخذ) خاتمه بجدل بن سليم الكلبي و قطع اصبعه مع الخاتم و هذا اخذه المختار فقطع يديه و رجليه و تركه يتشحط في دمه حتي هلك (و مال) الناس علي الفرش (الورس خ ل) و الحلل و الابل فانتهبوها و انتهبوا رحله و ثقله و سلبوا نساءه و نحرت الابل التي كانت مع الحسين عليه السلام فلم يوء كل لحمها لانه كان امر من الصبر «و روي» انه لما جعل اللحم في القدر صار نارا «و كان» مع الحسين عليه السلام و رس و طيب فاقتسموه فلما صاروا الي بيوتهم صار دما «و عن» مشائخ من طي ء انهم قالوا وجد شمر بن ذي الجوشن في رحل الحسين عليه


السلام ذهبا فدفع بعضه الي ابنته فدفعته الي صائغ يصوغ منه حليا فلما ادخله النار صار نحاسا و قيل نارا «و ما» تطيبت امرأة من ذلك الطيب الا برصت «قال» حميد بن مسلم رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في اصحاب عمر بن سعد فلما رأت القوم قد اقتحموا علي نساء الحسين عليه السلام في فسطاطهن و هم يسلبونهن اخذت سيفا و اقبلت نحو الفسطاط و قالت يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله لا حكم الا لله يا لثارات رسول الله فاخذها زوجها وردها الي رحله «و انتهوا» الي علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام و هو منبسط علي فراش و هو شديد المرض و كان مريضا بالذرب اي الاسهال و قد اشرف علي الموت و مع شمر جماعة من الرجالة فقالوا لا الا نقتل هذا العليل فاراد شمر قتله فقال له حميد ابن مسلم سبحان الله اتقتل الصبيان انما هو صبي و انه لما به فلم يزل يدفعهم عنه حتي «جاء» عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه و بكين فقال لاصحابه لا يدخل احد منكم بيوت هاوءلاء و لا تتعرضوا لهذا الغلام المريض و من اخذ من متاعهن شيئا فليرده فلم يرد احد شيئا «و في رواية» انهم اشعلوا النار في الفسطاط فخرجن منه النساء باكيات مسلبات «و نادي» عمر بن سعد في اصحابه من ينتدب للحسين فيوطي ء الخيل ظهره و صدره فانتدب منهم عشرة و هم اسحق بن


حويه (حيوة خ ل) الذي سلب قميص الحسين عليه السلام. و الاخنس ابن مرثد الذي سلب عمامة الحسين عليه السلام. و حكيم بن الطفيل الذي اشترك في قتل العباس عليه السلام. و عمرو بن صبيح الصيداوي الذي رمي عبدالله بن مسلم بسهم فسمر يده في جبهته. و رجاء بن منقذ العبدي. و سالم بن خيثمة الجعفي. و صالح بن وهب الجعفي. و واحظ بن غانم. و هاني بن ثبيت الحضرمي الذي قتل جماعة من الطالبيين كما مر. و اسيد بن مالك فداسوا الحسين عليه السلام بحوافر خيلهم حتي رضوا ظهره و صدره «و جاء» هاوءلاء العشرة حتي وقفوا علي ابن زياد فقال اسيد بن مالك احدهم.



نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب شديد الاسر



فقال ابن زياد من انتم قالوا نحن الذين و طأنا بخيولنا ظهر الحسين عليه السلام حتي طحنا جناجن صدره فأمر لهم بجائزة يسيرة «قال» ابوعمرو الزاهد فنظرنا في هاوءلاء العشرة فوجدناهم جميعا اولاد زنا و هاوءلاء اخذهم المختار فشد ايديهم و ارجلهم بسكك الحديد و اوطأ الخيل ظهورهم حتي هلكوا و في خبر ان احدهم و هو الاخنس كان واقفا بعد ذلك في قتال فجاء سهم لم يعرف راميه ففلق قلبه فهلك «و سرح» عمر بن سعد من يومه ذلك و هو يوم عاشورا برأس الحسين عليه السلام مع خولي بن يزيد الاصبحي و حميد بن


مسلم الأزدي الي عبيدالله بن زياد «قال» الطبري و ابن الأثير فوجد القصر مغلقا فاتي بالرأس الي منزله فوضعه تحت اجانه و دخل فراشه و قال لامرأته النوار جئتك بغني الدهر هذا رأس الحسين عليه السلام معك في الدار فقالت ويلك جاء الناس بالذهب و الفضة و جئت برأس ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و الله لا يجمع رأسي و رأسك بيت و قامت من الفراش فخرجت الي الدار قالت فما زلت انظر الي نور يسطع مثل العمود من السماء الي الاجانة و رأيت طيرا ابيض يرفرف حولها «و ذكر» ابن نما نحوا من ذلك «و خولي» هذا قتله اصحاب المختار و احرقوه و كان مختفيا في مخرجه فدلت عليه امرأته العيوف بنت مالك و كانت تعاديه منذ جاء برأس الحسين عليه السلام فلما سألوها عنه قالت لا ادري و اشارت بيدها الي المخرج «و امر» ابن سعد برؤوس الباقين من اصحاب الحسين عليه السلام و اهل بيته فقطعت (فنظفت خ ل) و كانت اثنين و سبعين رأسا و سرح بها مع شمر بن ذي الجوشن و قيس بن الاشعث بن قيس و عمرو ابن الحجاج فاقبلوا حتي قدموا بها علي ابن زياد «و روي» ان الرؤوس كانت سبعين رأسا «و روي» ثمانية و سبعين رأسا فاقتسمتها القبائل لتتقرب بها الي ابن زياد و الي يزيد لعنهما الله تعالي فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا و صاحبهم قيس بن الاشعث. و جاءت هوازن بأثني


عشر رأسا. و قيل بعشرين و صاحبهم شمر بن ذي الجوشن. و جاءت تميم بسبعة عشر رأسا. و جاءت بنواسد بستة عشر رأسا. و قيل بستة ارؤس. و جاءت مذحج بسبعة ارؤس. و جاء سائر الناس بثلاثة عشر رأسا و قيل بسبعة «ثم» ان ابن سعد صلي علي القتلي من اصحابه و دفنهم و ترك الحسين عليه السلام و اصحابه بغير دفن و اقام بقية اليوم العاشر و اليوم الثاني الي زوال الشمس ثم نادي في الناس بالرحيل و توجه الي الكوفة و حمل معه نساء الحسين عليه السلام و بناته و اخواته و من كان معه من الصبيان و فيهم علي بن الحسين عليهماالسلام قد نهكته العله و الحسن بن الحسن المثني و كان قدواسي عمه في الصبر علي ضرب السيوف و طعن الرماح و كان قد نقل من المعركة و قد اثخن بالجراح و به رمق فبرأ و اخواه زيد و عمر ابناء الحسن السبط عليه السلام «و تدل» بعض الروايات علي وجود الباقر عليه السلام معهم و ساقوهم كما يساق سبي الترك و الروم «فقال» النسوة بحق الله الا ما مررتم بنا علي مصرع الحسين عليه السلام فمروا بهم علي الحسين (ع) و اصحابه و هم صرعي فلما نظر النسوة الي القتلي صحن و ضربن وجوههن «قال» الراوي فوالله لا انسي زينب بنت علي و هي تندب الحسين «ع» و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب يا محمداه صلي عليك مليك السما هذا حسينك مرمل بالدما مقطع


الاعضا و بناتك سبايا الي الله المشتكي و الي محمد المصطفي و الي علي المرتضي و الي فاطمة الزهراء و الي حمزة سيدالشهداء يا محمداه هذا حسين بالعري تسفي عليه ريح الصبا قتيل اولاد البغايا وا حزناه وا كرباه عليك يا ابا عبدالله اليوم مات جدي رسول الله يا اصحاب محمد هاؤلاء ذرية المصطفي يساقون سوق السبايا «و في» بعض الروايات وا محمداه بناتك سبايا و ذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا و هذا حسين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة و الردي بابي من اضحي عسكره في يوم الاثنين نهبا بأبي من فسطاطه مقطع العري بأبي من لا غائب فيرتجي و لا جريح فيداوي بأبي من نفسي له الفدي بابي المهموم حتي قضي بابي العطشان حتي مضي بابي من شيبته تقطر بالدما بابي من جده رسول آله السما بابي من هو سبط نبي الهدي بابي محمد المصطفي بابي خديجة الكبري بابي علي المرتضي بابي فاطمة الزهراء بابي من ردت له الشمس حتي صلي «قال» فابكت و الله كل عدو و صديق قم ان سكينة بنت الحسين «ع» اعتنقت جسد ابيها فاجتمع عدة من الاعراب حتي جروها عنه «و لما» رحل ابن سعد عن كربلا خرج قوم من بني اسد كانوا نزولا بالغاضرية الي الحسين عليه السلام و اصحابه فصلوا علي تلك الجثث الطواهر و دفنوها فدفنوا الحسين عليه السلام حيث قبره الآن و دفنوا ابنه


عليا الاكبر عند رجليه و حفروا للشهداء من اهل بيته و لاصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين عليه السلام فجمعوهم فدفنوهم جميعا في حفيرة واحدة و سووا عليهم التراب «و يقال» ان اقربهم دفنا الي الحسين عليهم السلام ولده علي الاكبر فيزورهم الزائر من عند قبر الحسين عليه السلام و يومي الي الارض التي نحو رجليه بالسلام عليهم و دفنوا العباس بن علي عليهماالسلام في موضعه الذي قتل فيه علي المسناة بطريق الغاضرية حيث قبره الآن و دفنوا بقية الشهداء حول الحسين عليه السلام في الحائر «قال» المفيد عليه الرحمة و لسنا نحصل لهم اجداثا علي التحقيق و التفصيل الا انا لا نشك ان الحائر محيط بهم رضي الله عنهم و ارضاهم «و سار» ابن سعد بسبايا اهل بيت الرسول صلي الله عليه و آله فلما قاربوا الكوفة اجتمع اهلها للنظر اليهن فاشرفت امرأة من الكوفيات و قالت من اي الاساري انتن فقلن لها نحن اساري آل محمد (ص) فنزلت من صطحها فجمعت لهن ملاء و ازرا و مقانع و جعل اهل الكوفة ينوحون و يبكون فقال علي بن الحسين عليهماالسلام اتنوحون و تبكون من اجلنا فمن ذا الذي قتلنا قال بشر بن خزيم الاسدي و نظرت الي زينب بنت علي عليهماالسلام يومئذ فلم ار خفرة انطق منها كأنها تفرغ عن لسان اميرالمؤمنين عليه السلام و قد او مأت الي الناس


ان اسكتوا فارتدت الانفاس و سكنت الاجراس [2] ثم قالت:

(خطبة زينب بنت اميرالمؤمنين عليهماالسلام بالكوفة)

الحمدلله و الصلوة علي محمد و آله الطاهرين «اما بعد» يا اهل الكوفة يا اهل الختل و الغدر اتبكون فلا رقأت الدمعة و لا قطعت الرنة انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم الا و هل فيكم الا الصلف [3] النطف [4] والصدر الشنف [5] (الا الصلف و العجب و الشنف و الكذب خ ل) و ملق [6] الاماء و غمز [7] الاعداء او كمرعي علي دمنة [8] او كفضة علي ملحودة [9] الاساء ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم و في العذاب انتم خالدون اتبكون و تنتحبون اي والله فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا فلقد ذهبتم بعارها و شنارها [10] و لن ترحضوها [11] بغسل بعدها ابدا و اني ترحضون قتل سليل خاتم النبوة و معدن الرسالة و سيد شباب اهل الجنة و ملاذ حيرتكم


و مفزع نازلتكم و منار حجتكم (محجتكم خ ل) و مدرة [12] سنتكم الاساء ما تزرون و بعدا لكم و سحقا فلقد خاب السعي و تبت الايدي و خسرت الصفقة و بؤتم بغضب من الله و ضربت عليكم الذلة و المسكنة ويلكم يا اهل الكوفة اتدرون اي كبد لرسول الله صلي الله عليه و آله فريتم (فرثتم خ ل) [13] و اي كريمة له ابرزتم و اي دم له سفكتم و اي حرمة له انتهكتم لقد جئتم بها صلعاء [14] عنقاء [15] سؤاء [16] فقماء [17] نأناء [18] و في رواية خرقاء [19] شوهاء [20] كطلاع الارض [21] او ملي ء السماء افعجبتم ان مطرت السماء دما فلعذاب الآخرة اخزي و انتم لا تنصرون فلا يستخفنكم المهل فانه لا يحفزه [22] البدار و لا يخاف فوت الثار و ان ربكم لبالمرصاد «قال» فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حياري يبكون و قد وضعوا ايديهم في افواههم و رأيت شيخا واقفا الي جنبي يبكي حتي اخضلت لحيته و هو يقول بابي انتم و امي كهولكم خير الكهول و شبابكم


خير الشباب و نساؤكم خير النساء و نسلكم خير نسل لا يخزي و لا يبزي [23] «و روي» زيد بن موسي عن ابيه عن جده عليهم السلام قال خطبت فاطمة الصغري بعد أن وردت من كربلا فقالت:


پاورقي

[1] لا يخفي ان هذه الرواية لا تنا في ما سبق و ما يأتي من الاقوال و الروايات لأنه لم يعين فيها قدر الرميات بل هي من المؤيدات (منه).

[2] جمع جرس و هو الصوت او خفيه (منه).

[3] الصلف بفتحتين ادعاء الانسان فوق ما فيه تکبرا و هو صلف ککتف (منه).

[4] النطف بالتحريک التلطخ بالعيب و هو نطف اي متلطخ بالعيب «منه».

[5] الشنف بالتحريک البغض و التنکر و صدر شنف اي مبغض متنکر «منه».

[6] الملق ان تعطي باللسان ما ليس في القلب «منه».

[7] الغمز الطعن «منه».

[8] الدمنة بالکسر الموضع القريب من الدار (منه).

[9] اي ميتة موضوعة في اللحد «منه».

[10] الشنار العيب «منه».

[11] تغسلوها «منه».

[12] المدرة بالکسر زعيم القوم و المتکلم عنهم و الذي يرجعون الي رأيه «منه».

[13] الفري القطع و الفرث التفتيت «منه».

[14] الصلعاء الداهية القبيحة المکشوفة «منه».

[15] العنقاء الداهية «منه».

[16] قبيحة «منه».

[17] عظيمة «منه».

[18] النأنأة العجز و الضعف «منه».

[19] الخرق ضد الرفق «منه».

[20] قبيحة «منه».

[21] اي ملئها «منه».

[22] لا يعجله «منه».

[23] اي لا يغلب و لا يقهر «منه».