بازگشت

ولد الحسين


ولد الحسين عليه السلام بالمدينة في شعبان يوم الثالث منه و قيل لخمس خلون منه سنة ثلاث و قيل اربع من الهجرة و قيل في اواخر شهر ربيع الأول و قيل لثلاث او خمس خلون من جمادي الأولي و كانت مدة حمله عليه السلام ستة اشهر و لم يولد لستة اشهر الا عيسي ابن مريم و الحسين بن علي قيل و يحيي بن زكريا عليهم السلام فلما ولد هبط جبرئيل علي النبي صلي الله عليه و آله و معه الف ملك يهنونه بولادته و لما ولد جي ء به الي جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم


فاستبشر به و اذن في اذنه اليمني و اقام في اليسري و حنكه بريقه و تفل في فمه فلما كان اليوم السابع سماه حسينا و عق عنه بكبش و امر امه ان تحلق رأسه و تتصدق بوزن شعره فضة كما فعلت باخيه الحسن فامتثلت ما امرها به و قال ابن عباس كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يحبه و يحمله علي كتفه و يقبل شفتيه و ثناياه قال و دخل عليه يوما جبرئيل و هو يقبله قال اتحبه قال نعم قال ان امتك ستقتله قالت ام الفضل بنت الحارث زوجة العباس بن عبدالمطلب رأيت فيما يري النائم كأن عضوا من اعضاء رسول الله صلي الله عليه و آله سقط في بيتي و في رواية في حجري فقلت يا رسول الله رأيت حلما منكرا قال و ما هو قلت انه شديد قال و ما هو فقصصته عليه فقال خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعينه فولدت فاطمة الحسين عليه السلام فكفلته ام الفضل قالت فأتيت به يوما الي رسول الله صلي الله عليه و آله فبينا هو يقبله اذ بال علي ثوبه فقرصته قرصة بكي منها فقال كالمغضب مهلا يا ام الفضل آذيتني و ابكيت ابني فهذا ثوبي يغسل و في رواية لقد اوجع قلبي ما فعلت به قالت فتركته عند جده و مضيت لآتيه بمآء فجئت اليه فوجدته يبكي فقلت مما بكاؤك يا رسول الله فقال ان جبرئيل اتاني فأخبر أن امتي تقتل ولدي هذا لا انالهم الله شفاعتي يوم القيامة و في رواية و اتاني بتربة من تربته حمرآء فلما اتت علي الحسين عليه


السلام سنة كاملة هبط علي رسول الله صلي الله عليه و آله اثنا عشر ملكا احدهم علي صورة الأسد و الثاني علي صورة الثور و الثالث علي صورة التنين [1] و الرابع علي صورة ولد آدم و الثمانية الباقون علي صور شتي محمرة وجوههم باكية عيونهم قد نشروا اجنحتهم و هم يقولون يا محمد انه سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل و سيعطي مثل اجر هابيل و يحمل علي قاتله مثل وزر قابيل و لم يبق في السماوات ملك الا و نزل الي النبي صلي الله عليه و آله كل يقرئه السلام و يعزيه بالحسين عليه السلام و يخبره بثواب ما يعطي و يعرض عليه تربته و النبي صلي الله عليه و آله يقول اللهم اخذل من خذله و اقتل من قتله و لا تمتعه بما طلبه فلما اتي علي الحسين عليه السلام من مولده سنتان خرج النبي صلي الله عليه و آله في سفر له فوقف في بعض الطريق و استرجع و دمعت عيناه فسئل عن ذلك فقال هذا جبرئيل يخبرني عن ارض بشط الفرات يقال لها كربلا يقتل فيها ولدي الحسين ابن فاطمة فقيل و من يقتله قال رجل يقال له يزيد و كأني انظر الي مصرعه و مدفنه ثم رجع من سفره ذلك مهموما مغموما فصعد المنبر فخطب و وعظ و الحسن و الحسين بين يديه فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمني علي رأس الحسن و يده اليسري علي رأس


الحسين عليهماالسلام ثم رفع رأسه الي السماء و قال اللهم أن محمدا عبدك و رسولك و نبيك و هذان اطائب عترتي و خيار ذريتي و ارومتي و من اخلفهما في امتي و قد اخبرني جبرئيل ان ولدي هذا مقتول مخذول اللهم فبارك له في قتله و اجعله من سادات الشهداء اللهم و لا تبارك في قاتله و خاذله فضج الناس بالبكاء في المسجد فقال النبي صلي الله عليه و آله اتبكون و لا تنصرونه ثم رجع و هو متغير اللون محمر الوجه فخطب خطبة اخري موجزة و عيناه تهملان دموعا ثم قال ايها الناس اني خلفت فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي اهل بيتي و مزاج مآئي و ثمرتي لن يفترقا حتي يردا علي الحوض و اني لا أسألكم في ذلك الا ما امرني ربي أن أسألكم المودة في القربي فانظروا أن لا تلقوني غدا علي الحوض و قد ابغضتم عترتي و ظلمتموهم الا و أنه سترد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة الأولي راية سودآء مظلمة قد فزعت لها الملائكة فتقف علي فأقول من انتم فينسون ذكري و يقولون نحن اهل التوحيد من العرب فاقول لهم انا احمد نبي العرب و العجم فيقولون نحن من امتك يا احمد قاقول لهم كيف خلفتموني من بعدي في اهلي و عترتي و كتاب ربي فيقولون اما الكتاب فضيعناه و اما عترتك فحرصنا علي ان نبيدهم عن جديد الارض فأولي عنهم و جهي فيصدرون ظمآء عطاشي مسودة وجوههم ثم ترد علي راية اخري


اشد سوادا من الأولي فأقول كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر و الاصغر كتاب ربي و عترتي فيقولون اما الأكبر فخالفناه و اما الأصغر فخذلناه و مزقناهم كل ممزق فاقول اليكم عني فيصدرون ظمآء عطاشي مسودة وجوههم ثم ترد علي راية اخري تامع وجوههم نورا فاقول لهم من انتم فيقولون نحن اهل كلمة التوحيد و التقوي نحن امة محمد المصطفي نحن بقية اهل الحق حملنا كتاب ربنا فحللنا حلاله و حرمنا حرامه و احببنا ذرية نبينا محمد صلي الله عليه و آله فنصرناهم من كل ما نصرنا منه انفسنا و قاتلنا معهم من ناواهم فاقول لهم ابشروا فانا نبيكم محمد «ص» و لقد كنتم في دار الدنيا كما و صفتم ثم اسقيهم من حوضي فيصدرون مرويين و كان الناس يتعاودون ذكر قتل الحسين عليه السلام و يستعظمونه و يتقربون قدومه.


پاورقي

[1] التنين کسکيت حية عظيمة. «قاموس».