بازگشت

استشهاد بني هاشم


وبعد ما قتل أصحاب الحسين رضوان الله عليهم فعند ذلك وصلت النوبة إلي بني هاشم، و أول من قتل منهم علي بن الحسين الأكبر، وأمه ليلي، وفيه يقول الشاعر:



لــــــم تــــــر عـــــــين نظرت مثله

من محـــــتف يــــمشي ومن ناعل



أعــــني ابن ليلي ذا السدي والندي

أعني ابن بنت الشـــــرف الفاضل



لا يــــــــؤثر الــــدنـــــيا عــن دينه

ولا يبـــــيع الحـــــــق بـــــــالباطل



وكان من أصبح الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً وخُلقاً، فاستأذن أباه في القتال فنظر إليه الحسين نظر آيس منه، وأرخي عينيه وبكي، ورفع سبابتيه أو شيبته الشريفة نحو السماء وقال: (اللهم اشهد علي هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك، وكنّا إذا اشتقنا إلي نبيك نظرنا إلي وجه هذا الغلام، اللهم امنعهم بركات الأرض وفرّقهم تفريقاً ومزّقهم تمزيقاً، واجعلهم طرائق قدداً ولا تغفر لهم أبداً، ولا ترضي الولاة عنهم أحداً، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا).

ثم صاح: يابن سعد ما لك؟ قطع الله رحمك ولا بارك الله في أمرك، وسلّط عليك من يذبحك بعدي علي فراشك، كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله، ثم رفع صوته وتلا: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَي الْعَالَمِينَ).

فحمل علي الأكبر علي القوم وهو يقول:



أنـــــا عــــلي بن الحسين بـن علي

نحــــــن وبيـــــت الله أولي بالنبي



أطعنـــكـــــم بــــالرمح حـــتي يثني

أضربــــكم بالسيف أحمي عن أبي



ضـــــرب غـــــلام هـــاشمي علويّ

والله لا يحــــــكم فــينا ابن الدعي



فشدّ علي الناس وقتل منهم خلقاً كثيراً حتي ضجّ الناس من كثرة من قتل، فروي أنه قتل مائة وعشرين رجلاً، فرجع إلي أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة وهو يقول: يا أبة العطش قد قتلني وثقل الحديد قد أجهدني، فهل إلي شربة من الماء سبيل أتقوّي بها علي الأعداء.



يشكــــو لخير أبٍ ظماه وما اشتكي

ظمأ الحشا إلا إلي الظامي الصدي



كلٌ حشـــــاشته كصـــــــالية الغضا

ولســـــــانه ظـــــمأ كــــشقة مبرد



فبكي الحسين وقال: وا غوثاه يا بني، يعزّ علي محمد المصطفي وعلي علي المرتضي وعليّ أن تدعوهم فلا يجيبوك وتستغيث بهم فلا يغيثوك، يا بني قاتل قليلاً، فما أسرع أن تلقي جدك محمداً (صلّي الله عليه وآله) فيسقيك بكاسه الأوفي شربةً لا تضمأ بعدها أبداً، يا بني هات لسانك. فأخذ لسانه فمصّه، وأعطاه خاتمه وقال: أمسكه في فمك وارجع إلي عدوّك، فإني أرجو أن لا تمسي حتي يسقيك جدّك، ولدي عد بارك الله فيك.

فرجع مرتجزاً



الحـــــــرب قد بانت لها حقائق

وظهــــرت مع بعضها مصادق



والله رب الـعرش لا نـــــــفارق

جموعـــــكــم أو تغمد البوارق



ولم يزل يقاتل حتي قتل تمام المائتين، فضربه مرّة بن منقذ العبدي ضربةً صرعته، وضربه الناس بأسيافهم فاعتنق فرسه فاحتمله الفرس إلي معسكر الأعداء فقطّعوه بسيوفهم إرباً إرباً، فلما بلغت روحه التراقي نادي رافعاً صوته: أبه هذا جدّي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفي شربةً لا أظمأ بعدها أبداً، وهو يقول: العجل العجل فإن لك كأساً مذخورة تشربها الساعة.

فجاءه الحسين ورفع صوته بالبكاء ولم يسمع أحد إلي ذلك الزمان صوت الحسين بالبكاء، فقال: قتل الله قوماً قتلوك، ما أجراهم علي الرحمان وعلي انتهاك حرمة الرسول، أما أنت يا بني فقد استرحت من هم الدنيا وغمومها، وسرت إلي روح وريحان وجنّة ورضوان وبقي أبوك لهمّها وغمّها، فما أسرع لحوقه بك، ولدي علي ّعلي الدنيا بعدك العفا.



ابــــــنيّ هـــــــل لـــــــك عودةٌ

حتــــــي أقــــــول مـــــــــسافر



كنـــــت الســــــواد لنــــــاظري

فعليــــــك يـــــــبكي النــــــاظر



مــــــن شــــــاء بــــعدك فليمت

فعـــــــليك كنـــــــت أحـــــــاذر



فــــإذا نطـــــــــقت فـــــمنطقـي

بجمـــــــيل وصـــــــفك ذاكــــر



وإذا سكــــــت فــــــإن فــــــــي

بــــــالي خــــــــيالــــــك خاطر



يا كوكبا مــــا كان أقصر عمره

وكـــذاك تكون كواكب الأسحار



فعند ذلك خرجت زينب الكبري من الخيام مسرعة وهي تنادي: وا ولداه؛ وا مهجة قلباه؛ فجاءت وانكبّت عليه، فجاء الحسين واخذ بيدها وردّها إلي الفسطاط، ثم نادي: يا فتيان بني هاشم هلمّوا واحملوا أخاكم إلي الفسطاط.

فجاء القاسم بن الحسن وهو غلام لم يبلغ الحلم فقال: يا عم الإجازة لأمضي إلي هؤلاء الكفرة؟ فقل له الحسين: يابن أخي أنت من أخي علامة وأريد أن تبقي لي لأتسلّي بك، فلم يزل القاسم يقبّل يديه ورجليه حتي أذن له، فقال له الحسين: يا بني أتمشي برجلك إلي الموت؟ فقال: يا عمّ وكيف لا؟ وأنت بين الأعداء بقيت وحيداً فريداً لم تجد محامياً.

فأركبه الحسين علي فرسه فخرج القاسم ودموعه تسيل علي خديه وهو يقول:



إن تنـــكروني فأنا نجل الحسن

سبـط النبي المصطفي المؤتمن



هذا حــــسين كالأسير المرتهن

بين أناس لاسقوا صوب المزن



وكان وجهه كفلقة قمر، فقاتل قتالاً شديداً حتي قتل علي صغر سنه خمساً وثلاثين رجلاً، وقيل سبعين فارساً، فانقطع شسع نعله، فانحني ليصلح شسع نعله، فضربه عمرو بن سعد الأزدي علي رأسه فوقع الغلام لوجهه ونادي: يا عمّاه أدركني، فجاءه الحسين كالصقر المنقضّ فتخلّل الصفوف، وشدّ شدة الليث المغضب فضرب الحسين عمرواً قاتل القاسم بالسيف فاتقاه بيده فأطنّها من لدن المرفق، فصاح اللعين صيحة سمعها أهل العسكر ثم تنحّي عنه الحسين فحملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوا عمرواً من الحسين، فاستقبلته الخيل بصدورها وشرعته بحوافرها، ووطأته حتي مات إلي جهنم.

فلما انجلت الغبرة وإذا بالحسين قائم علي رأس الغلام وهو يفحص برجليه فقال الحسين: يعز والله علي عمّك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا يعينك أو يعينك فلا يغني عنك، بعداً لقومٍ قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة جدّك وأبوك، هذا يوم والله كثر واتره وقلّ ناصره.

ثم احتمله علي صدره ورجلاه تخطّان في الأرض خطّاً حتي ألقاه بين القتلي من أهل بيته.

ثم برز من بعده أخوه أحمد بن الحسن، وله من العمر ستة عشر سنة فقاتل حتي قتل ثمانين رجلاً، فرجع إلي الحسين وقد غارت عيناه من العطش فنادي: يا عمّاه هل من شربة ماء أبرّد بها كبدي؟

فقال له الحسين: يابن أخي اصبر قليلاً حتي تلقي جدّك رسول الله فيسقيك شربة من الماء لا تظمأ بعدها أبداً.

فرجع إلي القوم وحمل عليهم وقتل منهم ستين فارساً حتي قتل. وبرز أخوه أبو بكر بن الحسن وهو يقول:



إن تــــــنكروني فــــــأنا ابن حيدرة

ضرغـــــــام آجــــامٍ وليث قسورة



عــــلي الأعادي مثل ريح صرصرة

أكيلكم بالسيـــــف كـــــيل السندرة



فقاتل حتي قتل.

فعند ذلك خرج أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) وأول من خرج منهم أبو بكر بن أمير المؤمنين فقاتل حتي قتل.

وبرز عون بن أمير المؤمنين فقال له الحسين: كيف تقاتل هذا الجمع الكثير والجمّ الغفير؟ فقال: من كان باذلاً فيك مهجته لم يبال بالكثرة والقلّة، ثم حمل فقتل مقتلة عظيمة، فاحتوشه ألفان، ففرّقهم يميناً وشمالاً، وتخلّل الصفوف ثم رجع إلي الحسين فقبّله الحسين وقال له: أحسنت لقد أصبت بجراحات كثيرة فاصبر هنيئة.

فقال عون: سيدي أردت أن أحظي منك وأتزوّد من رؤيتك مرة أخري، فرجع وقاتل ورُمي بسهم وقضي نحبه.

فعند ذلك وصلت النوبة إلي أولاد أم البنين، فقال لهم العباس بن أمير المؤمنين: يا بني أمي تقدّموا حتي أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فإنه لا ولد لكم تقدّموا ـ بنفسي أنتم ـ فحاموا عن سيدكم حتي تموتوا دونه.

فبرز عبدالله بن أمير المؤمنين وعمره خمس وعشرون سنة، فقتل أبطالاً ونكّس فرساناً، فقتله هاني بن ثبيت الحضرمي عليه اللعنة.

ثم برز جعفر بن أمير المؤمنين فقاتل وقتل جمعاً كثيراً، فقتله هاني بن ثبيت الحضرمي.

فبرز عثمان بن أمير المؤمنين، وعمره إحدي وعشرون سنة فقاتل حتي قتل.

فبقي العباس بن علي قائماً أمام الحسين يقاتل دونه، وكان العباس بطلاً جسيماً وسيماً، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان علي الأرض خطا، ويلقّب بالسقّاء وقمر بني هاشم.

فجاء نحو أخيه الحسين فقال: يا أخاه هل من رخصة؟ فبكي الحسين حتي ابتلّت لحيته بدموعه فقال: أخي أنت العلامة من عسكري فإذا غدوت يؤول جمعنا إلي الشتات وتنبعث عمارتنا إلي الخراب، فقال العباس: فداك روح أخيك لقد ضاق صدري من الحياة الدنيا وأريد أخذ الثأر من هؤلاء المنافقين.

فقال له الحسين: فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء، فبرز العباس فلمّا توسّط الميدان وقف ونادي: يا عمر بن سعد هذا الحسين ابن بنت رسول الله يقول لكم: إنكم قتلتم أصحابه واخوته وبني عمّه وبقي فريداً مع أولاده وعياله وهم عطاشي، قد أحرق الظمأ قلوبهم فاسقوهم شربة من الماء لأن أولاده وأطفاله قد وصلوا إلي الهلاك... إلي آخر كلامه.

فلما سمع أهل الكوفة كلام أبي الفضل فمنهم من سكت ومنهم من جلس يبكي، وخرج شمر وشبث بن ربعي (عليهما اللعنة) وقالا: يابن أبي تراب قل لأخيك: لو كان كلّ وجه الأرض ماءاً وهو تحت أيدينا ما سقيناكم منه قطرة حتي تدخلوا في بيعة يزيد.

فتبسّم العباس فرجع إلي الحسين وأخبره بمقال القوم، فبكي الحسين حتي بلّ أزياقه من الدموع، فسمع العباس الأطفال وهم ينادون: العطش العطش فركب فرسه وأخذ رمحه والقِربة، وكان عمر بن سعد قد وكّل أربعة آلاف رجلاً علي الماء لا يدعون أحداً من أصحاب الحسين يشرب منه.

فحمل عليهم العباس ففرّقهم وكشفهم وقتل منهم ثمانين رجلاً وهو يقول:



لا أرهـب الموت إذا الموت رقا

حتي أواري في المصاليت لقي



إني أنـــــا العباس أغدو بالسقا

ولا أخــــاف الشر يوم الملتقي



حتي دخل الماء فلما أراد أن يشرب غُرفة من الماء ذكر عطش الحسين وال بيته فرمي الماء وهو يقول:



يا نفس من بعد الحسين هوني

وبعــــــــده لا كـــنت أن تكوني



هــــــذا الحسين شارب المنون

وتشربيــــــن بـــــارد المعـــين



هيهـــــــــات ما هذا فعال ديني

ولا فعــــــال صـــــــادق اليقين



فملأ القربة وحملها علي عاتقه وتوجّه نحو الخيمة فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب، وأخذوه بالنبال حتي صار درعه كجلد القنفذ من كثرة السهام، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل فضربه علي يمينه فقطعها، فأخذ السيف بشماله وهو يقول:



والله إن قطــــعتـــم يمــــــــيني

إنـــــي أحــــامي أبداً عن ديني



وعــــــن إمـــــام صادق اليقين

نجــــــل النـــبي الطاهر الأمين



فقـاتل حتي ضعف. فقطعوا شماله فجعل يقول:



يا نـــــفس لا تخشي من الكفّار

وأبشــــــري بــــــرحمة الجبّار



قد قطــــعوا ببغيــــــهم يساري

فـــــأصلهم يــــــا رب حر النار



فجاء سهم وأصاب القربة وأريق ماؤها، فبقي العباس حائراً ليس له يد فيقاتل ولا ماء فيرجع إلي الخيمة، فضربه رجل بعمود من الحديد فسقط عن فرسه ونادي يا أخي أدرك أخاك...



عمدُ الحديد بكربـلا خسف القمر

من هــــاشم فلتبكيه عليا مضر



أو مادرت من مهره العباس خر

فمشـــي إليـه السبط ينعاه كسر



تَ الآن ظهري يا أخي ومعيني

فإنقضّ إليه الحسين كالصقر فرآه مقطوع اليدين مفضوخ الجبين مشكوك العين بسهم، فوقف عليه منحنياً وجلس عند رأسه يبكي، ففاضت نفس أبي الفضل فقال الحسين: أخي الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوي.



فهــــوي عـــليه ما هنالك قائلاً

اليوم بـان عن اليمين حسامها



الــــيوم آل إلـــي التفرّق جمعنا

اليوم هـــــدّ عن البنود نظامها



اليوم سارعــــن الكتائب كبشها

اليوم غاب عن الصلاة إمامها



اليوم نامت أعــــــين بك لم تنم

وتـــــسهدت أخري فعزّ منامها



عـباس تسمع زينباً تدعوك من

لي يا حماي إذا العدي سلبوني



أو لسـت تسمع ما تقول سكينة

عــــمّاه يوم الأسر من يحميني



ثم قام ورجع إلي الخيمة فاستقبلته ابنته سكينة، وقالت: أبتاه هل لك علم بعمّي العباس، فبكي الحسين وقال: يا بنتاه إن عمّك قتل.

وخرج محمد بن عبدالله بن جعفر، وامه زينب الكبري بنت أمير المؤمنين فقاتل حتي قتل.

ثم برز أخوه عون بن عبدالله بن جعفر، وأمه أيضاً زينب الكبري فقتل جمعاً كثيراً حتي قتل.

وبرز أخوهما عبيد الله فقاتل حتي قتل.

وبرز غلام من أخبية الحسين، وفي أذنيه درّتان وهو مذعور فجعل يلتفت يميناً وشمالاً، وقرطاه يتذبذبان فحمل عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فضربه بالسيف فقتله، فصارت أمه تنظر إليه ولا تتكلّم كالمدهوشة.

ثم نادي الحسين: هل من ذائب يذبّ عن حرم رسول الله؟ هل من موحّدٍ يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟

فارتفعت أصوات النساء بالبكاء والعويل، فتقدّم إلي باب الخيمة وقال لزينب: ناوليني ولدي الرضيع لأودّعه:



أخــــــــت إيتــيني بطفلي أره قبل الفراق

فـــأتــــــت بـالطفل لا يـــهدأ والدمع مراق



يتلظّــــي عطشــاً والقلبُ منه في احتراق

غائر العينين طاوي البطن ذاوي الشفتين



فبكي لــــمّا رآه يـــــــتلظّي مــــــــن أوام

بدموع هاطـــلات تخجـــــل السحب سجام



فأتــــي الـــقوم وفـــــي كفّيه ذياك الغلام

وهما من ظــــما قــــلباهــــما كالجـمرتين



فنادي يا قوم قتلتم أنصاري وأولادي، وما بقي غير هذا الطفل، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، لقد جفّ اللبن في صدر أمّه.

فرماه حرملة بسهم فوقع في نحره فذبحه من الوريد إلي الوريد. فوضع الحسين كفّيه تحت نحر الطفل فلمّا امتلأتا دماً رمي به إلي السماء وقال: هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله، اللهم لا يكونن طفلي هذا أهون عليك من فصيل ـ أي فصيل ناقة صالح ـ.

ثم عاد بالطفل مذبوحاً وحفر له بجفن سيفه ودفنه. وولد للحسين ابن وقت الظهر، فأتي به إلي الحسين وهو قاعد بباب الخيمة فأخذه في حجره فاذّن في أذنه اليمني وأقام في اليسري، فرماه لعين فذبحه في حجر الحسين وإلي هذا أشار الشاعر:



ومنعــــــطفاً أهـوي لتقبيل طفله

فـــــقبّل منه قبله السهم منحرا



لقد ولدا في ساعةٍ وهو والردي

ومن قبله في نحره السهم كبّرا