بازگشت

شهادة الطفل الصغير علي الاصغر ابن الحسين


شهاده الطفل الصغير علي الاصغر ابن الحسين عليه السلام بعد استشهاد جميع انصاره و رجال اهل بيته.

قال الخوارزمي: و لما فجع [الحسين عليه السلام بانصاره] و اهل بيته و ولده ولم يبق غيره و غر النساء و الاطفال و ولده المريض، نادي هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في اغاثتنا؟ هل من معين يرجو ما عندالله في اعانتنا؟. [1] .

فارتفعت اصوات النساء بالعويل [2] تفدقم [عليه السلام] الي باب الخيمه، و قال: ناولوني عليا الطفل حتي اودعه. [3] .


و روي الحافظ السروي في مقتل الحسين عليه السلام من مناقب آل ابي طالب، ج 3 ص 357، قال:

فبقي الحسين [عليه السلام] وحيدا و في حجره علي الاصغر [4] فرمي اليه [حرمله] بسهم فاصاب حلقه، فجعل الحسين ياخذ الدم من نحره فيرميه الي السماء - فيما يرجع منه شي ء - و يقول: [اللهم] لا يكون اهون عليك من فصيل [ناقه صالح] ثم قال [عليه السلام]:

ائتوني بثوب لا يرغب فيه، البسه غير ثيابي [كي] لا اجرد فاني مقتول مسلوب.

فاتوه بتبان فابي ان يلبسه و قال: هذا لباس اهل الذمه. ثم اتوه بشي ء اوسع منه دون السراويل و فوق التبان، فلبسه ثم ودع النساء، و كانت سكينه تصيح فضمها الي صدره و قال:



سيطول بعدي يا سكينه فاعلمي

منك البكاء اذا الحمام دهاني



لا تحرقي قلبي بدمعك حسره

مادام مني الروح في جثماني



و اذا قتلت فانت اولي بالذي

تاتينه يا خيره النسوان





پاورقي

[1] و مثله في روايه السيد ابن طاووس قدس الله نفسه في کتاب اللهوف.

[2] و الظاهر ان في مثل هذه الحاله الفجيعه جاء سعيد بن الحارث، و اخوه ابو الحتوف بن الحارث، الي صف الامام الحسين عليه‏السلام و قاتلا جيش الکوفه، علي ما رواه فضيل ب الزبير، في رسالته تسميه من اشتسهد مع الحسين عليهم السلام، قال:

[و استشهد] سعيد بن الحارث، و اخو [ابو] الحتوف ابن الحارث و کانا مع المحکمه، فلما سمعا اصوات النساء و الصبيان من آل رسول الله صلي الله عليه و آله حکما ثم حملا باسيافهم فقاتلا مع الحسين عليه‏السلام حتي قتلا، و قد اصابا فياحصاب عمر بن سعد ثلاثه نفر.

و رواه ايضا سام الدين حميد بن احمد المحلي عند ذکره المستشهدين من اصحاب الحسين عليهم السلام، في کتاب الحدائق الورديه: ج 1، ص 122، ط 1.

و رواه عنه المحدث القمي رحمه الله في عنوان: «ابو الحتوف» من کتابه الکني و الالقاب: ج 1، ص 43.

و لا يخفي ان لفظه: «ابو الحتوف» غير موجوده في رساله فضيل بن الزبير المدرجه في عنوان: «الحديث الثامن...» من ترتيب امالي السيد المرشد بالله، و هکذا اللفظه غير موجوده في طبعه بيروت، من کتاب الحدائق الورديه، و انما اوردها المحدث القمي في کتاب الکني و الشيخ السماوي في ابصار العين، فليحقق.

[3] و في کتاب اللهوف للسيد ابن طاووس رحمه الله ما لفظه:

فتقدم [الحسين عليه‏السلام] الي باب الخيمه و قال لزينب: ناوليني ولدي الصغير حتي اودعه. [فانت به زينب] فاخذه و اومي اليه ليقبله فرماه حرمله بن الکاهل - لعنه الله تعالي - بسهم فوقع في نحره فذبحه!! فقال ل ينب: خذيه ثم تلقي الدم بکفيه، فلما امتلاتا رمي بالدم نحو السماء ثم قال: هون علي ما نزل بي ان بعين الله.

قال [الامام] الباقر عليه‏السلام: فلم يسقط من ذلک الدم قطره الي الارض.

اقول و لذيل الکلام المروي عن الامام الباقر عليه‏السلام شواهد تاتي عند ذکر شهاده عبدالله الرضيع.

[4] و اورده ايضا الخوارزمي في مقتل السين عليه‏السلام: ج 2 ص 32 طبعه الغري قال:

فتدقم [الحسين عليه‏السلام] الي باب الخيمه، و قال: ناولوني عليا الطفل حتي اودعه. فناولوه الصبي فجعل يقبله و يقول: ويل لهوالء القوم اذا کان خصمهم جدک. فبينا الصبي في حجره رماه حرمله بن کاه لالاسدي فذبحه في حجره، فتلقي الحسين دمه حتي امتلات کفه رمي به نحو السماء و قال: اللهم ان حبست عنا النصر، فاجعل ذلک لما هو خير لنا. ثم نزل عن فرسه و حفر للصيي بجفن سيفه و زمله بدمه و صلي عليه [فدفنه].