بازگشت

شهادة ابي الفضل العباس بن اميرالمومنين


ذكره ابوالفرج المرواني في كتاب مقاتل الطالبيين، ص 84 طبعه مصر، قال:

كان العباس بن علي - عليهماالسلام - رجلا و سيما جميلا، يركب الفرس المطهم و رجلاه تخطان في الارض [1] و كان يقال له: قمر بني هاشم، و كان لواء الحسين بن علي معه يوم قتل [و كان] يكني ابا الفضل، و امه ام البنين ايضا، و هو اكبر ولدها، و آخر من قتل من اخوته لامه و ابيه. [2] .


و روي الدينوري في كتاب الاخبار الطوال، ص 257، ط 3 قال:

قالوا: و لما راي ذلك [3] العباس بن علي [عليهماالسلام] البنين العامريه من آل الوحيد؟-: تقدموا بنفسي انتم فحاموا عن سيدكم حتي تموتوا دونه. فتقدموا جميعا فساروا امام الحسين عليه السلام يقونه بوجوههم و نحورهم [حتي استشهدوا].

فخرج بعدهم العباس بن علي عليهماالسالم فحمل [علي جيش ابن سعد] و هو يقول: [4]



اقسمت بالله الاعز الاعظم

و بالحجون صادقا و زمزم؟



و بالحطيم و الفنا المحرم

ليخضبن اليوم جسمي من دمي



دون الحسين ذي الفخار الاقدم

امام اهل الفضل و التكرم



و ذكر الحافظ السروي في مقتل الحسين عليه السلام من مناقب آل ابي طالب، نحوا مما تقدم عن ابي الفرج في صدر هذا المقام حول شهاده العباس عليه السلام 7 ثم قال:

مضي [العباس] يطلب الماء، فحملوا عليه، و حمل هو عليهم ففرقهم و جعل يقول:




لا ارهب الموت اذا الموت رقي

حتي اواري في المصاليت لقي



نفسي لنفس المصطفي الطهر وقا

اني انا العباس اغدو بالسقا



و لا اخاف الشر يوم الملتقي

فكمن له زيد بن ورقاء الجنبي من وراء نخله، و عاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه علي يمينه [فقطعه] فاخذ [العباس] السيف بشماله و حم لعليهم و هو يرتجز:



يا نفس لا تخشي من الكفار

و ابشري برحمه الجبار



مع النبي السيد المختار

قد قطعوا ببغيهم يساري



فاصلهم يا رب حر النار

فقتله الملعون بعمود من حديد.



و ايضا ذكر الدينوري في كتاب الاخبار الطوال، ص 257 ما لفظه:

و بقي العباس بن علي قائما امام الحسين يقاتل دونه و يميل معه حيث مال، حتي قتل رحمه الله عليه. [5] .

و روي الشيخ المفيد محمد بن محمد العكبري في كتاب الارشاد، ص 240 و رواه ايضا يوسف بن حاتم الشامي في مقتل الحسين عليه السلام من كتاب الدر النظيم، ص 171، قالا:

و حملت الجماعه علي الحسين عليه السلام فغلبوه علي عسكره، و اشتد به العطش فركب المسنات يريد الفرات و بين يديه اخوه العباس، فاعترضه خيل ابن سعد - لعنه الله - و فيهم رجل من بني [ابان بن] دارم، فقال لهم، ويلكم حولوا بينه و بين الماء و لا تمكنوه منه. فقال الحسين عليه السلام: اللهم اضمئه. فغضب الدارمي و رماه بسهم فاثبته في حنكه، فانتزع الحسين عليه السلام السهم و بسط يديه تحت حنكه فامتلات راحتاه بالدم فرمي به ثم قال: اللهم اني اشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك. ثم رجع الي مكانه و قد اشتد به العطش.

و احاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه، فجعل يقاتلهم وحده حتي قتل رحمه الله عليه.


و في الروايه المتقدمه عن الخوارزمي:

فلم يزل يقاتل حتي قتل جماعه من القوم، ثم قتل [صلوات الله عليه] فقال الحسين [عند مصرعه]: الان انكسر ظهري و قلت حيلتي.

و في ذيل الروايه المتقدمه آنفا عن الحافظ السروي:

فلما رآه الحسين مصروعا علي شط الفرات بكي و انشا يقول:



تعديتم ياشر قوم بفعلكم

و خالفتم قول النبي محمد



اما كان خير الرسل وصاكم بنا

اما نحن من نسل النبي المسدد



اما كانت الزهراء امي دونكم

اما كان من خير البريه احمد






لعنتم و اخزيتم بما قد جنيتم

فسوف تلاقوا حر نار توقد [6] .





پاورقي

[1] المطهم - علي وزن المعظم -: الفرس الفارح السمين.

[2] هذا ملخص ما ذکره ابوالفرج في بدايه ترجمه ابي الفضل - بتقديم و تاخير منا - کما في مقاتل الطالبيين، ص 84 طبعه مصر، ثم قال ابوالفرج:

قال حرمي بن العلاء، عن الزبير، عن عمه [انه قال:] و ولد العباس بن علي يسمونه السقاء و يکنونه ابا قربه.

[قال ابوالفرج:] و ما رايت احدا من ولده و لا سمعت عمن تقدم منهم هذا.

اقول: مثل ما رواه حرمي بن العلاء نقله ايضا البلاذري عند ذکره اولاد اميرالمومنين عليه‏السلام في الحديث: «236» من ترجمه اميرالمومنين عليه السالم من کتاب انساب الاشراف: ج 1، ص 337 من المخطوطه، و في ط 1: ج 2 ص 192، قال:

و العباس الاکبر و هو السقاء، کان حمل قربه ماء للحسين بکربلاء، و يکني ابا قربه.

و ذکريه ايضا عبدالله بن ابي الدنيا، عند ذکره اولاد اميرالمومنين عليه السلام في الحديث: «116» من کتابه: مقتل اميرالمومنين عليه‏السلام / الورق 52 / ب / و في ط 1، ص 120، قال:

قال الزبير [بن بکار]: قال عمي: و ولده‏يسمونه السقاء، و يکنونه ابا قربه.

شهد مع الحسين عليه‏السلام کربلاء، فعطش الحسين فاخذ [العباس] قربه و اتبعه اخوته لامه بنو علي و هم عثمان و جعفر و عبدالله، فقتل اخوته قبله - و لا عقب لاخوته - و جاء [العباس] بالقربه، فحملها الي الحسين عليه‏السلام مملوءه فشرب منها الحسين، ثم قتل العباس بعد اخوته مع الحسين صلوات الله عليهم، و ورث العباس ابنه عبيدالله بن العباس.

و ام العباس و اخوته هولاء [هي] ام البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد بن کلاب بن ربيعه.

و روي الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين، في الحديث الاخير من المجلس: «70» من اماليه ص 228 قال:

حدذثنا ابوعلي احمد بن زياد الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسي بن عبيداليقطيني عن يونس بن عبدالرحمان 7 عن ابن اسباط، عن علي بن سالم، عن ابيه، عن ثابت بن ابي صفيه [ابي حمزه الثمالي] قال:

نظر سيد العابدين علي بن الحسين عليه‏السلام الي عبيدالله بن عباس بن علي بن ابي طالب عليه‏السلام فاسعتبر، ثم قال: ما من يوم [کان] اشد علي رسول الله صلي الله عليه و آله من يوم «احد» [حين] قتل فيه عمه حمزه بن عبدالمطلب اسد الله و اسد رسوله، و بعده يوم «موته» [حين] قتل فيه ابن عمه جعفر بن ابي طالب. ثم قال عليه‏السلام:

و لا يو کيوم الحسين عليه‏السلام ازدلف عليه ثلاثون الف رجل يزعمون انهم من هذه الامه، کل يتقرب الي [اعداء] الله عز و جل بدمه، و هو يذکر هم بالله فلا يتعظون، حتي قتلوه بغيا و ظلما و عدوانا. ثم قال عليه‏السلام:

رحم الله [عمي] العباس فلقد آثر و ابلي و فدي اخاه بنفسه حتي قطعت يداه، فابدله الله عز و جل بهما جناحين يطير بهما مع الملائکه في الجنه، کما جعل لجعفر بن ابي طالب، و ان للعباس عندالله تبارک و تعالي منزله يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامه.

و رواه ايضا - ولکن باختصار - في الحديث: «101» من باب الاثنين من کتاب الخصال، ص 68.

[3] و هذا الصادر قد تقدم، و انما اعيد هاهنا لربط شهاده عليه‏السلام به.

[4] هذا الذيل موجز ماذکره الخوارزمي في مقتل الحسين عليه‏السلام: ج 2 ص 30 ط 1، و هذا لفظه: ثم خرج من بعده - [يعني بعد قتل عبدالله بن علي] - العباس بن علي و امه ام البنين ايضا و هو السقاء، فحمل و هو يقول....

[5] و ذکره ايضا البلاذري في الحديث: «36» من مقتل الامام الحسين عليه‏السلام من کتاب انساب الاشراف: ج 3 ص 201 طبعه بيروت، قال:

و قال بعضهم: قتل حرمله بن کاهل الاسدي ثم الواليي العباس بن علي بن ابي طالب، مع جماعه تعاوروه، و سلب ثيابه حکيم بن الطفيل الطائي.

و اورده ايضا ابن سعد، فيمن استشهد من اله البيت مع الحسين عليه‏السلام، کما في اواخر مقتل الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8 - الورق 61 / أ / قال:

و العباس بن علي بن ابي طالب الاکبر، قتله زيد بن رقاد الجنبي و حکيم السنبسي من طي‏ء.

وعده فضيل بن الزبير بحسب العد الذکري ثاني شهداء اهل الييت عليهم السلام، کما في رسالته المدرجه في عنوان: «الحديث الثامن...» من ترتيب امالي المرشد بالله: ج 1، ص 178، قال:

و العباس بن علي ابي طالب عليهماالسلام - و امه ام البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد العامر - قتله زيد بن رقاد الجنبي و حکيم بن الطفيل السنبسي و کلاهما ابتلي في بدنه.

و ذکره ايضا الطبري في اواخر مقتل الحسين عليه‏السلام من تاريخه: ج 5 ص 448 قال:

قال [ابو مخنف: قال عقبه بن بشير الاسدي: قال ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين]: و زعموا ان العساب بن علي قال لاخوته من امه، عبدالله و جعفر و عثمان: يا بني امي تقدموا حتي ارثکم فانه لا ولدلکم. ففعلوا فقتلوا.

و مثله او قريبا منه جدا ذکره سبط ابن الجوزي في مقتل الحسين عليه‏السلام من کمتاب مرآه الزمان، ص 94 من المخطوطه.

اقول: جمله: «حتي ارثکم فانه لاولد لکم» من زيادات المخالفين الذين يشرکون بين اولاد الميت و اخوته في حيازه الميراث، و هذا منهم من باب تعيين سعر المتاع في اثناء المشاجره، و لهذا قال الامام الباقر عليه‏السلام: «زعموا» و من الامثله السائره ان «زعموا مطيه الکذب».

ثم هولاء الاغبياء کيزف ذهلوا ان في مثل هذا الموقف الحرج الهريب الذي کل واحد من الحاضرين فيه، کانوا في مثل هذه الحاله بفکر الارث، و التمتع بزحارف الدنيا؟ و قد احدث بهم کلاب آل اميه عازمين علي تقطيعهم اربا اربا تقربا الي طواغيت الامه، و هن يتصور علي مثل اولاد اميرالمومنين عليهم السلام الذين کانوا من الزاهدين في الدنيا، في حال الرخاء و الهدوء و الامن، ان يهتموا بها في حال الاشراف علي القتل و الاستئصال؟!!.

[6] و بعده في کتاب المناقب هکذا:



ثم برز بعده القاسم بن الحسن و هو يرتجز:



ان تنکروني فانا ابن حيدره

ضرغام آجام و ليث قسوره



علي الاعادي مثل ريح صرصره

اکيلکم بالسيف کيل السندره.