شهادة عبدالله بن الامام الحسن
قال الخوارزمي: ثم خرج عبدالله بن الحسن [1] و هو يقول:
ان تنكروني فانا ابن حديره
ضرغام آجام و ليث قسوره
عل يالاعادي مثل ريح صرصره
اكيلكم بالسيف كيل السندره
و قاتل حتي قتل. [2] .
و ذكره ايضا ابن شهر آشوب في مقتل الحسين عليه السلام من مناقب آل ابي طالب: ج 3 ص 256 قال:
ثم برز عبدالله بن الحسن بن علي عليهما السلام و هو يقول:
ان تنكروني فانا فرع الحسن
سبط النبي المصطفي الموتمن
هذا حسين كالاسير المرتهن
بين اناس لا سقوا صوب المزن
فقتل اربعه عشر رجلا [ثم] قتله هاني ء بن ثبيت الحضرمي فاسود وجهه. [3] .
استشهاد القاسم بن الامام الحسن عليهماالسلام:
قال ابومخنف: حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم، قال: خرج الينا غلا كان وجهه شقه قمر في يديه سيف [و] عليه قميص و ازار و نعلان قد انقطع شسع احدهما - ما انسي انها اليسري - فقال لي: عمرو بن سعد بن نفيل الازدي: و الله لاشدن عليه. فقلت له: سحبان الله و ما تريد الي ذلك؟ يكفيك هولاء الذين تراهم قد احتولوه [4] قال: فقال: و الله لا شدن عليه. فشد عليه فما ولي حتي ضرب راسه بالسيف، فوقع الغلام لوجهه فقال: يا عماه.
فجلي الحسين كما يجلي الصقر، ثم شد شده ليث اغضب [5] فضرب عمرا بالسيف، فاتقاه بالساعد فاطنها من لدن المرفق [6] فصاح [عمرو] ثم تنحي عنه [7] و حملت خيل لاهل الكوفه ليستنقذوا عمرا من الحسين فاستقبلت عمرا بصدورها، فحركت حوافرها و جالت الخيل بفرسانها عليه فتوطاته حتي مات، و انجلت الغبره فاذا انا بالحسين قائمعلي راس الغلام، و الغلام يفحص برجليه [8] و الحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك، و من خصمهم يوم القيامه فيك جدك [و ابوك] عز و الله علي عمك ان تدعوه فلا يجبيك، او يجبك فلا ينفعك، صوت الله كثر واتره و قل ناصره [9] .
[قال حميد بن مسلم]: ثم احتمله فكاني انظر الي رجلي الغلام يخطان في الارض، و قد وضع صدره علي صدره، فقلت في نفسي: ما صنع به؟ فجاء به حتي القاه مع ابنه علي بن الحسين و قتلي قد قتلت حوله من اهل بيته، فسالت عن الغلام؟ فقيل: هو القاسم بن الحسن بن علي بن ابي طالب.
پاورقي
[1] و ذکره ايضا فضيل بن الزبير، في العدد (11) - بحسب الترتيب الذکري - من شهداء اهل البيت عليهم السلام الذين استشهدوا في کربلاء، کما في رسالته في تسميه من قتل مع الحسين عليه و عليهم السلام المدرجه في ترتيب امالي السيد المرشد بالله: ج 1، ص 170، ط 1، قال:
و عبدالله بن الحسن بن علي عليهم السلام - و ام ام ولد - رماه حرمله بن کاهل الاسدي بسهم فقتله.
و ذکره ايضا ابن سعد، في اواخر مقتل الحسني عليهالسلام، من الطبقات الکبري: ج 8 / الورق 61/ ب /.
و مثله ذکره الطبري، غير ان فيه: «حرمله بن کاهن» - و الظاهر انه خطا مطبعي - کما في اواخر مقتل الحسين عليهالسلام من تاريخ الامم و الملوک: ج 5 ص 468.
و ذکره ايضا ابوالفرج المرواني في کتاب مقاتل الطالبيين ص 69، طبعه مصر، قال:
و امه بنت السليل بن عبدالله اخي جرير بن عبدالله الجبلي. و قيل: ان امه ام ولد.
و کان ابو جعفر محمد بن علي [عليهماالسلام] - فيما رويناه عنه - يذکر ان حرمله بن کاهل الاسدي قتله.
و ذکر المداوني في اسناده عن جناب بن موسي عن حمزه بن بيض عن هانيء بن ثبيت القائضي ان رجلا منهم قتله.
[2] و بعده في کتاب مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي هکذا: و هاتان الروايتان وقع فيهما الشک بالسابق منهما؟
اقول: الظاهر ان مراده من الروايتين هي ما ورد في تقديم شهاده عبدالله بن عليالقاسم او العکس، فانه ذکر اولا ما لفظه:
ثم خرج بعده - [اي بعد شهاده عون بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب] - عبدالله بن الحسن بن علي [کما] في بعض الروايات، و في بعض الرويات: [خرج بعده] القاسم بن الحسن... ثم ساق القضيه - مع الابيات التي ذکرها ابن شهر آشوب لعبدالله بن الحسن بسياق يکون الصق لکيفيه براز القاسم و شهادته - ثم قال:
ثم خرج عبدالله بن الحسن - الذي ذکرناه اولا في روايه، و الاصح انه برز بعد القاسم [کما] في الروايه الثانيه؟ - و هو يقول: «ان تنکروني فانا ابن حيدره...».
[3] و بعده في مقتل الخوارزمي هکذا:
ثم برز اخوه [القاسم بن الحسن] و عليه ثوب و ازرا و نعلان فقط؟ کانه فلقه قمر، و انشا يقول:
اني انا القاسم من نسل علي
نحن و بيت الله اولي بالنبي
من شمر ذي الجوشن او ابن الدعي
فقتله عمر بن سعد الازدي فخر و صاح يا عماه. فحمل الحسين [علي الازدي] فقطع يده و سلبه اهل الشام من يد الحسين، فوقف الحسين علي راس القاسم و قال: عز علي عمک ان تدعوه فلا يجبيک، او يجيبک فلا تنفعک اجابته؟!.
[4] احتولوه: اجتمعوا عليه و احاطوا به.
و جميع ما رويناه هاهنا في التمن عن ابي مخنف - الي قوله: «فسالت عن الغلام؟ فقيل: هو القاسم بن الحسن - رواه ابوالفرج باختلاف طفيف في بعض الالفاظ في کتاب مقاتلالطالبيين، ص 88 و قال:
حدثني [به] احمد بن عيسي قال: حدثنا الحسين بن نصر، قال: حدثنا ابي قال: حدثنا عمر بن سعد [الاسدي] عن ابي مخنف...
و ايضا قال ابوالفرج: و القاسم [هذا] اخو ابي بکر بن الحسن - المقتول قبله - لابيه و امه.
و قريبا مما رواه ابومخنف، ذکره مرسلا يوسف بن حاتم الشامي في مقتل الحسين عليهالسلام من کتاب الدر النظيم، ص 171.
و رواه ايضا ابن سعد، باسانيده في مقتل الحسين عليهالسلام من کتاب الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 59/ ب / قال:
و خرج [الي براز جند الکوفه] القاسم بن الحسن بن علي و هو غلام عليه قميزص و نعلان، فانقطع شسع نعله اليسري فحمل عليه عمرو بن سعيد الازدي فضربه فسقط و نادي: يا عماه.
فحمل الحسين عليه [اي علي عمرو] فضربه فاتقاها بيده فقطعها من المرفق فسقط، و جاءت خيل الکوفيين ليحملوه، و حمل عليهم الحسين فجالوا و وطوه حتي مات.
و وقف الحسين علي القاسم فقال: عز علي عمک ان تدعوه فلا يجبيک، او يجبک فلا ينفعک، [و هذا] يوم کثر واتره و قتل ناصره، و بعدا لقوم قتلوک.
ثم امر به فحمل و رجلاه تخطان الارض، حتي وضع مع علي بن الحسين.
و في المقتل المروي في المجلس: «30» من امالي الشيخ الصدوق رحمه الله:
و برز بعده [يعني بعد علي الاکبر] القاسم بن الحسن بن علي عليهم السالم و هو [يرتجز] و يقول:
لا تجزعي نفسي فکل فان
اليوم تلقين ذري الجنان
فقتل منهم ثلاثه ثم رمي عن فرسه رضوان الله عليه و صلواته.
[5] و في مقاتل الطالبيين: فتجلي الحسين کما يتجلي الصقر، ثم شد شده الليث اذا غضب...
يقال: جل فلان الشيء: نظر اليه نظر الصقر الي صيده.
[6] اطنها: قطعها.
[7] الضمير في «تنحي» عائد الي الشقي عمرو، و في «عنه» راجع الي القاسم عليهالسلام، اي ان عمر لما ضربه الحسين و قطع يده صاح و انفصل عن القاسم للفرار و لينجو بنفسه عن الحسين عليهالسلام فاستقبلته خيل الکوفه لتخليصه فاوطاته فاهلکته.
و ذکره ايضا البلاذري في مقتل الحسين عليهالسلام من کتاب انساب الاشراف: ج 3 ص 246 قال:
و قتل عمرو بن سعيد بن نفيل الازدي القاسم بن الحسن، فصاح: يا عماه. فوثب الحسين و ثيه ليث فضرب عمرا فاطنيديه و جاءه اصحابه ليستنقذوه فسقط بين حوافر الخيل فتوطاته حتي مات. و ذکره فضيل بن الزبير في الثاني عشر من شهداء اهل البيت - بحسب الترتيب الذکري - فث رساله تسميه من قتل مع الحسين عليه السالم قال:
و قتل القاسم بن الحسن بن علي و امه ام ولد، قتله عمرو بن سعيد بن نفيل الازدي.
[8] يفحص - علي زنه يمنع و بابه -: يقلب.
[9] الواتر: الاخذ بالثار. المجيب الي دعوه المظلوم. المنتقم من الظالم.