بازگشت

شهادة مسلم بن عوسجه الاسدي في اول حمله جماعيه من اشقياء


قال ابومخنف: حدثني الحسين بن عقبه المرادي قال:

[و عن] الزبيدي انه سمع عمرو بن الحجاج [1] حين دنا من اصحاب الحسين [كان] يقول يا اهل الكوفه الزموا طاعتكم و جماعتكم و لا ترتابوا في قتل من مرق من الدين و خالف الامام.

فقال له الحسين [عليه السلام]: يا عمرو بن الحجاج اعلي تحرض الناس؟ انحن مرقنا [من الدين] و انتم ثبتم عليه؟ اما و الله لتعلمن لو قد قبضت ارواحكم و متم علي اعمالكم؟ اينامرق من الدين و من هو اولي بصلي النار.

قال: ثم ان عمرو بن الحجاج [في اصحابه] حمل علي الحسين في ميمنه عمر بن سعد من نحو الفرات فاضطربوا ساعه، فصرع مسلم بن عوسجه السدي اول اصحاب الحسين [2] ثم انصرف عمرو بن الحاج و اصحابه و ارتفعت الغبره فاذا هم به صريع، فمشي اليه الحسين فاذا به رمق فقال: رحمك ربك يا مسلم بن عوسجه (فمنهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر، و ما بدلوا تبديلا)

و دنا منه حبيب بن مظاهر فقال: عز علي مصرعك، يا مسلم ابشر بالحنه. فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير. فقال له حبيب: لولا اني اعلم اني في اثرك [و] لاحق بك من ساعيت هذه لاحببت ان توصيتي بكل ما اهمك حتي احفظك في كل ذلك بما انت اهل له في القرابه و الدين. قال: بل انا اوصيك بهذا رحمك الله - و اهوي بيده الي الحسين [عليه السلام] - قال [حبيب]: افعل و رب الكعبه.

فما كان باسرع من ان مات في ايديهم و صاحت بجاريه له فقالت: يا ابن عوسجتاه يا سيداه!


فتنادي اصحاب عمرو بن الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجه الاسدي. فقال شبث [بن ربعي] لبغض من حوله من اصحابه: ثكلتكم امهاتكم؟! انما تقتلون انفسكم بايديكم و تذللون انفسكم لغيركم تفرحون ان يقتل مثل مسلم بن عوسجه؟! اما و الذي اسلمت له لرب موقف له قد رايته في المسلمين كريم؟! لقد رايته يوم «سلق آذربيجان» [3] قتل سته من المشركين قبل تتام خيول المسلمين افيقتل منكم مثله وتفرحون؟ [4] .

و كان الي قتل مسلم بن عوسجه مسلم بن عبدالله الضبابي و عبدالرحمن بن ابي خشكاره البجلي. [5] .

و حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسره علي اهل الميسره [من اصحجاب الحسين عليهم السلام] فطاعنوه و اصحابه.

و حملوا علي حين و اصحابه من كل جانب فقتل الكلبي و قد قتل رجلين بعد الرجلين الاولين [6] و [قد] قاتل قتالا شديدا، فحمل عليه هاني ء بن ثبيت الحضرمي و بكير بن حي التيمي من تيم الله بن ثعلبه فقتلاه، و كان القتيل الثاني من اصحاب الحسين. [7] .

و خرجت امراه الكلبي تمشي الي زوجها حتي جلست عند راسه تمسح عنه التراب و تقول: هنيوا لك الجنه.


فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام [له] يسمي رستم: اضرب راسها بالعمود. فضرب راسها فشدخه فماتت مكانها. [8] .

و قاتلهم اصحاب الحسين قتالا شديدا و اخذت خليهم تحمل [علي جنود اهل الكوفه] و انما هم اثنان و ثلاثون فارسا، و اخذت لا تحمل علي جانب من خيل اهل الكوفه الا كشفته، فلما رآي ذلك عذره بن قيس و هو علي خيل اهل الكوفه - ان خيله تنكشف من كل جانب بعث الي عمر بن سعد عبدالرحمن بن حصين فقال: اما تري ما تلقي خيلي مذ اليوم من هذه العده اليسيره ابعث اليهم الرجاله و الرماه.

فقال [عمر بن سعد] لشبث بن ربعي: الا تقدم اليهم؟ فقال [شبث] سبحان الله اتعمد الي شيخ مضر و اهل المصر عامه تبعثه في الرماه؟! لم تجد من تندب لهذا و يجزي ء عنك غيري؟ [9] .



پاورقي

[1] کذا في اصلي، و لعل الصواب: حدثني الحسين بن عقبه المرادي انه سمع عمرو بن الحجاج الزبيدي حين دنا من اصحاب الحسين....

[2] و مثله في مقتل الحسين عليه‏السلام من کتاب انساب الاشراف: ج 3 ص 193.

و اوضح منهما ما جاء في زياره العاشوراء الخارجه من الناحيه المقدسه.

[3] قال ياقوت في بيان شرح هذه اللفظه من کتاب معجم البلدان: ج 3 ص 239 قال:

و السلق - کجبل -: جبل عال مشرف علي الزاب من اعمال الموصل متصل باعمال شهروزور يعرف بسلق بني الحسن بن الصباح بن عباد الهمداني. له ذکر في الاخبار و الفتوح.

[4] ويل لهذا الرجس المذبذب الذي يعجبه نور النجم کيف يتغافل عن نور الشموس التي نور النجوم مکتسب منها.

[5] و في رساله اسامي الشهداء تاليف الفضيل بن الزبير: «قتله مسلم بن هبدالله، و عبيدالله بن ابي خشکاره؟».

و ي زياره الناحيه المقدسه: «و عبدالله بن خشکاره...».

و رواه ايضا البلاذري مختصرا و قال: «و عبدالرحمان بن خشکاره البجلي» کما في مقتل الحسين عليه‏السلام من انساب الاشراف: ج 3 ص 193.

[6] المراد من الکلبي هو عبدالله بن عمير، و هو اول من برز من اصحاب الحسين عليه‏السلام. و المراد من الرجلين الاولين هما يسار و سالم غلامي زياد و عبيدالله کما تقدم في ص 128.

[7] والقتيل الاول هو مسلم بن عوسجه الاسدي رفع الله مقامه.

[8] من قوله: «ؤ خرجت امراه الکلبي - الي قوله: - فمات مکانها» کان موخرا و بعد السند التالي: «قال ابومخنف: حدثني نمير بن وعله: ان ايوب بن مشرح الخيواني کان يقول...».

و هذا رواه ايضا البلاذري في انساب الاشرف: ج 3 ص 194.

[9] و بعده في اصلي هکذا: قال [الراوي]: و ما زالوا [کانوا] يرون من شبث الکراهه لقتاله. قال [الراوي]: و قال ابو زهير العبسي فانا سمعته [اي شبثا] في اماره مصعب يقول: لا يعطي الله اهل هذا المصر - [يعني الکوفه] - خيرا ابدا و لا يسددهم لرشد، الا تعجبون انا قاتلنا مع علي بن ابي طالب و مع ابنه من بعده ال ابي سفيان خمس سنين، ثمعدونا علي ابنه و هو خير اهل الارض نقاتله مع آل و معاويه و ابن سميه الزانيه ضلل يا لک من ضلال!!!.