بازگشت

خطبة اخري لسيد شباب اهل الجنة في الاحتجاج علي جيوش الضلالة


[خطبه اخري لسبط رسول الله الامام الحسين صلي الله عليه و آله في الاحتجاج علي المارقين من اصحاب ابن مرجانه و عمر بن سعد]

السيد ابو طالب يحيي بن الحسين بن هارون قال: اخبرنا قال: اخبرنا حمزه بن القاسم العلوي العباسي قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول الضبي ابو محمد، قال: حدثنا ابوعبدالله عن عبدالله بن الحسين بن تميم، قال: حدثني محمد بن زكريا، قال: حدثني محمد بن عبدالرحمان بن القاسم التيمي قال: حدثني عبدالله بن محمد بن سليمان [1] بن عبدالله بن الحسن، عن ابيه عن جده:

عن عبدالله بن [الحسن عن ابيه الحسن بن] الحسن عليهم السلام [2] قال:

لما عبا عمر بن سعد اصحابه لمحاربه الحسين بن علي عليهما السلام و رتبهم [في] مراتبهم و اقام الريات في مواضعها، و عبا [الحسين] اصحابه الميمنه و الميسره و قال لاصحاب القلب: اثبتوا. فحاطوا بالحسين من كل جانب حتي جعلوه في مثل الحلقه، خرج [الحسين] عليه السلام حتي اتي الناس فاستنصتهم [3] فابوا ان


ينصتوا [له] حتي قال لهم: ويلكم ما عليك ان تنصتوا الي فتسمعوا قولي [4] فاني انما ادعوكم الي سبيل الرشاد، فمن اطاعتني كان من المهتدين، و من عصاني كان من المهلكين و كلكم عاصر لامري غير مستمع [ل] قولي فقد انحزلت عطياتكم في الحرام و ملئت بطونكم من الحرام [5] فطبع علي قلوبكم ويلكم الا تنصتون؟ الا تستمعون؟

فتلاوم اصحاب عمر بن سعد بينهم و قالوا: انصتوا له. فانصتوا.

فقام الحسني عليه السلام فيهم [بالخطبه] فحمد الهل و اثني عليه و صلي علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال:

تبا لكم ايتها الجي ماعه وترحا [6] افحين استصر ختمونا و لهين متحيرين، فاصرخناكم موجفين مستعدين [7] سللتم علينا سيفا [كان] لنا في ايمانكم [8] و حششتم علينا نارا اقتدحناها علي عدونا وعدوكم [9] فاصبحتم البا علي اوليائكم و يدا عليهم


لاعدائكم [10] بغير عدل افشوه فيكم و لا امل اصبح لكم فيهم الا الحرام من الدنيا انالوكم و خسيس عيش [11] طمعتم فيه، من غير حدث كان منا، و لا راي يفيل لنا. [12] .

فهلا - لكم الويلات - [اذ كرهتمونا] تجهمتمونا [13] و السيف لم يشهر و الجاش طامن و الراي لم يستخف [14] و لكن اسرعتم الينا كطيره الدبي و تداعيتم [الينا] كتداعي الفراش [15] فقبحا لكم فانما انتم من طواغيت الامه، و شذاذ الاحزاب، و نبذه الكتاب و نفئه الشيطان و عصبه الاثام و محر في الكتاب و مطفئي السنن وقتله اولاد الانبياء


و مبيري عتره الاوصياء [16] و ملحقفي العهار بالنسب [17] و موذي المومنين و صراخ ائمه المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين. [18] .

[أ] و انتم ابن حرب و اشياعه تعمدون؟ و ايانا تخذلون؟ [19] اجل و الله الخذل فيكم معروف و شجت عليه عروقكم و توارثته اصولكم و فروعكم و نبتت عليه قلوبكم و غضيت به صدوركم [20] فكنتم اخبث شي ء سنخا للناصب و اكله للغاصب [21] .


الله علي الناكثين الذين ينقضونالايمان بعد توكيدها و قد جعلتم الله عليك كفيلا [22] و انتم و الله هم.

الا [و] ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين النيتن: بين القتله و الذله [23] ابي الله ذلك و رسوله و المومنون و جدود طابت و حجور طهرت، و انوف حميه و نفوس ابيه لا توثر طاعه اللثام علي مصارع الكرام [24] .

الا [اني] زاحف بهذه الاسره علي قله العتاد، و خذله الاصحاب [25] .


ثم انشا [عليه السلام] يقول:



فان نهزم فهزامون قدما

و ان نهزم فغير مهزمينا [26] .



الا ثم لا تلبثون بعدها الا كريثما يركب الفرس حتي تدور بكم [دور] الرحي [27] عهد عهده الي ابي [عن جدي] [28] (فاجمعوا امركم و ركاءكم [ثم لا يكن امركم عليكم غمه ثم اقضوا الي و لا تنظرون]) [29] (فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون، اني توكلت علي الله ربي و ربكم ما من دابه الا هو آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم) [30] .

اللهم احبس عنهم قطر السماء و ابعث عليهم سنين كسني يوسف و سلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كاسا مصبره [31] و لا يدع فيهم احدا الا [قتله] قتله بقتله و ضربه بضربه ينتقم لي و لاوليائي و اهل بيتي و اشياعي منهم فانهم غرونا و كذبونا و خذلونا و انت ربنا عليك توكلنا و اليك انبنا و اليك المصير.


ثم قال [عليه السلام]: اين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمر. فدعي له - و كان كارها لا يحب ان ياتيه - [فبرز له عمر] فقال [له]: يا عمر بن سعد انت تقتلني [و] تزعم ان يوليك الدعي ابن الدعي بلاد «الري» و «جرجان»؟ و الله لا تتهنا بذلك ابدا، عهدا معهودا، فاصنع ما انت صانع فانك لا تفرح بعدي بدينا و لا آخره؟! و لكاني براسك علي قصبه بالكوفه يتراماه الصبيان و يتخذونه غرضا بينهم.

فاغتاظ عمر بن سعد من كلامه ثم صرف بوجهه عنه و نادي اصحابه: ما تنتظرون به؟! احملوا باجمعحكم [عليه] انما هي اكله واحده.

ثم ان الحسين عليه السلام دعا بفرس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المرتجز فركبه و عبا اصحابه.



پاورقي

[1] کذا في مقتل الخوارزمي: ج 2 ص: ط 1، نقلا عن السيد ابي طالب.

و في النسخه المخطوطه اليمنيه من کتاب تيسير المطالب ص 63: قال: و حدثني عبدالله بن محمد بن سليمان....

[2] و يحتمل ايضا ان عبدالله بن الحسن ينقل القضيه و يرويها عن ابيه و امه - فاطمه بنت الحسين - معا لان کليهما کانا حاضرين و شاهدين للقضيه.

و الخطبه رواها ابن دريد مرفوعا، کما رواه بسنده عنه ابن عساکر في الحديث: (273) من ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخدمشق ص 216 ط 1 قال:

اخبرنا ابو السعود احمد بن محمد المجلي انبانا محمد بن محمد بن احمد انبانا عبدالله بن علي بن ايوب، انبانا ابوبکر احمد بن محمد بن الجراح، انبانا ابوبکر ابن دريد، قال....

[3] هذا هو الظاهر المذکور في مقتل الحسين عليه‏السلام - للخوارزمي - غير ان جملتا: «و قال لاصحاب القلب اثبتوا» غير موجود فيه - و في اصلي. «و احاطوا بالحسين... فخرج عليه‏السلام...». و اکثر ما وضعناه بين المعقوفين ماخذو من مقتل الخوارزمي.

[4] هذا هو الظاهر المذکور في مقتل الخوارزمي، و في الاصل المخطوط: «فاستمعوا قولي».

[5] کذا.

[6] تبالکم: خسرانا و هلاکا لکم. و ترحا: هما و حزنا. و في کتاب بغيه الطلب: «و برحا» و هو محرکا: الزوال.

و في کتاب الاحتجاج: تبالکم ايتها الحماعه و ترحا، و بوسا لکم و تعسا [أ] حين استصرختمونا و لهين فاصرخناکم موجفين شحذتم علينا....

[7] و في روايه ابن دريد: «ايحن استصرختمونا و لهين فاصرخناکم موجفين...».

استصرختمونا: استغثتم الينا و طلتم منا ان نغيثکم. و الهين: متحرين محزونين کاد ان يذهب عقلکم من شده الحزن.

[8] هذا هو الظاهر المذکور في کتاب اللهوف اي شهرتم علينا السيوف التي ببرکتنا حصلت في ايديکم و لولا جدي و ابي کنتم اذلا خاسئين متفرقين معزولين عن السلاح و ادوات الدفاع.

و في روايه ابن دريد: شحذتم علينا سيفا کان في ايماننا.

[9] هذا هو الظاهر المذکور في کتاب اللهوف و تاريخ دمشق، و بغيه الطلب.

و في اصلي و مقتل الخوارزمي: «و حششتم علينا نار الفتن [التي] جناها عدوکم و عدونا».

حششتم - علي زنه «مددتم» و بابها -: اوقدتم و اشعلتم. اقتدحناها: و رثناها و استوريناها.

[10] و مثله في کتاب الاحتجاج، و عنه في البحار الانوار: ج 83 45.

اي اصبحتم متجمعين و متحشدين علي عداوه اوليائکم و ايادي ضاره منهم عليهم.

قال الجزري: الالب - بالفتح و الکسر -: القوم يجتمعون علي عداوه انسان.

و في کتاب اللهوف: «فاصبحتم البا لاعدائکم علي اوليائکم...».

[11] من قول: «بغير عدل افشوه - الي قوله: - خسيس عيش» کان ساقطا من النسخ الخطيه من تيسير المطالب، و اخذناه من مقتل الخوارزمي.

[12] و في ر.وايه ابن عساکر، عن ابن دريد: «و لا راي يفيل فينا». يقبل - من باب التفعيل - کيضعف و يقبح لفظا و معني.

[13] تجهمتمونا: استقبلتمونا عابسين غير مستبشرين حتي لا نغتربکم و نعلم انکم لا تحبونا فلا نخدع بکم.

[14] کذا في اصلي، و مثله في حديث ابن دريد، غير ان في اوله: «فهلا - لکم الويلات - اذ کرهتمونا ترکتمونا و السيف مشيم...». مشيم: مغمد غير مستل. و الجاش - کفلس -: القلب. و طامن: مطمئن.

و في اکثر المصادر: «و الراي لم يستحصف...» اي لم يستحکم.

[15] و مثله في تاريخ دمشق غير ان فيه: «ولکن استصرعتم؟ الينا طيره الدبي».

في تحف العقول: «ولکن استسرعتم اليها کتطائر الدبي و تدعيتم عنها کتداعي الفراش...». و في الاحتجاج: «ولکنکم استسرعتم الي بيعتنا کطيره الدبي و تهافتم اليها کتهافت الفراش...».

و الدبي - کعصي -: الجراد قبل نبت اجنحتها او قبل ان يتمکن من الطيران - و يعبر عنه اهل بلدند ب «کرميگ» - و الفراش: الطائر الصغير الذي يتهافت علي الضوء و السراج فيحترق.

[16] طوغغيت جمع طاغوت: کثيره الطغيان. و شذاذ: جمع شذاذ: النادر و هو اکثريا يساوق الزله و الضله.و نبذه: جمع نابذ: الرافض. الرامي. و نفثه الشيطان: ما بيثه و ينفخه في قلوب اوليائه. و عصبه - کشعبه -: الجماعه، و الجمع: عصب. و الاثام: جمع اثم: ذنب.

و مبير: مهلک. و العتره - کفتره -: ولد الشخص و ذريته.

[17] و في تحف العقول و تاريخ دمشق و الاحتجاج: «و ملحقي العهره بالنسب». و کان المراد من العقار او العهره: ما يتلود من الفجور و حيث ان القوم اذعنوا لما يقوله معاويه و اذنابه من بنوه زياد لابي سفيان و نسبته اليه فهم ايضا من ملحقي اولاد الزنا، بمن نسبه مشروع.

[18] و في کتاب الاحتجاج: و مواخي المتهزئين الذين جعلوا القرآن عضين...

و في تاريخ دمشق: و اسف المومنين، و مزاح المستهزئين؟ الذين جعلوا القرآن عضين...

و الکلام اشاره الي ما تشعقب فيه اقوال الکفار في القران الکريم حيث قال فيه بعضهم: انه سحر. و قال بعضهم: انه مما يعلمه بشر.و قال بعضهم انه شعر. و قال بعضهم: انه افک مفتري!!!

و هذا هو المراد من قوله عليه‏السلام: «الذين جعلوا القرآن عضين» اي اقساما و اصنافا و هو مقتبس من قوله تعالي في الايه: (91) من سوره الحجر: (کما انزلنا علي المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين).

و عضين: جمع عضه و اصله عضوه، او عضه فحذفت الواو، او الهاء بدليل الجمع و التصغير.

[19] الظاهر ان هذا هو الصواب، و تعمدون: تدعونه و تجعلون انفسکم دعما و عمادا له. و في اصلي: «تعتمدون...».

و في روايه ابن دريد، و الطبرسي: [أ] فهولاء تعضدون؟ و عنا تتخاذلون؟...

و في اللهوف: اهولاء تعضدون؟ و عنا تتخاذلون؟...

و في اللهوف: اهولاء تعضدون؟ و عنا تتخاذلون؟....

[20] و في تاريخ دمشق: و شجت عليه عروقکم و استازرت عليه اصولکم و فروعکم فافرعکم... و في البحار: «و ثبتت عليه قلوبکم...».

و في الاحتجاج: اجل و الله الخذل فيکم معروف نبتت عليه اصولکم و تازرت عليه عروقکم...

و شجت: اشتبکت. و تازرت: التفت و تقوت. و غشيت: حلت تغطت.

[21] کذا في اصلي، و في اللهوف 6 فکنتم اخبث ثمره للناظر، و اکله للغاصب...

و في تحف العقول: فکنتم اخبث ثمره شجا للناظر، و اکله للغاصب...

و في الاحتجاج: فکنتم اخبث شجر للناظر، و اکله للغاصب.

[22] هذا تذکير لهم بقوله تعالي في الايه: (91) من سوره النحل: (و اوفوا بعهد الله اذا عاهدتم و لا تنقضوا اليمان بعد توکيدها، و قد جعلتم الهل عليکم کفيلا).

اي اوفوا بما حلفتم عليه من الوفاء بالبيعه و قد قويتموه و شددتموه بکفاله الله و هو يحاسبکم عليها.

[23] لفظه القتله رسم خطها غير واضح في اصلي و کلنه جلي في مقتل الخوارزمي.

و في روايه ابن دريد «بين السله؟ و الذله... و في روايه ابن طاووس: بين الثله و الذله.. القتله - بکسر القاف - للنوع، و لعله اشار منه عليه السلام الي ما نواه ابن مرجانه و ذنابنه من ان يقتلوه شر قتله، کما فعلوا.

و السله - بکر السين - علي النوع ايضا اي استلال السيف. و الثله - بکسر الثاء -: الهلکه.

[24] هذا هو الظاهر المذکور في مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي، و في اصلي من تيسير المطالب تصحيف. و في اللهوف: بابي الله ذلک لنا و روسله و المومنون و حجور طابت و طهرت و انوف حميه و نفوس ابيه من ان توثر طاعه اللئمام علي مصارع الکرام....

[25] کذا في اصلي، فان ثبت تلفظه عليه‏السلام بهذه اللفظه فمراده من الاصحاب هم الذين بايعوه من اهل الکوفه ثم لم يفوا ببيعتهم، او الذين رافقوه في الطريق ثم فارقوه عندما علموا بقتل مسم و هاني‏ء و العتاد: ما يهيا لبلوغ الهدف من سلاح او دواب او آله حرب او غيرها.

و في تحف العقول: و اني زاحف بهذه الاسره علي کلب العدو، و کثره العدد؟ و خذله الناصر...

و في روايه ابن دريد: الا و اني زاحف بهذه الاسره علي قل العدد؟ و کثره العدو، و خذله الناصر... و مثله في روايه الاحتجاج غير ان فيه: علي قله العدد.

[26] الابيات لففروه بن مسيک المرادي قالها في يوم الردم لهمدان من مرداد، و ليلا حظ سيره ابن هشام: ج 2 ص 582.

[27] و زاد بعده في کتاب اللهوف: «و تقلق بکم قلق المحور» ريثما يرکب الفرس: مقدار رکوب الفرس. و الريث: مقدار مهله محدوده من الزمان. و الکلام اشاره الي سرعه تقلب الدنيا، و ادبارها عن اعدائه و ابتلائها بسوء اعمالهم. و قد وقع الامر علي طبق ما اخبر به عليه‏السلام.

[28] ما بين المعقوفين ماخذو من کتاب مقتل الحسين عليه السالم للخوارزمي و کتاب اللهوف، و بمعناه جاء في ترجمه الامام الحسين عليه السالم من تاريخ دمشق ص 218 ط 1، و کتاب بغيه الطلب في تاريخ حلب.

[29] الي هنا انهي ابن عساکر الخطبه 5في ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخ دمشق، مع اشارته الي الايه التاليه.

و الايه الاولي هي الايه (73) من سوره يونس، و هي حرفيه مذکوره في روايه ابن دريد، و ابن طاووس، و ما وضعناه منها في لمتن بين المعوفين لم يکن مذکورا في اصل.

[30] ما بين النجمتين مقتبس من الايه: (56) من سوره هود، و هي حرفيه موجوده في روايه تحف العقول و کتاب اللهوف غير ان قوله: (فکيدوني جميعا ثم لا تنظرون) غير موجود في اللهوف.

[31] مصبره: مملوءه الي راسها و اعاليها و جوانبها.

و المراد من الغلام هو المختار بن ابي عبيدالثقفي رحمه الله بقرينه ما بعده، و فيه مدح عظيم له، و به الکفايه عن تخرصات اذناب السلاطين و اعوان الظالمين في حق هذا البطل المقدام الاخذ بثار الله و ثار رسوله و اوليائه.