بازگشت

خطبته في جيش بني امية و احتجاجه عليهم


[احتجاج الامام الحسين عليه السلام علي اهل الكوفه و خطبته فيهم في صباح يوم عاشوراء لما زحف عمر بن سعد بجيشه اليه]

قالوا: فلما صلي عمر بن سعد [صلذاه] الغداه و ذلك يوم السبت عاشوراء [1] ، خرج فيمن معه من الناس [زاحفا نحو الحسين عليه السلام.]

و عبا الحسين عليه السلام اصحابه [عند] صلاه الغده و كان معه اثنان و ثلاثون فارسا و اربعون راجلا، فجعل زهير بن القين في ميمنه اصحابه، و حبيب بن مظهر في ميسره اصحابه واعطي رايته العباس بن علي و جعل البيوت في ظهورهم.

و كان الحسين [عليهم السلام في ليله عاشوراء] امر فاتي بقصب و حطب الي مكان من وراثهم منخفض كانه ساقيه، و كانوا حفروه في ساعه من الليل فصار كالخندق [حول الخيام الا من ناحيه امامها] ثم القوا فيه ذلك القصبر و اللحطب، و قالوا: اذا غدوا فقاتلوا [نا] الهبنا فيه النار لان لا ياتونا من وراثنا. ففعلوا [ذلك حين اقبل عمر بن سعد بجند الكوفه اليهم].

و تحنط الحسين [عليه السلام] و جميع اصحابه، و جعلت النار تلتهب خلف بيوت الحسين و اصحابه [2] .


قال ابو مخنف: فحدثني عبدالله بن عاصم قال: حدثني الضحاك المشرقي قال:

لما اقبلوا نحونا فنظروا الي النار تضطرم في الحطب و القصب الذي كنا الهبنا فيهالنار من وراثنا - لان لا ياتونا من خلفنا - اذ اقبل الينا منهم رجل يركض علي فرس كالم الاداه، فلم يكلمنا حتي مر علي ابياتنا، فنظر الي ابياتنا، فاذا هو لا يري الا حطبا تلتهب النار فيه، فرجع راجعا فنادي باعلي صوته: يا حسين استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامه؟!!

فقال الحسين [عليه السلام]: من هذا؟ كانه شمر بن ذي الجوشن؟ فقالو.ا: نعم الصلحك الله هو هو. فقال: يا ابن راعيه المعزي انت اولي بها صليا. [3] .

فقال له مسلم بن عوسجه: يا ابن رسول الله جعلت فداك الا ارميه بسهم فانه قد امكنني و ليس يسقط [مني] سهم، فالفاسق من اعظم الجبارين.

فقال له الحسين [عليه السلام]: لاترمه فاني اكره ان ابداهم.


و كان مع الحسين [عليه السلام] فرس له يدعي لاحقا - حمل عليه ابنه علي بن الحسين - فلما دنا منه القوم، دعا براحلته فركبها، ثم نادي باعلي صوته دعاءا يسمع جل الناس:

ايهاالناس اسمعوا قولي و لا تعجلوني حتي اعظكم بما يحق لكم علي و حتي اعتذر اليكم من مقدمي عليكم فان قبلتم عذري و صدقتم قولي و اعطيتموني النصف كنتم بذلك اسعد، و لم يكن لكم علي سبيل، و ان لم تقبلوا مني العذر ز7 و لم تعطوا النصف من انفسكم (فاجمعوا امركم و شركاءكم ثم لا يكن امركم عليكم غمه ثم اقضوا الي و لا تنظرون) [4] (ان وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولي الصالحين) [5] .

فلما سمع اخواته كلامه هذا صحن و بكين، و بكي بناته فارتفعت اصواتهن، فارسل اليهن اخاه العباس بن علي و عليا ابنه و قال لهما: اسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاوهن. فلما ذهبا ليسكتا هن قال: لا يبعد ابن عباس [6] [فلما اقبل اليهن العباس و علي الاكبر، و استدعيا منهن السكوت سكتن] فلما سكتن حمد الله و اثني عليه، و ذكر الله بما هو اهله و صلي علي محمد صلي الله عليه و [و سلم] و علي ملائكته و انبيائه فذكر من ذلك ما الله اعلم و مالا يحصي ذكره [7] ثم قال:

اما بعد فانسبوني فانظروا من انا، ثم ارجعوا الي انفسكم و عاتبوها فانظروا هل يحل لكم قتلي و انتهاك حرمتي؟! الست ابن بنت نبيكم صلي الله عليه [و آله] و سلم و ابن وصيه و ابن عمه؟ و اول المومنين بالله و المصدق لرسوله بماجاء به من عند ربه؟! [8] .

اوليس حمزه سيدالشهداء عم ابي؟

اوليس جعفر الشهيد الطيار ذوالجناحين عمي؟!


اولم يبلغكم قول مستفيض فيكم ان رسول الله صلي الله تعالي عليه و اله و سلم قال لي و لاخي: «هذان سيدا شباب اهل الجنه» [9] فان صدقتموني بما اقول - و هو الحق - فوالله ما تعمدت كذبا مذ علمت ان الله يمقت عليه اهله، و يضر به من اختلقه؟ و ان كذبتموني فان فيكم من ان سالتموه عن ذلك اخبركم، و سلوا جابر بن عبدالله الانصاري او ابا سعيد الخدري او سهل بن سعد الساعدي او زيد بن ارقم، او انس بن مالك يخبروكم انهم سمعوا هذه المقاله من رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم لي و لاخي افما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟!

فقال له شمر بن ذي الجوشن: هو يعبدالله علي حرف ان كان يدري ما يقول!

فقال له حبيب بن مظاهر: و الله اني لاراك تعبدالله علي سبعين حرفا، و انا اشهد انك صادق [في هذا القول] ما تدري ما يقول قد طبع الله علي قلبك!!

ثم قال لهم الحسين [عليه السلام]:

فان كنتم في شك من هذا القول افتشكون في اني ابن بنت نبيكم [10] فوالله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري منكم و لا من غيركم انا ابن بنت نبيكم خاصه [11] .

اخبروني اتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ او مال لكم استهلكته؟ او بقصاص من جراحه؟


فاخذوا لا يملكونه. فنادي [الحسين عليه السلام]:

يا شبث بن ربعي و يا حجار بن ابجر، و يا قيس بن الاشعث، و يا يزيد بن الحارث، الم تكتبوا الي ان: «قد اينعت الثمار، و اخضر الجناب و طمت الجمام [12] و انما تقدم علي جند لك مجند، فاقبل». قالوا: لم نفعل!! فقال: سبحان الله بلي و الله لقد فعلتم،. ثم قال [عليه السلام]:

ايها الناس اذ كرهتموني فدعوني انصرف عنكم الي مامني من الارض!!!

فقال له قيس بن الاشعث: اولا تنزل علي حكم بني عمك فانهم لن يروك الا ما تحب و لن يصل اليك منهم مكروه؟!

فقال الحسين [عليه السلام]: انت اخو اخيك، اتريد ان يطلبك بنو هاشم باكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا و الله لا اعطيهم بيدي اعطاء الذليل، و لا اقر اقرار العبيد؟ عبادالله اني عذت بربي و ربكم ان ترجمون [13] [اني] عذت بربي و ربكم من كل متكبر لا يومن بيوم الحساب. [14] .

ثم انه [عليه السلام] اناخ راحلته و امر عقبه بن سمعان فعقلها و اقبلوا يزحفون نحوه.



پاورقي

[1] کذا في اول عنوان: «مقتل الحسني عليه‏السلام...» من انساب الاشراف: ج 3 ص 187 ط 1، غير ان فيه: و ذلک يوم السبت - و يقال: يوم الجمعه - عاشوراء خرج فيمن معه من الناس.

[2] من اول العنوان المذکور في المتن الي هنا ماخوذ من انساب الاشراف غير ان ما بين المعقوفات زيادات توضيحيه منا، و اليک بقيه ما اورده البلاذري في انساب الاشراف في هذا المقام: فقال شمر بن ذي الجوشن [حينما رآي النار تلتهب خلف البيوت]: يا حسين تعجلت النار؟! فقال [له الحسين عليه‏السلام]: انت تقول هذا يا ابن راعيه المعزي؟ انت و الله اولي بها صليا.

فقال مسلم بن عوسجه: يابن رسول الله الا ارميه بسهم فانه قد امکنني؟ فقال الحسين: لا ترمه فاني اکره ان ابداهم.

و کان مع الحسين فرس يدعا لاحقا - يقال: ان عبيدالله بن الحر اعطاه اياه حين لقيه فحمل عليه ابنه علي بن الحسين - ثم دعا براحلته فرکبها و نادي باعلي صوته: ايها الناس اسمعوا قولي.

فتلکم بلکام عدد فيه فضل اهل بيته ثم قال:

اتطلبوني بقتيل [فتلته]؟ او بمال اهلکته / او بقصاص من جراحه جرحتها / فجعلوا لا يکلمونه!!!

ثم نادي [عليه‏السلام]: يا شبث بن ربعي يا حجار بن ابجر، يا قيس بن الاشعث، يا يزيد بن الحارث، الم تکتبوا الي ان قد اينعت الثمار، و اخضر الجناب، و طمت الجمام و انما تقدم علي جند لک مجند؟!! قالوا: لم نفعل!!

ثم قال [عليه‏السلام]: ايها الناس اذ کرهتموني فدعوني انصرف الي مامني!!! فقال له قيس بن الاشعث: اولا تنزل علي حکم بني عمک؟ فانهم لن يروک الا ما تحب!!! فقال [له الحسين عليه‏السلام]: انک اخو اخيک، اتريد ان يطلبک بنو هاشم باکثر من دم مسلم بن عقيل الذي غره اخوک؟! و الله لا اعطي بيدي اعطاء الذليل و لا افر فرار العبيد؟!!

عبادالله ان يعذت بربي و ربکم ان ترجمون و ان لم توموا لي فاعتزلون.

[3] صليا: دخولا. وقودا، و لعل الکلام اشاره الي الايه (70) من سوره مريم: (لنحن اعلم بالذين هم اوي بها صليا).

[4] اقتباس من الايه: (81) من سوره يونس: 10.

[5] اقتباس من الايه: (196) من سوره الاعراف:،).

[6] و بعده في اصلي هکذا: قال [الضحاک بن عبدالله المشرقي راوي هذا الکلام]: فظننا انه انما قالها حين سمع بکاوهن؟ لانه قد نهاه ان يخرج بهن.

[7] و علي الطالبين و المثقفين لمعالي اهل البيت عليهم السلام ان يبذلوا جهودهم للظفر علي ما فات عن هذا الراوي مما القاه ريحانه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في ذلک اليوم علي طغاه الامويين فاني لم اظفر بعد الا علي طريق ثان لاحتجاجاته عليه‏السلام سنذکره بعد انهاه هذه الخطبه.

[8] و هاهنا صحف الامويون کلام الامام الحسين عليه‏السلام المذکور في نسختي من تاريخ الکامل: ج 4 ص 61 ط دار صادر بيروت

و قد اغفل ابن کثير عن ذکر الکلام حرفيا في البدايه و النهايه: ج 8 ص 179، ط دار الفکر.

[9] و حديث:«الحسن و الحسين سيدا شباب اهل الجنه» متواتر عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، رواعه حفاظ آل اميه عن خمسه عشر من الصحابه العدول؟ کما ذکره السيوطي في باب المناقب من کتابه: الازهار المتناثره.

و ذکره ايضا محمد مرتضي الزبيدي مولف کتاب تاج العروس کما في الحديث: (45) و تعليقه من کتاب لقظ اللآلي المتناثره في الاحاديث المتواتره، ص 149، طبع دار الکتب العلميه ببيروت.

و رواه ايضا ابن عساکر بطرق کثيره عن جابر بن عبدالله الانصاري و ابي سعيد الخدري و سهل بن سعد الساعدي کما في الحديث: (143 -129) من ترجمه الامام الحسن عليه‏السلام من تاريخ دمشق ص 84 -72.

[10] هذا هو الظاهر المذکور في تاريخ الکامل، و في تاريخ الطبري: «افتشکون اثرا ما اني ابن بنت نبيکم؟».

[11] جمله: «انا ابن بنت نبيکم خاصه» غير موجوده في تاريخ الکامل.

[12] طم الماء: علا و غمر. و الجمام: جمع جمه: المکان الذي يجتمع فيه الماء.

[13] اقتباس من الايه: (21) من سوره الدخان: 44.

[14] هذا هو الظاهر، و الکلام مقتبس من الايه: (27) من سوره غافر. و في اصلي: «اعوذ بربي ربکم...».