بازگشت

روايه الامام زين العابدين بعض ما جري علي اهل البيت ليله عاشوراء


وروي السيد المرشد بالله في كتابه الامالي الخميسيه كما في عنوان: «الحديث الثامن...» من ترتيب أماليه: ج 1، ص 177، ط 1، قال:

اخبرنا القاضي ابوالحسين احمد بن علي بن الحسين التوزي بقراتي عليه قال: اخبرنا القاضي ابوالفرج المعافا بن زكريا بن يحيي بن حميد بن حماد الجريري قراءه عليه قال: حدثنا ابوبكر- يعني محمد بن الحسن بن دريد الازدي- قال: حدثنا الحسن بن خضر عن ابيه قال:

بلغني ان علي بن الحسين عليهم السلام قال: لما كانت الايام التي قتل فيها ابي رماني الله بالحمي و كانت عمتي زينب تمرضني فلما كان اليوم الذي قتل في غذه خلا ابي باصحابه في فسطاط كان يخلو فيه اذا ارا ان يشاور اصحابه في شي ء فسمعته و راسي في حجر عمتي و هو يقول:



لا ذعرت السوام في غلس الصب

-ح مغيرا و لا دعيت يزيدا



يوم اعطي من خيفه الموت ضيما

والمنايا ترصدنني ان احيدا [1] .


قال: اما انا فرددت عبرتي و تصبرت [2] واما عمتي فانها ادركها ما يدرك النساء من الضعف فوضعت راسي علي مرفقه ثم قامت فمضت نحو ابي و هي تصيح: يا خليفه الماضين و ثمال الباقين استقبلت [3] (الموت) جعلني الله فداك؟ فقال: يا اخيه لو ترك القطا لنام!! فقالت: ذاك اسخن لعيني واحر لكبدي اتغتصب نفسك اغتصابا يا ابا عبدالله؟!

ثم سقطت مغشيا لعيها فاقبل ابي يمسح الماء عن وجهها؟ و يقول: وكان امر الله قدرا مقدروا. فلما افاقت قال: يا اخيه ان اهل الارض يموتون وان اهل السماء (لا) يبقون ان ابي كان خيرا مني وامي كانت خيرا مني واخي كان خيرا مني فاذا اصبت فلا تخمشي (علي) وجها ولا تحلقي شعرا؟ ولا تدعي بويل ولا ثبور.

ثم اخذ بيدها فردها الي موضعها واجلسها (فيه) واخذ راسي فوضعه في حجرها.


قال ابو مخنف: حدثني الحارث بن كعب (الوالبي) وابو الضحاك: [4]

عن علي بن الحسين بن علي قال: اني جالس في تلك العشيه التي قتل ابي (في) صبيحتها و عمتي زينب عندي تمرضني اذا اعتزل ابي بأصحابه في خباء له، و عنده حوي مولي ابي ذر الغفاري و هو يعالج سيفه و يصلحه و ابي يقول:



يا دهر اف لك من خليل

كم لك بالاشراق والاصيل



من صاحب او طالب قتيل

والدهر لايقنع بالبديل



وانما الامر الي الجليل

و كل حي سالك السبيل



قال: فاعادها مرتين او ثلاثا حتي فهمتها فعرفت ما اراد فخنقتني عبرتي فرددت دمعي و لزمت السكون فعلمت ان البلاء قد نزل.


فاما عمتي (زينب) فانها (لما) سمعت ما سمعت- و هي امراه و في النساء الرقه والجزع- فلم تملك ان وثبت تجر ثوبها وانها لحاسره حتي انتهت اليه، فقالت: واثكلاه ليت الموت اعدمني الحياه اليوم (مات جدي رسول الله صلي الله عليه و آله) و ماتت امي فاطمه و علي ابي و حسن اخي يا بقيه الماضين و ثمال الباقين.


فنظر اليها الحسين فقال: يا اخيه لا يذهبن حلمك الشيطان. قالت: بابي انت وامي يا ابا عبدالله استقتلت نفسي فداك [5] فرد (الحسين) غصته و ترقرقت عيناه و قال: (يا اخيه) لو ترك القطا ليلا لنام!!!

قالت: يا ويلتا أفتغصب نفسك اغتصابا؟ فدلك اقرح لقلبي واشد علي نفسي. فلطمت وجهها واهوت علي جيبها و شقته و خرت مغشيا عليها. فقام اليها الحسين فصب علي وجهها الماء و قال لها: يا اخيه اتقي الله و تعزي بعزاء الله، واعلمي ان اهل الارض يموتون وان اهل السماء لايبقون وان كل شي ء هالك الا وجه الله الذي الارض بقدرته؟ و يبعث الخلق فيعودون و هو فرد وحده.

(يا اخيه اعلمي ان) ابي خير مني وامي خير مني واخي خير مني ولي و لهم ولكل مسلم برسول الله اسوه.

قال (علي بن الحسين زين العابدين): فعزاها بهذا و نحوه فقال لها: يا اخيه اني اقسم عليك فابري قسمي لا تشقي علي حبيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي بالويل والثبور اذا انا هلكت!!!

قال: ثم جاء بها حتي اجلسها عندي (واخذ راسي فوضعه في حجرها) [6] و خرج الي اصحابه فامرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض وان يدخلوا الاطناب بعضها (في بعض) وان يكونوا هم بين البيوت الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم [7] .



پاورقي

[1] کذا في اصلي، والابيات ليزيد بن زياد بن ربيعه بن مفرغ الحميري المترجم في حرف الياء من تاريخ دمشق، و تمثل الامام الحسين عليه‏السلام بها هاهنا من سهو الراوي والصواب هو ما ياتي في الروايه التاليه عن ابي مخنف، و هو المعروف في کتب المقاتل والتواريخ، و رواه ايضا احمد بن ابي يعقوب المعروف بابن واضح الاخباري المتوفي بعد العام (292) في مقتل الحسين عليه‏السلام من تاريخه ج 2 ص 230 قال:

فروي عن علي بن الحسين عليه‏السلام انه قال: اني لجالس في العيشه التي قتل ابي الحسين بن علي في صبيحتها، و عمتي زينت تمرضني اذ دخل ابي (في خباء له) و هو يقول:



يا دهر اف لک من خليل

کم لک في الاشراق والاصيل



من طالب و صاحب قتيل

والدهر لايقنع بالبديل



وانما الامر الي الجليل

و کل حي سالک سبيلي؟



(قال علي بن الحسين:) ففهمت ما قال، و عرفت ما اراد و خنقتني عبرتي و رددت دمعي و عرفت ان البلاء قد نزل بنا، فاما عمتي زينب فانها لما سمعت ما سمعت- والنساء من شانهن الرقه والجزع- فلم تملک (نفسها الي) ان وثبت تجر ثوبها حاسره و هي تقول: واثکلاه ليت الموت أعدمني الحياه، اليوم ماتت (امي) فاطمه و (ابي) علي والحسن بن علي اخي...

فنطر اليها (الحسين عليه‏السلام) فردد غصته ثم قال: يا اختي اتقي الله فان الموت نازل لا محاله. فلطمت وجهها و خرت مغشيا عليها و صاحت: واويلاه واثکلاه. فتقدم اليها فصب علي وجهها الماء و قال لها: يا اختاه تعزي بعزاء الله فاني لي ولکل مسلم اسوه برسول‏الله صلي الله عليه و آله، ثم قال: اني اقسم عليک فابري قسمي لاتشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي بالويل والثبور.

ثم جاء بها حتي اجلسها عندي واني لمريض مدنف، ثم خرج الي اصحابه.

[2] رد العبره کنايه عن ضبط النفس و حفظها عن الجزع والبکاء.

[3] لعل هذا هو الصواب، و في اصلي «استقتلت» و معناه: طلبت القتل؟.

[4] کذا في اصلي من تاريخ الطبري طبعه مصر، بتحقيق محمد ابي‏الفضل ابراهيم، و مثله في تاريخ البدايه والنهايه: ج 8 ص 177، ط دار الفکر.

ولعل حرف الواو زائد في قوله: «وابو الضحاک» وانه علي تقدير زياده الواو يکون کنيه للحارث؟.

ولکن الحديث ذکره ابوالفرج في مقاتل الطالبيين و لفظه: (وابو الضحاک) غير موجوده في روايته، واليک لفظ الحديث بروايه ابي الفرج في مقاتل الطالبين ص 113، ط مصر، قال:

فحدثني عبدالله بن زيدان البجلي قال: حدثنا محمد بن زيد التميمي قال: حدثنا نصر بن مزاحم، عن ابي مخنف، عن الحارث بن کعب:

عن علي بن الحسين (عليهماالسلام) قال: اني- والله- لجالس مع ابي في تلک الليله وانا عليل و هو يعالج سهاما له؟ و بين يديه جون مولي ابي ذر الغفاري؟ اذا ارتجز الحسين:



يا دهر اف لک من خليل

کم لک بالاشراق والاصيل



من صاحب و ما جد قتيل

والدهر لا يقنع بالبديل



والامر في ذاک الي الجليل

و کل حي سالک السبيل؟



قال (علي بن الحسين): واما انا فسمعته ورددت عبرتي، واما عمتي (زينب) فسمعته دون النساء فلزمتها الرقه والجزع فشقت ثوبها ولطمت وجهها و خرجت حاسره تنادي: واثکلاه! واحزناه! ليت الموت أعدمني الحياه؟ يا حسيناه يا سيداه، يا بقيه اهل بيتاه استقلت و يئست من الحياه؟ اليوم مات جدي رسول‏الله صلي الله عليه و آله، وامي فاطمه الزهراء وابي علي واخي الحسن يا بقيه الماضين، و ثمال الباقين.

(قال: فرد ابي غصته و ترقرفت عيناه) فقال له: يا اختي لو ترک القطا (ليلا) لنام.

قالت: (يا وليتا) فانما تغتصب نفسک اغتصابا؟ فذاک اطول لحزني وأشجي لقلبي (فلطمت وجهها) و خرت مغشيا عليها!! (فقام اليه ابي فصب علي وجهها الماء حتي أفاقت فقال لها: يا اخيه اتقي الله و تعزي بعزاء الله) فلم يزل يناشدها (و يسليها حتي سکنت) فاحتملها حتي أدخلها الخباء.

اقول: وقد جودنا بعض الفاظه اخذا عن مصادر اخر، مضافا علي ما وضعناه بين المعقوفات، والکتاب منشور کثير الوجود، من اراده فليراجعه.

وفي تاريخ الطبري و بعض المصادر: يا خليفه الماضي و ثمال الباقي...

والثمال: الملجا والمعاذ.

و قريبا مما هنا رواه ايضا البلاذري في مقتل الحسين عليه‏السلام من انساب الاشراف: ج 3 ص 185.

[5] کذا في تاريخ الطبري ج 5 ص 420 ط مصر، بتحقيق محمد ابي‏الفضل ابراهيم.

[6] ما وضع ين المعقوفين ماخوذ من الروايه المتقدمه عن السيد المرشد بالله.

[7] و ليلاحظ ما ياتي قريبا بروايه البلاذري و ابن کثير.