بازگشت

صنيع سبط رسول الله و اصحابه ليله عاشوراء


قال ابن عثم: فبات الحسين عليه السلام تلك الليله راكعا ساجدا باكيا مستغفرا متضرعا، و بات اصحابه و لهم دوي كدوي النحل [1] .

و قال البلاذري: ولما جن الليل علي الحسين واصحابه قاموا الليل كله يصلون و يسبحون و يستغفرون و يتضرعون (ولهم دوي كدوي النحل) [2] .

و قال ابو مخنف عن عبدالله بن عاصم، عن الضحاك بن عبدالله المشرقي قال: فلما امسي حسين واصحابه قاموا الليل كله يصلون و يستغفرون و يدعون و يتضرعون.

قال (الضحاك بن عبدالله): فمر بنا خيل لهم تحرسنا [3] وان حسينا ليقرا: (ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفهسم انما نملي لهم ليزداودا اثما و لهم عذاب مبين، ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب) (179 -178/ آل عمران 3).


فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا، فقال: نحن و رب الكعبه الطيبون، ميزنا منكم!!! قال (الضحاك): فعرفته فقلت لبرير بن خضير: تدري من هذا؟ قال: لا. قلت: هذا ابو حرب السبيعي عبدالله بن شهر- و كان مضحاكا بطالا، و كان شريرا شجاعا فاتكا [4] و كان سعيد بن قيس (الهمداني) ربما حبسه في جنايه- فقال له بريربن خضير: يا فاسق انت يجعلك الله في الطيبين؟! فقال له: من انت؟ قال: برير بن خضير. قال: انا لله، عز علي هلكت والله هلكت والله يا برير!!.

قال (برير): يا ابا حرب هل لك ان تتوب الي الله من ذنوبك العظام فوالله انا لنحن الطيبون، ولكنكم لانتم الخبيثون. قال (ابو حرب): وانا علي ذلك من الشاهدين. قال: ويحك افلا ينفعك معرفتك؟ قال: جعلت فداك فمن ينادم يزيد بن عذره العنزي من عنز بن وائل- (و) ها هوذا معي-. قال (برير): قبح الله رايك علي كل حال انت سفيه. فانصرف عنا. و كان الذي يحرسنا بالليل في الخيل عزره بن قيس الاحمسي.



پاورقي

[1] الدوي- علي زنه الصبي-: الصوت. والنحل: ذباب العسل.

والحديث رواه ابن کثير فيما اورده من حوادث کربلا في تاريخ: البدايه والنهايه: ج 8 ص 177، طبع دار الفکر، قال:

و بات الحسين واصحابه طول ليلتهم يصلون و يستغفرون و يدعون (الله تعالي) و يتضرعون (اليه) و خيول حرس عدوهم تدور من ورائهم و عليها عذره بن قيس الاحمسي.

[2] کذا في انساب الاشراف: ج 3 ص 186، ط 1، غير ان ما بين المعقوفين من کتاب الفتوح لأعثم الکوفي.

[3] هذا هو الظاهر، و في اصلي: «فتمر بنا خيل لهم...».

[4] هذا هو الظاهر، و في اصلي: «و کان شريفا شجاعا فاتکا...».