بازگشت

خطبته قرب ليلة عاشوراء في اصحابه و جعله لهم في حل من بيعته


(خطبه الامام الحسين عليه السلام قرب ليله عاشوراء في اصحابه واعلانه اياهم برفع بيعته عنهم وانهم في حل منه لان يتركوه و يخرجوا من ميدان القتال و طلبه منهم ان ياخذ كل قوي منهم بيد احد من اهل بيته و يخرجوا في سواد الليل الي مامن)

قال ابو مخنف: و حدثني عبدالله بن عاصم الفائشي [1] عن الضحاك بن عبدالله المشرقي [2] - بطن من همدان- (قال) ان الحسين بن علي عليه السلام جمع اصحابه.

قال ابو مخنف: و حدثني ايضا الحارث بن حصيره عن عبدالله بن شريك العامري:

عن علي بن الحسين (عليه السلام) قالا: جمع الحسين اصحابه بعد ما رجع (عنه) عمر بن سعد، و ذلك عند قرب المساء. [3] قال علي بن الحسين: فدنوت منه لأسمع (ما يقول) وأنا مريض فسمعت ابي و هو يقول لاصحابه:

اثني علي الله تبارك و تعالي احسن الثناء، واحمده علي السراء والضراء.

اللهم اني احمدك علي ان اكرمتنا بالنبوه، و علمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، و جعلت لنا اسماعا وابصارا وافئده و لم تجعلنا من المشركين. (ثم قال عليه السلام:)

اما بعد فاني لا اعلم اصحابا اولي و لا خيرا من أصحابي ولا اهل بيت ابر ولا اوصل من اهل بيتي فجزاكم الله عني جميعا خيرا.

الا واني اظن (ان) يومنا من هولاء الاعداء غدا.

الا واني قد اذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل (عني) ليس عليكم مني ذمام (و) هذا ليل قد غشيكم؟ فاتخذوه جملا [4] .


(قيام اصحاب الحسين عليهم السلام- بعد ما خطبهم وأذن لهم في الرحيل- و عرضهم كمال المفاداه له، وانهم لن يفارقوه حتي يلحقوا بالله العلي العظيم)

و بالسند المتقدم عن الضحاك بن عبدالله المشرقي قال:

فقام اليه مسلم بن عوسجه الاسدي فقال: انحن نخلي عنك و لما نعذر الي الله في اداء حقك؟! اما والله (لا أفارقك) حتي كسر في صدورهم رمحي واضربهم بسيفي ما ثبت فائمه في يدي، و لا أفارقك و لو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجاره دونك حتي اموت معك.

و قال سعيد بن عبدالله الحنفي: والله لا نخليك حتي يعلم الله انا حفظنا غيبه رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم فيك، والله لو علمت اني اقتل ثم احيا، ثم احرق حيا ثم اذر يفعل ذلك بي سبعين مره ما فارقتك حتي القي حمامي دونك!!! فكيف لا افعل ذلك وانما هي قتله واحده؟! ثم هي الكرامه التي لا انقضاء لها ابدا.

و قال زهير بن القين: والله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتي اقتل كذا الف قتله؟! وان الله يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن انفس هولاء الفتيه من اهل بيتك.

و تكلم جماعه (من) اصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد فقالوا: والله لا نفارقك، ولكن افنسا لك الفداء، نقيك بنحورنا وجباهنا وايدينا فاذا نحن قتلنا (في سبيلك) كنا وفينا و قضينا ما علينا [5] .


(طريق آخر لخطبه الامام الحسين عليه السلام في اصحابه واذنه لهم في ان ينجوا بانفسهم في سواد الليل، وان يتركوه مع اعدائه. و يتلوها جواب اهل بيته واصحابه عليهم السلام له)

قال ابو مخنف: حدثنا عبدالله بن عاصم الفائشي- بطن من همدان-:

عن الضحاك بن عبدالله المشرقي قال: فدمت و مالك بن النضر الأرحبي [6] علي الحسين فسلمنا عليه ثم جلسنا اليه، فرد علينا (السلام) و رحب بنا و سالنا عما جئنا له؟ فقلنا: جئنا لنسلم عليك و ندعوا الله لك بالعافيه، و نحدث بك عهدا، و نخبرك خير الناس، وانا نحدثك انهم قد جمعوا علي حربك فر رايك.

فقال الحسين عليه السلام: حسبي الله و نعم (الوكيل). قال: فتذممنا؟ [7] و سلمنا عليه و دعونا الله له. قال: فما يمنعكما من نصرتي؟ فقال مالك بن النضر: علي دين ولي عيال [8] فقلت له: ان علي دينا وان لي لعيالا، ولكنك ان جعلتني في حل من الانصراف اذا لم اجد مقاتلا قاتلت عنك ما كان لك نافعا و عنك دافعا. قال (ف) قال: فانت في حل. فأقمت معه.


(قال الضحاك بن عبدالله:) فلما كانت ليله عاشوراء خطبنا الحسين عليه السلام [9] (ف) قال:

هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا، ثم لياخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي (ف) تفرقوا في سوادكم و مدائنكم حتي يفرج الله (عنكم) فان القوم انما يطلبوني، ولو قد اصابوني لهوا عن طلب غيري [10] .


فقال له اخوته وابناوه بنو اخيه و ابنا عبدالله بن جعفر: لم نفعل (هذا؟) لنبقي بعدك؟ لا ارانا الله اذلك ابدا.

بداهم بهذا لاقول العباس بن علي. ثم انهم تكلموا بهذا و نحوه.

فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا فقد اذنت لكم.

قالوا: فما نقول للناس؟ نقول (لهم) انا تركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا خير الأعمام [11] ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح و لم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا!!! لا والله لا نفعل و لكن نفديك انفسنا و أموالنا واهلونا [12] و نقاتل معك حتي نرد موردك فقبح العيش بعدك.



پاورقي

[1] وانظر ابو عمار الفائشي و ابو عبدالله الفائشي في طبقات الکوفيين من الطبقات الکبري: ج 6 ص 214.

[2] ما وجدت لضحاک المشرقي هذا ترجمه غير ما ذکره الشيخ الطوسي رحمه الله من انه من اصحاب الامام السجاد عليه‏السلام کما في رجال الشيخ والظاهر انه هو الذي ذکره الذهبي تحت الرقم: (241) من سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 604 قال: الضحاک المشرقي عن ابي سعيد الخدري حديثه في البخاري و مسلم.

[3] وانظر ما ياتي قريبا.

[4] و قريبا منه رواه ايضا ابن سعد في مقتل الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 57/ ب/ قال:

و جمع حسين اصحابه في ليله عاشوراء ليله الجمعه فحمد الله واثني عليه و ذکر النبي صلي الله عليه و آله و سلم و ما اکرمه الله به من النبوه و ما انعم به علي امته و قال:

اني لا احسب القوم الا مقاتلوکم غدا وقد اذنت لکم جميعا فانتم في حل مني وهذا الليل قد غشيکم فمن کانت له منکم قوه فليضم رجلا من اهل بيته اليه و تفرقوا في سوادکم حتي ياتي الله بالفتح او امر من عنده فيصبحوا علي ما اسروا في انفسهم نادمين فان القوم انما يطلبونني فاذا رأوني لهوا عن طلبکم.

فقال اهل بيته: لا ابقانا الله بعدک لا والله لا نفارقک حتي يصيبنا ما اصابک.

و قال ذلک اصحابه جميعا، فقال: اثابکم الله علي ما تنوون الجنه.

[5] والحديث رواه البلاذري بايجاز في مقتل الامام الحسين عليه‏السلام من کتاب انساب الاشراف:

ج 3 ص 185، ط 1، قال:

و عرض الحسين (عليه‏السلام) علي اهله و من معه ان يتفرقوا و يجعلوا الليل ملا و قال: انما (القوم) يطلبونني وقد وجدوني و ما کانت کتب من کتب الي- فيما اظن- الا مکيده لي و تقربا الي ابن معاويه بي!!!

فقالوا: قبح الله اليعش بعدک.

و قال مسلم بن عوسجه: انخليک و لم نعذر الي الله فيک و في اداء حقک؟! لا والله حتي اکسر رمحي في صدورهم وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي و لو لم يکن سلاحي معي لقذفتهم بالحجاره دونک.

و قال له سعيد بن عبدالله الحنفي نحو ذلک. فتکلم (بقيه) اصحابه بشبيه لهذا الکلام.

[6] ما وجدت فيما عندي من کتب الرجال ترجمه لمالک بن النضر. وانظر نهج السعاده ج 2 ص 472 و ج 4 ص 137، و ج 5 ص 25.

[7] کذا في اصلي، و لعله من قولهم: تذمم منه: استحيا.

و يحتمل ان تکون اللفظه مصحفه عن«تذمرنا» اي لمنا انفسنا علي ما فاتنا.

[8] لو کانت هذه المعاذير مقبوله لم تکن تقوم قائمه للدين، ولکن اهل بيت الکرم والفتوه کانوا يغمضون انظارهم عن کذبها، و يقبلونها کرما و احسانا.

[9] هذا معني لفظ الاصل و توضيحه، وفيه: فلما کان الليل قال: هذا الليل قد غشيکم فاتخذوه جملا....

[10] اي غفلوا عنکم و ترکوا طلبکم. والفعل من باب «دعا» وعلي زنته، يقال: لها فلان عن الشي‏ء: سلا عنه و غفل منه. ترک ذکره.

و من مکارمه عليه‏السلام و کمال فتوته و مروءته انه بمجرد ما يحس من احد صحبه غفله عن واقع الامر او رغبته في مفارقته عليه‏السلام کان ياذن له في الانصراف، وقد تقدم انه عليه‏السلام لما بلغه شهاده مسلم و هاني‏ء خطب من سار معه لنيل أمنيه فقال لهم: قد خذلتنا شيعتنا فمن احب منکم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام.

وروي ابن سعد في الحديث: (291) من ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8/ الورق 58/ أ/ قال:

اخبرنا الضحاک بن مخلد ابو عاصم الشيباني عن سفيان: عن ابي الجحاف عن ابيه (قال): ان رجلا من الانصار اتي الحسين فقال: ان علي دينا. فقال: لا يقاتل معي من عليه دين.

وروي البلاذري في ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من انساب الاشراف: ج 3 ص 180، قال: و کان فراس بن جعده بن هبيره المخزومي مع الحسين عليه‏السلام و هو يري انه لا يخالف، فلما راي الامر، و صعوبته هاله ذلک، فأذن له الحسين في الانصراف فانصرف ليلا!!!

ايضا روي ابن سعد في اواسط ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من الطبقات الکبري: ج 8/ الروق 58/ أ/ قال:

اخبرنا علي بن محمد عن ابي الاسود العبدي عن الاسود بن قيس العبدي قال: قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد اسر ابنک بثغر الري. قال: عندالله احتسبه ونفسي ما کنت احب أن يوسر ولا ان ابقي بعده.

فسمع قوله الحسين فقال له رحمک الله انت في حل من بيعتي فاعمل في فکاک ابنک!! قال: اکلتني السباع حيا ان فارقتک؟!! قال: فاعط ابنک هذه الاثواب يستعين بها في فکاک اخيه، فاعطاه خمسه اثواب قيمتها الف دينار.

و مثله رواه بسنده عنه ابن عساکر في الحديث: (200) من ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من تاريخ دمشق ص 15، ط 1.

و هکذا رواه ابن العديم بسنده عن ابن عساکر في ترجمه الامام الحسين من کتاب بغيه الطلب في تاريخ حلب: ج 7/ الورق 51/ أ/.

ورواه السيد ابن طاووس مرسلا و قال ايضا: «محمد بن بشير الحضرمي» کما في کتاب اللهوف ص 83.

ولکن جاء في الزياره الرجيبه و کذلک في الزياره التي خرجت في سنه: (252) من الناحيه المقدسه المذکوره في کتاب الاقبال ص 573 والبحار: ج 45 ص 64 و کذلک في اسامي الشهداء المدرجه في ترتيب امالي المرشد بالله: ص 173 في هذه المصادر کلها جاء اسمه: «بشير بن عمرو». و هکذا جاء اسمه في انساب الاشراف: ج 3 ص 19، و تاريخ الطبري ج 5 ص 444.

ورواه ابوالفرج ولکن لم يسمه کما في مقاتل الطالبيين ص 116، قال: و جاء رجل حتي دخل عسکر الحسين فجاء الي رجل من اصحابه فقال له: ان خبر ابنک فلان وافي ان الديلم اسروه، فتنصرف معي حتي نسعي في فدائه.

فقال: حتي اصنع ماذا؟ عندالله احتسبه و نفسي! فقال له الحسين: انصرف وانت في حل من بيعتي وانا اعطيک فداء ابنک. فقال: هيهات ان افارقک ثم أسال الرکبان عن خبرک؟ لايکون والله هذا ابدا ولا افارقک!!!

ثم حمل علي القوم فقاتل حتي قتل رحمه الله عليه و رضوانه.

[11] هذا هو الظاهر، و في اصلي: قالو: فما يقول الناس؟ يقولون: انا ترکنا شيخنا و سيدنا... ولکن تفديک انفسنا....

[12] هذا هو الظاهر، و في اصلي: قالو: فما يقول الناس؟ يقولون: انا ترکنا شيخنا و سيدنا... ولکن تفديک انفسنا....