بازگشت

وقوف حبيب بن مظاهر و زهير بن القين مع اصحابهما


فقال حبيب بن مظاهر (نصحا لعمر و جيشه): اما والله لبئس القوم عندالله غدا قوم يقدمون عليه (و) قد قتلوا ذريه نبيه عليه السلام و عترته و اهل بيته صلي الله عليه و سلم و عباد اهل هذا المصر المجتهدين بالاسحار والذاكرين الله كثيرا.

فقال له عزره بن قيس (الاحمسي [1] يا حبيب) انك لتزكي نفسك ما استطعت!

فقال له زهير (بن القين): يا عزره ان الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزره فاني لك من الناصحين، انشدك الله يا عزره ان تكون ممن يعين الضلال علي قتل النفوس الزكيه.

(ف) قال عزره: يا زهير ما كنت عندنا من شيعه اهل هذا البيت انما كنت عثمانيا!!

قال (زهير): افلست تستدل بموقفي هذا اني منهم؟ اما والله ما كتبت اليه كتابا قط ولا ارسلت اليه رسولا قط ولا وعدته نصرتي قط، ولكن الطريق جمع بنيي و بينه، فلما رايته ذكرت به رسول الله صلي الله عليه و سلم و مكانه منه، و عرفت ما يقدم عليه من عدوه و حزبكم فرايت ان انصره وان اكون في حزبه وان اجعل نفسي دون نفسه حفظا لما ضيعتم من حق الله و حق رسوله عليه السلام.


(ولما اتي العباس اخاه) حسينا [2] بما عرض عليه عمر بن سعد، قال (الحسين يا اخي) ارجع اليهم فان استطعت ان توخرهم الي غدوه و تدفعهم عنا (هذه) العشيه لعلنا نصلي لربنا الليله و ندعوه و نستغفره فهو يعلم اني قد كنت احب الصلاه له و تلاوه كتابه و كثره الدعاء والاستغفار.

قال (عبدالله بن شريك): و اقبل العباس بن علي يركض حتي انتهي اليهم فقال: يا هؤلاء ان ابا عبدالله يسالكم ان تنصرفوا (عنا) هذه العشيه حتي ينظر في هذا الامر، فان هذا امر لم يجر بينكم و بينه فيه منطق، فاذا اصبحنا التقينا ان شاء الله، فاما رضيناه فاتينا بالامر الذي تسالونه و تسومونه، او كرهنا (ه) فرددناه- وانما اراد بذلك ان يردهم عنه تلك العشيه حتي يامر بامره و يوصي اهله-.

فلما اتاهم العباس بن علي بذلك، قال عمر بن سعد: ما تري يا شمر؟ قال: ما تري انت؟ انت الامير والراي رايك. قال: اردت ان لا اكون.

ثم اقبل (عمر) علي الناس فقال: ماذا ترون؟ فقال عمرو بن الحجاج بن سلمه الزبيدي: سبحان الله! والله لو كانوا من الديلم ثم سالوك هذه المنزله لكان ينبغي لك ان تجيبهم اليها.

و قال قيس بن الأشعث: اجبهم الي ما سالوك، فلعمري ليصبحنك بالقتال غدوه!!!

فقال (عمر): والله لو (كنت) اعلم ان يفعلوا (ما ذكرت) ما اخرتهم العشيه؟

قال ابو مخنف: حدثني الحارث بن صحيره، عن عبدالله بن شريك العامري:

عن علي بن الحسين (زين العابدين عليه السلام) قال: أتانا رسول من عمر بن سعد فقام مثل حيث يسمع الصوت فقال: انا قد اجلناكم الي غد، فان استسلمتم سرحنا بكم الي اميرنا عبيدالله بن زياد، وان ابيتم فلسنا تاركيكم.


خطبه الامام الحسين عليه السلام في اصحابه عند ما راي تصميم عسكر ابن مرجانه علي قتاله.

وروي المرشد بالله يحيي بن الحسين الشجري في الامالي الخميسيه كما في عنوان: «الحديث الثامن في فضل الحسين.. و ذكر مصرعه...» من ترتيب اماليه: ج 1، ص 161، قال:

اخبرنا الحسين بن محمد المقنعي بقراءتي عليه قال: حدثنا ابو عمر محمد بن العباس ابن محمد بن زكريا بن حيويه لفظا في الجامع، قال: حدثنا ابوبكر محمد بن القاسم بن بشار املاءا قال: حدثنا احمد بن سعيد بن عبدالله قال: حدثنا الزبير بن بكار قال: حدثنا محمد بن حسن (المخزومي) [3] قال:

لما نزل عمر بن سعد بالحسين بن علي عليهماالسلام و علم انهم قاتلوه قام في اصحابه خطيبا فحمد الله واثني عليه ثم قال:

قد نزل (بنا) ما ترون من الامر، وان الدنيا قد تغيرت و تنكرت وادبر معروفها و استمرت فلم يبق منها الا صبابه كصبابه الاناء (و) خسيس عيش كالمرعي الوبيل المتخم القاتل [4] الا ترون (ان) الحق لا يعمل به و (ان) الباطل لا يتناهي عنه؟! ليرغب المسلم في لقاء الله عز و جل [5] واني لا اري الموت فيه؟ الا سعاده والحياه مع الظالمين الا برما [6] .



پاورقي

[1] وللشقي عزره بن قيس هذا ترجمه في تاريخ دمشق: ج 11، ص 598 و في مختصره: ج 17، ص 33.

و هذا الشقي کان من صحابه خالد بن الوليد، و کان ممن کتب الي الحسين عليه‏السلام مع اشراف الکوفه و کان في کتابهم اقدم: فاما تقدم علي جند لک مجند.

[2] ما بين المعقوفان زيادات توضيحيه منا، و في اصلي: «و کان العباس بن علي حين اتي حسينا بما عرض عليه عمر...».

و ليعلم ان هذه القطعه من الحديث کانت في اصلي في ختام الحديث، و قدمناها لانه اوفق لواقع الامر.

[3] له ترجمه- بلا ذکر ولاده و وفاه له- في تهذيب التهذيب: ج 9 ص 115.

[4] کذا في اصلي، و في کتاب نثر الدرر و نزهه الناظر: «والا خسيس عيش کالکلاء الوبيل...» و لفظتا: «المتخم القاتل» ما وجدتهما في غير ترتيب الامالي الخميسيه.

والصبابه: بقيه الماء- او اي مائع- تبقي في الاناء بعد صب ما فيه، والجمع: الصبابات. والمرعي: المرتع الذي يرتع فيه الحيوان. الکلاء والوبيل: الوخيم الذي يخاف سوء عاقبته. والمتخم: ذو الوخامه اي المضره و سي‏ء العاقبه.

[5] کذا في اصلي، و في المعجم الکبير، و تاريخ دمشق و نزهه الناظر- للحلواني- و نثر الدرر: «ليرغب المومن في لقاء الله...».

و في مقتل الحسين عليه‏السلام- للخوارزمي-: ليرغب المؤمن في لقاء ربه» و في کتاب اللهوف: «فليرغب المومن في لقاء ربه محقا».

[6] البرم- علي زنه الورم-: الضجر والسام والملاله والنهايه.

ثم ان للخطبه مصادر اخر، فذکرها ابن عبد ربه في مقتل الحسين عليه‏السلام، من العسجده الثانيه في الخلفاء و تواريخهم من العقد الفريد: ج 3 ص 136، و في ط: ج 4 ص 380. ورواها ايضا الوزير الابي منصور بن الحسين في اواخر کلم الامام الحسين من کتاب نثر الدرر: ج 1، ص 227 ط 1.

و للخطبه مصادر اخر ذکرناها في تعليق الحديث: (271) من تاريخ دمشق ص 214 ط 1.

ورواه الطبراني في الحديث (76) من ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام من المعجم الکبير: ج 114/3 برقم 2842 ط 1 عن علي بن عبدالعزيز عن الزبير بن بکار...

ورواه الخوارزمي بسنده عن الطبراني في مقتله ج 2 ص 5.

ورواه ابن عساکر في الحديث 271 من ترجمه الامام الحسين عليه‏السلام ص 314 ط 2 بسنده الي احمد بن سليمان عن الزبير بن بکار...

و لفظه: (المتخم القاتل) لم ترد في روايه الطبراني وابن عساکر و فيهما: (ليرغب المؤمن) وايضا لم ترد لفظه (فيه) فيهما. و فيهما: لما نزل عمر بن سعد بحسين وأيقن....