بازگشت

عزم ابن زياد و ابن سعد للموافقة علي رجوع الحسين من حيث اتي


عزم ابن مرجانه- عندما وصله كتاب ابن سعد- علي تخليه الطريق للامام الحسين كي يرج الي المحل الذي اتي منه، و صرف شمر بن ذي الجوشن اياه عن عزمه ذلك، ثم كتابه الي ابن سعد ان يعرض علي الحسين واصحابه النزول علي حكمه، فان ابوا يقاتلهم و يقتلهم ثم يمثل بهم!!

و بالسند المتقدم عن المجالد بن سعيد والصقعب بن زهير انه لما قرا عبيدالله الكتاب قال: هذا كتاب رجل ناصح لأميره مشفق علي قومه نعم قد قبلت.

فقام اليه شمر بن ذي الجوشن فقال: اتقبل هذا منه وقد نزل بارضك الي جنبك؟ والله لئن رحل عن بلدك ولم يضع يده في يدك، ليكونن (هو) اولي بالقوه والعزه، و لتكونن اولي بالضعف والعجز، فلا تعطه هذه المنزله فانها من الوهن، ولكن لينزل علي حكمك وأصحابه، فان عاقبت فانت ولي العقوبه، وان غفرت كان ذلك لك!!! والله قد بلغني ان حسينا و عمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامه الليل. فقال له ابن زياد: نعم ما رايت الراي رايك.

قال ابو مخنف: حدثني ابو جناب الكلبي قال:

ثم كتب عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد: اما بعد فاني لم ابعثك الي حسين لتكف عنه، ولا لتطاوله ولا لتمينه السلامه والبقاء، ولا لتقعد له عندي شافعا [1] .


امر ابن مرجانه شقيقه شمرا بالذهاب الي كربلاء كي يامر ابن سعد بتنفيذ امره فان ابي فليتصدي هو للتنفيذ، و طلب شمر و عبدالله بن ابي المحل من ابن مرجانه ان يكتب لهما رساله امان لاولاد ام البنين.

قال ابو مخنف: فحدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم قال:

ثم ان عبيدالله بن زياد، دعا شمر بن ذي الجوشن فقال له: اخرج بهذا الكتاب الي عمر بن سعد، فليعرض علي الحسين وأصحابه النزول علي حكمي فان فعلوا فليبعث بهم الي سلما، وان هم ابوا فليقاتلهم، فان فعل فاسمع له واطع، وان هو ابي فقاتلهم فأنت امير الناس وثب عليه فاضرب عنقه وابعث الي براسه.

قال ابو مخنف: عن الحارث بن حصيره [2] ، عن عبدالله بن شريك العامري قال:

لما قبض شمر بن ذي الجوشن الكتاب قام هو و عبدالله بن ابي المحل [3] و كانت عمته ام البنين ابنه حزام عند علي بن ابي طالب عليه السلام فولدت له العباس و عبدالله و جعفرا و عثمان- فقال عبدالله بن ابي المحل بن حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب-: أصلح الله الامير ان بني اختنا مع الحسين فان رايت ان تكتب بلهم امانا فعلت؟ قال: نعم و نعمته عين. فأمر كاتبه فكتب لهم امانا، فبعث به عبدالله بن ابي المحل مع مولي له يقال له: «كزمان» فلما قدم عليهم دعاهم فقال: هذا امان بعث به خالكم. فقال له الفتيه: اقرء خالنا السلام، و قل له: ان لا حاجه لنا في امانكم، امان الله خير من امان ابن سميه.


عرض شمر بن ذي الجوشن الامان لاولاد اميرالمؤمنين عليه السلام من أم البنين الكلابيه و رفضهم ذلك.

قال (عبدالله بن شريك العامري): فاقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد، فلما قدم به عليه فقراه قال له عمر: مالك ويلك لا قرب الله دارك، و قبح الله ما قدمت به علي، والله اني لأظنك انت ثنيته ان يقبل ما كتبت به اليه، أفسدت علينا امرا كنا رجونا ان يصلح، لا يستسلم والله حسين، ان نفسا ابيه لبين جنبيه.

قال له شمر: اخبرني ما انت صانع؟ اتمضي لامر اميرك و تقتل عدوه؟ والا فخل بين الجند والعسكر؟ قال: لا ولا كرامه لك، انا اتولي ذلك (ثم) قال فدونك و كن انت علي الرجاله؟

فجاء شمر حتي وقف علي اصحاب الحسين فقال: اين بنو اختنا؟ فخرج اليه العباس و جعفر و عثمان بنو علي فقالوا له: مالك؟ و ما تريد؟ قال: انتم يا بني اختي آمنون. قال له الفتيه: لعنك الله و لعن أمانك لئن كنت خالنا!! أتومننا و ابن رسول الله لا امان له؟!! [4] .



پاورقي

[1] و هذا رواه ايضا الدينوري في کتاب الاخبار الطوال ص 255 قال:

ثم ان ابن زياد، کتب الي عمر بن سعد:

اما بعد فاني لم ابعثک الي الحسين لتطاوله الايام، ولا لتمنيه السلامه والبقاء، ولا لتکون شفيعه الي، فاعرض عليه و علي اصحابه النزول علي حکمي فان اجابوک فابعث به و باصحابه الي، فان ابوا فازحف اليه فانه عاق شاق، فان لم تفعل فاعتزل جندنا و خل بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسکر فانا قد امرناه بامرنا.

[2] الحارث بن حصيره من رجال البخاري والنسائي مترجم في تهذيب التهذيب: ج 2 ص 140.

و ذکره ايضا کل من البرقي والطوسي في رجاليهما کما في معجم رجال الحديث: ج 4 ص 196.

و عبدالله بن شريک العامري عده النجاشي والکشي والطوسي من اصحاب الامام الباقر والصادق عليهماالسلام، وايضا له ترجمه في معجم رجال الحديث: ج 10، ص 227.

و هو من رجال الصحاح الست مترجم في تهذيب التهذيب: ج 5 ص 253.

[3] عبدالله بن ابي المحل هذا مترجم في حرف العين تحت الرقم: (664) من تهذيب التهذيب ج 5 ص 391.

[4] و هذا رواه البلاذري ايضا في مقتل الحسين عليه‏السلام من کتاب انساب الاشراف: ج 3 ص 183، ط 1، قال:

و وقف شمر (علي مخيم الحسين عليه‏السلام) فقال: اين بنو اختنا؟- يعني العباس و عبدالله، و جعفر و عثمان بني علي بن ابي‏طالب، وامهم ام البنين بنت حزام بن ربيعه الکلابي الشاعر- فخرجوا اليه، فقال: لکم الامان. فقالوا له: لعنک الله و لعن امانک، اتومننا و ابن بنت رسول‏الله لا امان له؟!!.