بازگشت

تفصيل ما ذكرناه في المقدمة الثانية و ذكر تقرير عمر بن الخطاب و متمم


واليك تفصيل ما اشار اليه السيد الاجل شرف الدين قدس الله نفسه:

و لقد بكي كل من عمر بن الخطاب و متمم بن نويره اخويهما، و لمتمم بن نويره في رثاء اخيه مراثي بديعه اقرتها الصحابه و تمثلت بها!!!

ذكر ابن خلكان في ترجمه وثيمه بن الفرات من كتاب وفيات الاعيان: ج 6 ص 17، قال:

فمن ذلك ابياته الكافيه و هي في باب المراثي من كتاب الحماسه، و منها:



لقد لامني عند القبور علي البكا

رفيقي لتذراف الدموع السوافك



فقلت له: ان الشجا يبعث الشجا

فدعني فهذا كله قبر مالك [1] .



و علي هذا الروي انشد ابو زهير السعدي- كما في وفيات الأعيان: ج 6 ص 15، قال:



الا قل لحي اوطوا بالسنابك

تطاول هذا اليل من بعد مالك



قضي خالد بغيا عليه لعرسه

و كان له فيها هوي قبل ذلك



فامضي هواه خالد غير عاطف

عنان الهوي عنها و لا متمالك



واصبح ذا اهل واصبح مالك

علي غير شي ء هالك في الهوالك



فمن لليتامي والارامل بعده

و من للرجال المعدمين الصعالك



اصيب تميم غثها و سمينها

بفارسها المرجو تحت الحوارك




وروي ابن ابي الدنيا في الحديث: «147» و تواليه من كتاب الهم والحزن الورق 78/ أو 16/ ب/ قال:

حدثني عبدالرحمان بن صالح بن عبيدالله بن محمد القرشي عن اسماعيل بن ذكوان قال:

حزن عمر بن الخطاب حزنا شديدا (علي اخيه زيد) فلم يكن شيئا احب اليه من ان يلقي حزينا؟ و كان يقول: ما هبت الرياح الا ذكرت زيدا.

(و) حدثني محمد بن موسي مولي اكتل بن شماح العكلي؟ عن عبيده بن حميد بن القاسم بن معن قال:

قال عمر بن الخطاب: رحم الله زيدا هاجر قبلي واستشهد قبلي ماهبت الرياح من تلقاء اليمامه الا اتتني برثائه؟ ولا ذكرت قول متمم بن نويره الا ذكرته- و قال غير محمد: الا هاج لي شجنا-:



و كنا كندماني جذيمه حقبه

من الدهر حتي قيل: لن يتصدعا [2] .



فلما تفرقنا كاني و مالكا

بطول اجتماع لم نبت ليله معا



(و) حدثني احمد بن عبيدالوراق عن محمد بن عمر الأسلمي (قال:) حدثني محمد بن حميد، قال:

قال عمر بن الخطاب لمتمم بن نويره: ما بلغ من حزنك علي اخيك؟ قال: لقد مكثت سنه ما انام بليل حتي اصبح، ولا رايت نارا رفعت الا ظننت ان نفسي ستخرج؟! اذكر بها نار اخي انه كان يامر بالنار فتوقد حتي يصبح مخافه ان يبيت ضيفه قريبا منه فمتي يري النار ياوي الي الرحل، و هو بالضيف ياتي متهجرا اسر من القوم يقدم عليهم القادم من السفر البعيد!!! فقال عمر: اكرم به!!!


(و) حدثني احمد بن عبيد عن محمد بن عمر حدثني عبدالله بن جعفر المخرمي عن ابن ابي عون.

قال (محمد بن عمر): و حدثني عبدالعزيز بن الماجشون (قال:) ان عمر قال لمتمم: ما اشد ما لقيت علي اخيك من الحزن؟ قال: كانت عيني هذه قد ذهبت- وأشار اليها- فبكيت بالصحيحه فاكثرت البكاء حتي اسعدتها العين الذاهبه و جرت بالدموع!!! فقال عمر: ان هذا لحزن شديد [3] .

(و) حدثني ابي عن ابي المنذر الكوفي ان عمر كان يلقي متمم فيسنشده قصيدته في اخيه:

لعمري و ما دهري بتابين هالك [4] .

(ولا جزع مما اصاب فاوجعا



لقد كفن المنهال تحت ردائه

فتي غير مبطان العشيان اروعا)



فاذا انشده بكي (عمر).

(و) قال (ايضا): اخبرني عمر بن بكير عن شيخ من قريش قال:

كان مع زيد بن الخطاب رجل باليمامه فقدم بعد قتل زيد، فنظر اليه عمر فدمعت عيناه و قال: خلفت ثاويا و اتيتني؟


و روي البلاذري في ترجمه عمر في عنوان: «نسب بني عدي بن كعب بن لوي» من كتاب انساب الاشراف: ج 4/ الورق 299/ ب /أو ص 598 قال:

(حدثني) المدائني قال: قال عمر لمتمم بن نويره: ما بلغ من جزعك علي اخيك مالك بن نويره؟ قال: (بلغ من حزني عليه اني) لم انم حولا و لم أر نارا الا بكيت (عليه) لانه كان يامر ان توقد ناره الي الصبح مخافه ان يأتيه ضعيف فلا يعرف مكانه؟!!

(و) حدثني عباس بن هاشم الكلبي عن ابيه ابي المنذر عن عوانه (بن الحكم قال:) ان متمم بن نويره دخل علي عمر، فقال له (عمر): ما بلغ من جزعك علي اخيك؟ قال: بكيته حولا حتي اسعدت عيني الذاهبه عيني الصحيحه!! و ما رايت نارا الا كدت (ان) انقطع لها اسفا؟ لانه كان يوقد ناره الي الصبح مخافه ان ياتيه ضعيف فلا يعرف مكانه؟!!

فقال (له عمر): صفه لي. قال: كان يركب الفرس الجرور في الليله القره بين المزادتين النصوحين و عليه شمله فلوت معتقلا رمحا خطلا [5] فيسري ليلته و يصبح (و) كان وجهه فلقه قمر!!!

قال (عمر): فانشدتي من شعرك فيه. فانشده مرثيته التي يقول فيها:



و كنا كندماني جذيمه حقبه

من الدهر حتي قيل: لن يتصدعا



فقال عمر: لو احسنت قول الشعر لرثيت زيد اخي!!


اقول: والحديث الاخير رواه البلاذري- علي وجه الصواب- في ترجمه زيد بن الخطاب من نسب بني عدي من كتاب انساب الاشراف: ج 4/ الورق 328/ أ/ من النسخه المخطوطه.

و قريبا منه رواه ابن خلكان في ذيل ترجمه وثيمه بن الفرات المتوفي سنه: «237» من كتاب وفيات الاعيان: ج 6 ص 15. و كذلك ترجمه متمم بن نويره من كتاب الاغاني: ج 15، ص 300.

و ليراجع تفصيل فاجعه قتل مالك بن نويره كتاب الغدير: ج 7 ص 162.



پاورقي

[1] و ليراجع قصه الملک جذيمه بن ابرش، في ترجمه متمم بن نويره هذا، من کتاب الاغاني: ج 15، ص 312.

[2] وقد جاء في کثير من مصادر القوم- و منها کتاب التعازي والمراثي للمبرد طبعه دمشق ص 147- ان ام‏المؤمنين عائشه عند قبر اخيها عبدالرحمان بن ابي‏بکر تمثلت بقول متمم بن نويره في مرثيه اخيه:



و کنا کند ماني جذيمه حقبه

من حتي الدهر قيل: لن يتصدعا.

[3] و قريبا منه رواه ايضا ابوالفرج المرواني في ترجمه متمم بن نويره من کتاب الاغاني: ج 15، ص 309 و في ط دار الفکر: ج 15، ص 299.

و ليراجع الرقم: (51) من نوادر الاثر، من کتاب الغدير: ج 6 ص 146، ط 1، و کذلک يلاحظ کتاب التعازي والمراثي- ص 15 -13. ج 11، ص 143، و في ط: ص 176، و ص 343.

[4] کذا في اصلي، و هکذا جاء في القصيده: «67» من المفضليات ص 265 ط 2، و هناک يجحد الطالب تمام القصيده.

و مثل ما في اصلي جاء في بعض نسخ الأغاني، يقال: مادهري بکذا اي ماهو همي و عزمي.

والتأبين: مدح شخص بعد موته.

و قوله: «جزع» جاء بالخفض عطفا علي لفظه: «تأبين» و بالنصب عطفا علي محلها. و ما وضعناه بين المعقوفين اخذناه من کتاب الاغاني والمفضليات.



والحديث- او ما هو بمعناه- رواه ابوالفرج بسند آخر علي وجهين آخرين اتم مما هنا، في ترجمه متمم بن نويره من کتاب الاغاني: ج 15 ص 306 و 308 و في طبعه دار الفکر ج 15، ص 299.

[5] الجرور- بفتح الجيم-: الذي لايکاد ينقاد مع من يقوده و انما يجر بالحبل. والليله القره: البارده. والمزاده: الروايه و هي الدابه التي يستقي عليها، و يحمل عليها القرب والزاد. والنصوحين- بالصاد المهمله علي ما في اصلي-: السمينين. الخالصين من انحطاط المزاج. و ضبطه في نسخه الاغاني ب«المضرجنين» و فسرها في هامشه بالمشفقتين. و ذکرها ايضا بالضاد المعجمه: «النضوحين» اي الذين تنضحان الماء. و شمله: کساء او مئزر يتشح به. و فلوت- بالفاء-: التي لاتثبت علي لابسها لصغرها و عدم انضمام طرفيها. معتقلا رمحا: واضعا اياه بين رکابه و ساقه. و خطلا- بفتح فکسر الطاء-: صلبا طويلا.