بازگشت

القصيدة للشيخ محمد السمين






بان صبري و بان خافي شجوني

و ايتهلت بالدمع مني جفوني



و استهلت لما استهلت بدمع

حين جادت به شؤون شؤوني



و قلت مقتلي الرقاد ارتقابا

بالسهي و السهاد ألف عيوني



و أستسرت مسرت السر لما

بان خوفي من سرها المكنون



فتبدت مصونه الحزن من قلبي

المعني المتيم المحزون



ثم قالت للطرف أبرز ما كان

مصانا من دمعك المسجون



و استمد الدماء أن نفد الدمع

فبالدمع أنت غير ضنين



و اندب السبط في الطفوف فريدا

قد تخلا من مسعد و معين



يتمني لكي يبل غليلا

و شربه من مباح ماء معين



فسقاه العدو كأسا دهاقا

من كؤوس الردي و ماء المنون



لهف قلبي عليه و هو فؤول

يهدو في قوله و سكون






و يحكم لا تهنوا بقتل حسين

فتذوقوا طعم العذاب المهين



لا تقولوا يوم القيامه انا

ما علمنا و انكم تجهلوني



تعرفوني بأنني خير خلق الله

قدما و آنفا تنكروني



تنكروني فلم بغير اجترام

تقتلوني و أنتم تعرفوني



ان جدي النبي أشرف خلق الله

ذو الفضل و الفخار المبين



و أبي المرتضي الوصي علي

و هو رب الامكتن و التمكين



و البتول الزهراء بنت رسول الله

أمي لأجلها راقبوني



فأجابوه قد علمنا يقينا

أن هذا الكلام حق اليقين



غير أنا نروم منك مراما

فاعطياه بالطوع يا ابن الأمين



قل رضينا يزيد مولا وليا

واليا حاكما بحق مبين



فمتي قلت أنت في دعه الله

و حرز من بأسنا بيقين



عندما أفحشوا الجواب اجتراءا

آب عنهم بصفقه المبغون



ثم نادي أهل الخيام و دمع العين

جازيه برقه و بلين



أم كلثوم يا سكينه يا زينب

يا بنت فاطمه جاوبيني



أنت في عترتي و في أهل بيتي

و عيالي وصبيتي تخلفيني



ثم قومي اذا أردت وادعا

و دعيني من قبل أن تفقديني



ان هذا الأوان آن انتقالي

و ارتحالي و حان يا أخت حيني



أخت ابني علي بعد وليي

و امام هاد لدنيا و دين



أخت صبرا صبرا فليس يضيع

الله أجر الصبور و المستكين



لا تشفي جيبا علي وابكي

كل حين بفيض دمع هتون



و اذا ما مررت بالجسد الملقي

علي الأرض شاحبا فاندبيني



و اذا ما تلوت نافله الذكر

وصليت دائما فاذكريني



و العني ما شربت ماء فرات

من عن الماء ظاميا منعوني



فأجابته عزوالله ما قلت

علينا و ليس ذاك بهون



لو قدرنا علي الفداء فديناك

و بأروحنا و بالمخزون



و شربنا من شربك كاسات

المنايا من كف ساقي المنون






ثم لم رأته ملقي علي الترب

تريب الخدين دامي الجبين



صرخت صرخه و قالت أجده

العيس رفقا هنيه أو قفوني



لأودعه كي أبل غليلي

بوادعي منه و لا تمنعوني



فهو روحي فأين عنه رواحي

و هو قلبي فعنه لا تقلبوني



و هو شخصي فأين عنه شخوصي

فاشخصوا ثم عنه لا تشخصوني



و هو عدلي فأين عنه عدولي

فاعدلوا ثم عنه لا تعدلوني



فأجابوا صوت الشجي بسوط

و بضرب يبدي خفي الأنين



فاستغاثت بجدها و أبيها

و أخيها الزاكي الامام المبين



بدموع علي الخدود تجاري

من جفون قرحي و قلب حزين



ثم قالت يا موئلي يا مآلي

يا حصوني و أين مني حصوني



آه يا كسرتي لفقد حماتي

آه يا خذلتي لفقد معين



آه يا حسرتي و يا طول وحدي

آه يا ذلتي و يا طول هوان



جدي هذا القناع يسلب مني

ثم بالسوط بعد قنعوني



جدي هذا صدر الحسين فقد ديس

عنادا له بقب البطون



رضضوه بغير افراض غسل

جامع للحنوط و التكفين



جدي هذا الكريم فوق سنان

و سنان يغله باليمين



جدي هذي الرؤوس فوق قناها

و هي تهدي الي يزيد اللعين



جدي هذي سكينه أسكنوها

بعد دار الأعزاز في دار هون



و السبايا علي المطايا عرايا

مبديات لكل وجه مصون



سائرات بنا بغير و طاء

في سهول من بيدها و حزون



و اذا قلت للحداء رويدا

أزعحوا العيس عامدا و أزعجوني



و اذا قلت استروني بثوب

سلبوني ثوبي و ما ستروني



و اذا قلت احجبوني عن الناس

تعدوا كفرا و ما حجبوني



و اذا ما شكوت ضرا و بؤسا

رجموني بغيا و ما رحموني



و الي الله مشتكانا و ما نلقاه

فيه من الأذي و الهون



يا ذوي البيت و المشاعر و الأركان

و الحجر الصفا و الحجون



يا ذوي الذاريات و الطور

و الأعراف و النحل و النساء و نون






فاز من مكن اليدين من الود

و فازت يداه بالتمكين



فاز بالصدق في الولاء كما

فاز بصدق الولاء نجل السمين



عبدكم أهدي اليكم نظاما

فاق في نظمه نظام الثمين



فعليكم من ربكم صلوات

و سلام في كل وقت و حين