بازگشت

الباب 2


اعلموا تقبل الله أعمالكم و أحسن لديه آلكم ان الله تعالي لا يقبل الأعذار في ترك المآتم علي الآل الأطهار لأنه تعالي جرت عادته بتكليف العباد بعد الهامهم الرشاد ليفيض عليهم من الخيرات فيصلون الي الكمالات و لا شي ء لعنري ادعي لحصول الثواب العظيم و ازاله العذاب الأايم من اطهار شعائر الأحزان و اجراء الدموع الهتان علي ما أصابهم في ذلك الزمان من ؤهل الغدر و الخذلان فكم من دم مسفون و طفل مذبوح و قلب مقروح و مرمل بالدماء و مسلوب للرداء و منبوذ بالعري و مذبوح من القفا و قره عين المصطفي و ثمره فؤاد الزهراء بنت خاتم الؤنبيا فيا لله ما أجرأهم علي الله و علي انتهاك حرمه الرسول فنوحوا أيها الاخوان و ضجوا بالعويل و عجوا بالبكاء علي هذا الرزء الجليل و لله در من قال من الرجال:



بنفسي خدودا في التراب تعفرت

بنفسي جسوما بالعراء تعرت



بنفسي رؤوسا معليات علي القنا

الي الشام تهدي بارقات الأسنتي



بنفسي شفات ذابلات من الظما

و لم تحظ من ماء الفرات بقطره



بنفسي عيونا غابرات شواهرا

الي الماء منها نظره بعد نظره



بنفسي من آل النبي خرائد

حواسر لم تغدف عليهم بستره



تفيض دموعا بالدماء مشوبه

كقطر الغوادي من مدامع ثرت



علي خير جل من كهول و فتيه

مصاليت انجاد اذا الخيل كرت



ربيع اليتامي و الأرانل فابكها

مدارس للقرآن في كل سحره



و أعلام دين المصطفي و ولاته

و أصحاب قربان و حج و عمره



ينادون يا جداه أيه محنه

نراها علينا من ؤميه مرت



ضغائن بدر بعد ستين أظهرت

و كانت أجنت في الحشا و أسرت






كأني ببنت المصطفي قد تعاقت

يداها بساق العرش و الدمع أذرت



و في حجرها ثوب الحسين مضمخا

و عنها جميع العالمين بحسرت



تقول أيا عدل أقض بيني و بين من

تعدي علي ابني بعد قهر و قسرت



أجالوا عليه بالصوارم و القنا

و أسقوه كأس الموت طعم الممرت



هم أول العادين ظلما علي الوري

و من سار فيهم باأذي و النضرت



مضوا و انقضت أيامهم و عهودهم

سوي لعنه باءوا بها و استمرت



روي عن السيد السعيد عبدالحميد يرفعه الي مشايخه عن منذر الثوري عن أبيه عمن أخبره قال: قال الحسين عليه السلام أنا قتيل العبره ما ذكرت عند مؤمن الا بكي واغتم لصابي، و روي أيضا عبدالحميد يرفعه الي مشايخه الي جابر الجعفي يرويه عن أبي عبدالله ثم قتال يا جابر: كم بينكم و بين قبر الحسين عليه السلام؟ قال: قلت يوم و بعض آخر، قال: فقال لي أتزوره؟ قال: قلت: نعم، قال: ألا أبشرك بثوابه قلت بلي جعلت فداك، قال: ان الرجل منكم ليتهيأ لزيارته فتباشر به أهل فاذا أخرج من باب منزله راكبا أو ماشيا و كل الله عزوجل به أربعين ألفا من الملائكه يصلون عليه حتي يوافي قبر الحسين عليه السلام و ثواب كل قدم يرفعها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله فاذا سلمت علي القبر فاستلمه بيدك و قل السلام عليك يا حجه الله في أرضه ثم انهض الي صلاتك فان الله تعالي يصلي عليك و ملائكته حتي تفرغ من صلاتك ولك بكل ركعه تركعها عنده ثواب من حج ألف حجه واعتمر ألف عمره و أعتق ألف رقبه و كمن وقف في سيبل الله ألف حجه واعتمر ألف عمره و أعتق ألف رقبه و كمن وقف في سبيل الله ألف مره مع نبي مرسل فاذا أنت قمت من عند القبر نادي مناد لو سمعت مقالته لأفنيت عمرك عند قبر الحسين عليه السلام و هو يقول: طوبي لك أيها العبد لقد غنمت و سلمت قد غفر الله لك سلف فاستأغف العمل، قال: فان مات من عامه أو من ليلته أو من يومه لم يقبض روحه الا الله تعالي، قال و يقوم معه الملائكه يسبحون و يصلون عليه حتي يوافي منزله فتقول الملائكه: ربنا عبدك وافي قبر وليك و قد وافي منزله فأين نذهب فيأتيهم النداء من قبل السماء يا ملائكتي قفوا بباب عبدي فسبحوني و قدسوني و هللوني واكتبوا ذلك في حسناته الي يوم وفاته فاذا توفي ذلك العبد شهدوا غسله


و كفنه و الصلاه عليه ثم يقولون ربنا و كلتنا بباب عبدك و توفي فأين فأين نذهب فيأتيهم النداء يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبحوني و قدسوني و هللوني واكتبوا واكتبوا ذلك في حسناته الي يوم القيامه فيا طوبي لمن أحبهم و والاهم و يا خسران من أبعضهم و عاداهم:



عدوي عن محبتكم فنادي

و موتي تحت أرجلكم صلاحي



هواكم قبله تهوي اليها

قلوب الناس من كل النواحي



فلا و الله لا أسلو هواكم

و لا أصبو الي قول اللواحي



فلعمري لو تضاعفت أحزاني فتزايدت أشجاني و أجريت عوض الدموع دما و جعلت عمري كله مأتما و بقيت من شده الجزع و الأكتئاب كالخلال لم أوف ببعض ما يجب علي من حق الآل. روي عن عاصم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يا عاصم من زار الحسين عليه السلام و هو مغموم أذهب الله غمه و من زاره و هو فقير أذهب الله الفقر عنه من كانت به عاهه فدعي الله أن يذهبها أستجيبت دعوته و فرج همه و غمه فلا تدع زيارته فكأنك كلما أتيته كتب الله لك بكل خطوه تخطوها عشر حسنات و محي عنك عشر سيئات و كتب لك ثواب شهيد في سبيل الله أهريق دمه فاياك أن تفوتك زيارته و أما في الآخره فبولابتهم يحصل الفوز بالنعيم الدائم المقيم و بحبهم يحصل الخلاص من العذاب الأليم. و عن الامام أبي عبدالله قال: قال الحسين عليه السلام من زارني بعد موتي زرته يوم القيامه و لو لم يكن الا في النار الأخرجته:



يا عتره الهادي النبي و من هم

عزي و كنزي و الرجا و المفزع



و اليتكم و برئت من أعدائكم

فأنا بغير و لاكم لا أقنع



صلي الاله عليكم مات أحييت

فكروا و قضت العيون الهج



روي عن اسحاق بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما بين قبر الحسين عليه السلام الي السماء مختلف الملائكه، و عن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبدالله ربما فاتني الحج و أعرف عند قبر الحسين، قال: أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتي قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجه و عشرين


عمره مبرورات متقلاب و ألف غزوه مع نبي مرسل أو امام عادل قال: قلت و كيف لي مثل الموقف، قال: فنظر الي شبه المغضب ثم قال: يا بشير ان المؤمن اذا أتي قبر الحسين يوم عرفه فاغتسل بالفرات ثم توجه اليه كتب الله عزوجل له بكل خطوه حجه بمناسكها و لا أعلمه الا و قال عمره. و عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: خلق الله تعالي كربلاء قبل أن يخلق الكعبه مقدسه مباركه طاهره قبل أن يخلق الله الخلق و قبل أن يكون الكون و لم تزل كذلك حتي جعلها الله أفضل أرض في الجنه و أفضل منزل و مسكن يسكن الله أوليءه في الجنه و هي أعلا و أرفع مساكن الجنه و أنها اذا زلزل الله الأرض و سيرها رفعت كما هي بتربتها نورانيه صافيه فجعلت أول روضه من رياض الجنه و أفضل مسكن في الجنه لا يسكنها الا النبيون و المرسلون و أولوا العزم من الرسل و أنها لتزهو بين رياض الجنه كما يزهو الكواكب الدري لأهل الأرض يغشي نورها أبصار أهل الجنه جميعا و هي تنادي أنا الأرض المقدسه و الطينه المباركه التي تضمنت جسد سيد الشهداء و سيد شباب أهل الجنه أبا عبدالله الحسين. في بعض الأخبار أن الله تعالي لما خلق أرض الكعبه افتخرت و ابتهجت و قالت: من مثلي و قد بني بيت الله علي ظهري و يأتيني الناس من كل فج عميق و جعلت حرم الله و أمنه فاوحي الله تعالي اليها يا أرض الكعبه كفي فوعزتي و جلالي ما فضلتك به فيما أعطيت كربلا الا بمنزله الابره التي أغمست في البحر و لو لا تربه كربلاء ما فضلتك و لو لا ما تضمنته أرض كربلاء ما خلقتك و لا خلقت البيت الذي افتخرت به فقري و استقري و كوني متواضعه ذليله مهينه غير مستنكفه و لا مستكبره علي أرض كربلا و الا سخت بك و أهويت بك في نار جهنم كل ذلك تعظيما للحسين عليه السلام و اجلالا له:



ما لي اذا وضع الحساب وسيله

أنجوبها من حر نار الموعد



الا اعترافي بالذنوب و انني

متمسك بولاء آل محمد



روي في بعض الأخبار أن رجلا جاء الي الصادق عليه السلام و شكا اليه من عله أردته فقال له الصادق عليه السلام: يا هذا ستعمل تربه جدي الحسين عليه السلام فان الله


تعالي جعل الشفاء فيها من جميع الأمراض و أمانا من جميع الخوف و اذا أراد أن يستعملها للشفاء فليأخذ من تلك التربه ثم يقبلها و يضعها علي وجهه و عينيه و ينزلها علي جميع بدنه و يقول: اللهم بحق هذه التربه و بحق من خلقها و بحق جده و أبيه و أمه و أخيه و الأئمه من ولده بحق الملائكه الحافين به الا جعلتها شفاء من كل داء و برء من كل مرض و نجاه من كل خوف و حرزا مما أخاف و أحذر برحمتك يا أرحم الراحمين ثم استعمل من تلك التربه أقل من الحمصه فانك تبري ء باذن الله تعالي. قال الرجل: فوالله اني فعلت ذلك فشفيت من علتي في وقتي و ساعتي من بركات سيدي أبي عبدالله الحسين عليه السلام. و عن اسحاق بن اسماعيل أنه قال: سمعت من الصادق عليه السلام يقول أن لموضع قبر الحسين عليه السلام حرمه معروفه من عرفها و استجار بها أجير فقلت يا مولاي: فصف لي موضعها جعلت فداك فقال: امسح من موضع قبره الآن خمسه و عشرين ذارعا من ناحيه رأسه و من ناحيه رجليه كذلك و عن يمينه كذلك و عن شماله و اعلم أن ذلك روضه من رياض الجنه و منه معراج الملائكه تعرج فيه الي السماء بأعمال زواره و ليس ملك في السموات و لا في الأرض الا و هم يسألون الله عزوجل في زياره قبر الحسين ففوج منهم ينزل و فوج يعرج الي يوم القيامه.



يا جوهر قام الوجود به

و الناس بعدك كلهم عرض



أسهرت عينا أنت قرتها

و لهي عليك و ليس تغمض



و أتهت قلبا أنت منيته

القصوي بحزن فيك يعترض



روي أن الصادق عليه السلام أصابه مرض فأمر مولي أن يستأجر له أجيرا يدعوله بالعافيه عند قبر الحسين عليه السلام فخرج المولي فوجد رجلا مؤمنا علي الباب فحكي له ما أمر به الصادق فقال الرجل: أنا أمضي لكن الحسين امام مفترض الطاعه فكيف ذلك فرجع مولاه و عرفه بمقاله الرجل، فقال الصادق: صدق الرجل في مقاتله لكن لله بقاعا يستجاب في الدعاء فتلك البقعه من تلك البقاع و ان الله عزوجل عوض الحسين عليه السلام من قتله بثلاثه أشياء اجابه الدعاء تحت قبته و الشفاء في تربته و الأئمه من ذريته:



يا بضعه مات بها سيد

ما مثله في الناس من سيد






مات الهدي من بهده و الندا

و العلم و الحلم مع اسؤدد



روي في بعض الأخبار: ان رجلا صالحا قال رفعت الي امرأه غزلا أبيض فقالت لي: ادفع هذا الغزيل الي سدنه مكه ليخيط بها كسوه الكعبه فكرهت أن أدفعه الي الحجيه فقال عليه السلام اشتر به عسلا و زعفرانا و خذ قليلا من طين قبر الحسين عليه السلام و اعجنه بماء السماء و اجعل فيه العسل و الزعفران و فرقه علي أوليائنا المؤمنين ليداووا به مرضاهم، ففعلت ما أمرني مولاي فكل مريض أخذ منه شفي باذن الله تعالي. فيا اخواني ما أطيب نشر فضائلهم الفاضله و ما أعذب ذكر مدائحهم الكامله تقدست أنفس امتنعت عليهم من الهجوع و طهرت أعين سلبت عليهم شآبيب الدموع و ظفر بالنصيب الوافر من والاهم و حصل الشرف الظاهر من مال عمن عادهم، ما ضرهم ما تجرعوه من الآلام لم تكن لحظه واحده فيحلون دار السلم جوار الملك العلام، فيا عيني سحي دموعي و يا جفوني وافقي و أطيعي، فعلي الأطائب من أهل البيت فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون، أو لا تكونون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان فنظم و قال فيهم: