بازگشت

الباب 1


اعملوا أعزكم الله بقيام الدين، و أحياكم و أماتكم علي سنه سيد المرسلين أن نور الاسلام ما ظهر و لا استقام الا بعلي عليه الصلاه و السلام، و جهاده بين يدي سيد الانام لا ظهار الاسلام، فقتل الرجال وجدل الأبطال في حومه النزال، فلم يبق بيت من قريش الا و عمل صليل حسامه في جوانبه، و أخني علي أهله و أقاربه، لا جرم بغضه أهل الشقاق فأبطنوا الخلاف و أظهروا الوفاق فحين عرف النبي ذلك من ضمائرهم اذ هو المطلع علي ما في سرائرهم، قام فهيم بالوصيه فيه و في ذريته و بنيه مقاما بعد مقام حتي أسمع كافه الاسلام فلم يسعهم الا القبول في الظاهر لما يقول: فلما توفي صلي الله عليه و آله ارتدوا و قصدوه و اساءوا الي وصيه و قتلوه و ثنوا ببنيه و أشياعه و مواليه فحقت عليهم كلمه الكفر بالأر تداد التي وعدهم بها رب العباد. روي عن ابن عباس قال: حضرت مسأله فعجز عمر عن ردها، فقال ما تقولون يا صحابه رسول الله من ترون يقوم بجواب هذه المسأله؟ فقالوا: أنت أعرف منا، قال: كلنا و الله يعلم ابن بجدتها و الخبير بها، فقالوا: لعلك أردت علي بن أبي طالب، قال و اني يعدل بي عنه قالوا: لو بعثت اليه لأتاك، قال: هيهات هناك شمخ من هاشم و أثره من علم يؤتي لا يأتي،قوموا بنا اليه فقام القوم بأجمعهم فاذا هو عليه السلام في حائط له متك علي مسحاه في يده


يتلو قوله تعالي: أيحسب الانسان أن يترك سدي ألم يك نطفه من مني يمني و دموعه تجري علي خديه فأجهش القوم لبكائه ثم سكن و سكنوا، فأصدر اليه عمر مسأله وأدي علي جوابها، فقال يا أبا الحسن لقد أدراك الحق و لكن أبي قومك فقال: يا أبا عمر حفص حفظ عليك من هنا و من هناك ان يوم الفصل كان ميقاتا فلما أراد عمر الانصراف و قال: أؤنسك يا ابن عباس؟ قال ابن عباس فأخذ بيدي و قال: يا ابن عباس لقد كان ابن عمك أحق بهذا الأمر لولا ثلاث، قلت و ماهي؟؟ قال: حداثه سنه و محبته لأهل بينه و بغض قريش له، قال: فقلت يا أمير المؤمنين أتأذن لي في الجواب؟ فقال قل، فقلت: أما حداثه سنه فوالله ما استحدثه الله حين جعله أخا لنبيه و جعل نفسه كنفسه، وأما محبته لأهل بيته فقد عمل بقول الله تعالي فيهم (قل لا أسألكم عليه أجرا الا الموده في القربي) و أما بغض قريش له فعلي من نقمت قريش أعلي الله حيث أمر رسوله بحربها؟ أم علي رسوله حيث أمر عليا بقتالها أم علي علي حيث أطاع رسوله فيها؟ قال فجذب يده و قال: يا ابن عباس انك لتغرق من بحر فانظروا يا اخواني الي ما في ضمائرهم من الأحقاد حيث قتل بسيفه منهم الآباء و الأولاد امتثالا لأمررب العباد، طلبوا نيل مفاخره الجميله فعجزوا عنها و أعيتهم وجوه الحيله فلما صارت أزمه الأمور اليهم و وردوها عليهم صوبوا صوائب المصائب في ذريته و بينه و شيعته و محيبه. فلا تري الا قتيلا علي وجه الثري أو مأسورا قد أضربه طول السري أو نسوه حواسر علي أقتاب الجمال تتصفح وجوههم الرجال يندبن جدهم المصطفي و أباهم المرتضي و أمهم الزهراء يساربهم بالعنف الشديد الي أشر العبيد كأنهم أساري بعض اليهود و النصاري، و لله در من قال من الرجال:



يا للرجال لعظم هول مصيبه

جلت مصيبتها و خطب هايل



الشمس كاسفه لفقد امامنا

خير الخلائق و المام العادل



يا خير من ركب المطي و من مشي

فوق الثري من محتف أو ناعل



يا بن النبي لرزءكم هدم الهدي

و الحق أصبح خاضعا للباطل



روي عن أبي سلمه قال: حججت مع عمر بن الخطاب فلما صرنا بالأبطح فاذا بأعرابي قد أقبل علينا فقال يا عمر اني خرجت من منزلي و أنا حاج


محرم فأصبت بيض النعام فاجتنيت و شويت و أكلت فما يجب علي؟ قال: ما يحزني في ذلك شي ء فاجلس لعل الله فرج عنك ببعض اصحاب محمد صلي الله عليه و آله فاذا بامير المؤمنين عليه السلام قد أقبل و الحسين يتلوه؛ فقال عمر يا أعرابي هذا علي بن ابي طالب فدونك و مسألتك فقام الأعرابي فسقله فقال علي عليه السلام: يا أعرابي سل هذا الغلام عندك يعني الحسين عليه السلام فقال الأعرابي انما يحيلني كل واحد منكم علي الآخر فأشار اليه ويحك هذا ابن رسول الله فاسأله، فقال الأعرابي: يا بن رسول الله اني خرجت من بيتي حاجا محرما وقص عليه القصه، فقال الحسين عليه السلام: ألك ابل؟ قال نعم، قال: خذ بعدد البيض الذي اصبت نوقا فاضربها بالفحوله فما فضلت فاهدها الي بيت الله الحرام، فقال عمر يا حسين: النوق يزلقن، فقال الحسين يا عمر: ان البيض يمرقن، فقال صدقت و بررت فقام فقام علي عليه السلام و ضمه الي صدره وقال: ذريه بعضها من بعض والله سميع عليم فوا عجباه من قوم عرفوا فضائلهم الكريمه وارتكبوا منهم هذه الأفعال العظمه ولكنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ولله در من قال:



مطهرون نقياب ثيابهم

تجري الفصلاه عليهم أين ماذكروا



من لم يكن علويا حين تنسبه

فما له من قديم الدهر مفتخر



والله لما بدأ خلقا فأتفنه

صفاكم واصطفاكم أيها البشر



فأنتم الملأ الأعلا و عندكم

علم الكتاب و ما جاءت به السور



روي بشار بن عبدالله قال: دخلت علي مولاي الصادق عليه السلام و هو يومئذ مقيم بالكوفه فرأيت قدامه طبقا فيه رطب وهو يأكل منه فقال لي: يا بشار ادن فكل معي من هذا الرطب فقلت هناك الله به وجعلني فداك فقال لي: لم لا تأكل؟ فقلت: اني في هم عظيم من شي رأيته الآن في طريقي هذا قد أوجع قلبي وآهاج حزني فقال لي: بحقي عليك الاما أخبرتني بما رأيت فقلت يا مولاي: رأيت ظالما يضرب امرأه و يسوقها الي البحس وهي تنادي المستغاث بالله و برسول الله و لم يغثها أحد من الناس، فقال: ولم فعل بها ذلك؟ فقلت: سمعت من الناس يقولون انها عثرت بحجر وهي تمشي فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمه


الزهراء؛ فسمعها هذا الجواز فصنع بها ما سمعت، قال فقطع الصادق عليه السلام اكله و تظاهر حزنه ولم يزل يبكي حتي ابتل منديله ولحيته وقال لي: نغصب علي يا بشار قم بنا الي الي مسجد سهيل لندعوا الله عزوجل و نسأله خلاص ذه المرأه قال: و وجه بعض أصحابه الي باب السلطان و قال له: لا تبرح حتي تأتيني بالخبر الصحيح فان حدث في المرأه حدث سر الينا حيث كنا، فسرنا الي مسجد السهله وصلي كل منا ركعتين لله عزوجل، ثم رفع الصادق عليه السلام يديه بالدعاء و ابتهل الي الله تعالي بالثناء ثم خر ساجدا لله ساعه ثم رفع رأسه و قال: الحمدلله، قم يا بشار أطلقت الرأه، فبينما نحن علي الطريق اذ أتانا الرجل الذي وجهه الصادق الي باب السلطان فقال له: ما الخبر؟ فقال أطلقت المرأه فقال كيف كان اطلاقها قال: كنت واقفا عند باب السلطان اذ خرج الحاجب دعا المرأه و قال لها: ما الذي تكلمت به؟ قالت عثرت بحجر فقلت لعن الله ظالميك يا فاطمه الزهراء، ففعل بي ما ترون قال: فناولها مأتي درهم و قال خذي هذا المال واجعلي السلطان في حل فأبت أن تأخذها و انصرفت الي منزلها فقال الصادق عليه السلام: أبت أن تأخذها و هي و الله محتاجه اليها؛ ثم أنه عليه السلام أخرج من جيبه صره فيها سبعه دنانير لم يكن عنده غيرها، و قال لي: اذهب أنت يا بشار الي منزلها و اقرأها عني السلام؛ فقالت: بالله عليك أقرأني مولاي الصادق السلام؟ فقلت: أي و الله، فخرت ساجده لله ساعه و رفعت رأسها و قالت: أقرأني مولاي السلام؟ فقلت نعم فسجدت لله شكرا حتي فعلت ذلك ثلاث مرات، فقلت لها يا أمه الله خذي ما أرسله اليك سيدي و أبشري بالجنه. فأخذت و استبشرت و شكرته علي ذلك و قالت يا بشار: اسأله أن يستوهب أمه الله من الله تعالي قال فرجعت اليه وحدثته بما جري فجعل يبكي و يقول: غفر الله لها. فتكفروا يا اخواني بمصائب ساده الناس و ما حل بهم من الكفره الأرجاس أزالوهم عن مناصبهم التي أحلهم الله فيها و دفعوهم عن الدرجه التي لم يصلوا اليها، فهذه القضيه أصل كل بليه ان كنت تعيها و لأن علا نحيبي من هذا المصاب فلعظم ما في قلبي من الحزن و الا كتئاب و عظم شوقي و تزايد زفرتي غير خفي علي موالي و سادتي و لله در من قال:




سلوا ضمائركم عني فان وجدت

غير الصفا فلوموني علي الكدر



فان وفت فأنا ذاك الوفي علي

ما تعهدون الي أن ينقضي عمري



فعلي الأطائب من أهل بيت الرسول فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان فنظم و قال فيهم: