بازگشت

الباب 3


أتظنون أيها المؤمنون اخوانكم أصحاب الحسين عليهم السلام عظمت عليهم تلك الآلام أوء أضرت بهم تلك الجراح في ميدان الكفاح؟ لا و خالق الأرواح أليس هم بعين الملك الجبار؟ أليس هم في نصره النبي المختار؟ أما هم الذين باعوا الدنيا بالآخره في نصره الذريه الطاهره؟ لقد و الله شاهدوا مقاعدهم في الجنان مشاهده الحضور و العيان، و علموا أنهمن قادمون عليا فبذلوا و سارعوا اليها و لله در من قال فيهم:




قوم اذا حضر الوغي لم يسألوا

حذر المينه عن سبيل الهارب



و اذا الكماه تطاعنوا ألفيتهم

يتقدمون الي مكان الضارب



فيا حبذا نجم سعدهم اللأح و يا طيب نشر عطرهم الفائح، كيف لا و قد تحقق أن القتيل في سبيل الملك الجليل لا يجب له التغسيل لما ورد في الخبر عن سيد البشر: (رمولهم بدمائهم فانهم يحشرون يوم القيامه تشخب أوداجهم دما اللون لون الدم و الريح ريح المسك) فيا اخواني هل هذا الا لمكرته حصلوها و فضيله أدركها؟ و ذلك هو الحظ العظيم و النيل الجسيم، نقل أنه لما قدم الحسين عليه السلام الي أرض كربلاء كان معه اثنان و سبعون رجلا و ثلاثون فارسا و أربعون راجلا و كان عسكر ابن سعد سبعين ألف فارس فحملوا بأجمعهم علي الحسين و أصحابه عليهم السلام فأمر ابن سعد برميهم في السهام فرموهم بها حتي صار جسد الحسين كالقنفذ و جرحوه في بدنه ثلاثمائه و نيفا و عشرين جرحا بالرماح و السيوف و النبل و الحجاره، حتي انه عليه السلام حجم عنهم و ضعف عن القتال فطعنه (سنان) بسنانه فصرعه الي الأرض فابتدر اليه (خولي) ليحتز رأسه فارتعد و رجع عن قتله، فقال له الشمر: فت الله عضدك ما لك ترعد؟ ثم ان الشم نزل عن فرسه و دنا الي الحسين فذبحه كما يذبح الكبش! ألا لعنه الله علي القوم الظالمين، و كان عدد من قتل مع الحسين من أهل بيته و عشيرته عليه السلام ثمانيه عشر نفسا، فمن أولاد علي سته و هم العباس و عبدالله و جعفر و عثمان و عبيدالله و أبوبكر، و من أولاد الحسين عليه السلام اثنان و هما: علي بن الحسين و عبدالله الطفل المذبوح بالسهم، و من أولاد الحسن عليه السلام ثلاثه و هم: القاسم و أبوبكر و عبدالله، و من أولاد عبدالله بن جعفر بن أبي طالب اثنان و هما: محمد و عون، و من أولاد عقيل ثلاثه و هم: عون و جعفر و عبدالرحمن؛ و من أولاد مسلم بن عقيل اثنان و هما: عبدالله بن مسلم و عبيدالله بن مسلم. فهؤلاء ثمانيه عشر نفسا من أهل البيت عليهم السلام قتلوا مع الحسين عليه السلام و كلهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين في مشهده، و انهم حفر لهم حفيره عميقه و ألقوا فيها جميعا و سوي عليهعم التراب رحمه الله عليهم، و أما العباس فانه دفن ناحيه عنهم في موضع المعركه عند (المسناه) و قبره ظاهر علي ما هو الآن، و ليس لقبور اخوته


و بني عمه الذين لهم أثر ظاهر و انما يزورهم الزائر عند رجلي الحسين و يومي الي الأرض و يشير اليهم بالسلام و علي بن تاحسين من جملتهم، و قيل انه أنه ألي قبر أبيه، وأما أصحاب الحسين الذن قتلوا معه من سائر الناس و هم ثاثه وخمسون رجلا فانهم دفنوحوله وليس لهم أجداث علي الحقيقه، و لا شك أنهم في الحائر المقدس علي ما نقل من الثقاه و الحائر محيط بهم رضوان الله عليهم أجمعين، و أما رأس الحسين عليه السلام فنقل عن بعض علمائنا أنه رد من الشام و دفن مع جسده الشريف و في خبر آخر عن صادق عليه السلام: أنه بلغ في ميسره من المدينه الي الغري شرفه الله تعالي و معه ابنه اسماعيل و جماعه من أصحابه نزل. عن دابته في موضع عند الغري قريبا من القبر مما يلي الرأس و زار الحسين عليه السلام و صلي عنده ركعتين فقال له بعض من كان معه: يا بن رسول الله أليس رأس الحسين بعث الي الشام الي يزيد؟ فقال: بلي ولكنه رجل من موالينا اشتراه من بعد موت يزيد و أتي به الي هذا الموضع و دفنه هنا، و ليس هذا ببعيد و كذلك اشتهر بين الأصحاب زيارته من عند رأس قبر أبيه و جاء في بعض الأخبار أنه كان للحسين أربعه أولاد ذكور و هم علي بن الحسين الأكبر و كان عمره يوم قتل مع أبيه سبع عشر سنه، و علي بن الحسين الأضغر و هو الامام عليه السلام الذي عاش بعد حياه أبيه و جعفر بن الحسين عليه السلام مات في حياه أبيه و دفن بالمدينه، و لا بقيه له، و عبدالله بن الحسين عليه السلام هو الطفل الذي قتل في حجر أبيه جاءه سهم ميشوم و هو يستقي له من القوم ماءا فجاءه السهم في نحره فذبحه من الأذن الي الأذن فجعل أبوه الحسين عليه السلام يلقي الدم من نحوه و يرمي به الي السماء الي الأذن فجعل أبوه الحسين عليه السلام يلقي الدم من نحره و يرمي به الي السماء فلا يسقط منه قطره و هو مع ذلك يبدي الشكايه الي الله تعالي و يبكي و يقول: قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم علي انتهاك حرمه الرسول! علي الدنيا بعدك العفا. فانظروا يا اخواني بعيون بصائرك مصاب العتره الطاهره و اعلموا فكركم فيما أصابهم من الفئه الفاجره أتدرون اذا حزنتم علي المصاب أي شي ء تحوزون من الأجر و الثواب؟



لقد طال ما أسهر أجفاني

تمثلهم في خاطري و جناني



و لله در من قال:




حتي متي و الي متي تتصبر

فلمثل هذا اليوم دمعك يذخر



اليوم فلتذب النفوس كآبه

و علي الخدود من المحاجر تقطر



روي عم الامام أبي عبدالله قال: سمعت أبي يقول أن فاطمه عليها السلام كانت تأتي قبور الشهداء فتبكي ثم تأتي قبور تالبقيع بين اليوم و اليومين فكانت اذا و هجتها الشمس تفيأت بطل أراكه هناك فبلغ الرجلين ذلك فبعثا فقطعا الاراكه فلا جرم لقد كانت الاراكه سببا لأعمال سيوف فتاكه في نسلها و بينها و ولدها و ذريتها و لله در من قال:



ستعلم في الحساب اذا التقينا

غدا عند الاله من الظلوم



الي ديان يوم الدين نمضي

و عند الله تجتمع الخصوم



روي عن الصادق عليه السلام؛ أنه اذا هل هلال عاشور اشتد حزنه و عظم بكاؤه علي مصاب جده الحسين عليه السلام و الناس يأتون اليه من كل جانب و مكان يعزونه بالحسين و يبكون و ينوحون علي مصاب الحسين عليه السلام فاذا فرغوا من البكاء يقول لهم: أيها الناس اعلموا أن الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء و هو عليه السلام دائما ينظر الي موضع عسكره و مصرعه و من حل فيه من الشهداء و ينظر الي زواره و الباكين عليه و المقيمين العزاء عليه و هو أعرف بهم و باسمائهم و أسماء آبائهم و بدرجاتهم و منازلهم في الجنه و انه ليري من يبكي عليه فيستغفر له و يسأل جده و أباه و أمه و أخاه أن يستغفروا للباكين علي مصابه و المقيمين عزاءه و يقول لو يعلم زائري و الباكي علي لينقلب الي أهله مسرورا و ما يقوم من مجلسه الا و ما عليه ذنب و صار كيوم و لدته أمه. و عنه عليه السلام أنه قال: لما قتل الحسين عليه السلام بكت عليه السماوات السبع و من فيهن من الجن و الانس و الوحوش و الدواب و الأشجار و الأطيار و من في الجنه و النار و ما لا يري كل ذلك يبكون علي الحسين عليه السلام و يحزنون لأجله الا ثلاث طوائف من الناس فانها لم تبك عليه أبدا، فقيل فمن هذه الثلاثه التي لم تبك علي الحسين؟ فقال هم: أهل دمشق، و أهل البصره و بنو أميه لعنه الله علي الظالمين فيا عجبا من القلوب القاسيه و النفوس العاصيه! كيف لا تبكي لمن بكاه محمد المصطفي و علي المرتضي و فاطمه الزهراء سيده


النساء و ملائكه السماء و ما بينهما و ما تحت الثري؟ فعلي الأطلئب من أهل البيت فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان فنظم و قال فيهم: