بازگشت

الباب 1


يا اخواني: لو تصور المحب لآل الرسول ما لا قوا من الخطب المهول لا ختاروا الموت و الفنا علي الحياه و ابقا، و كيف لا و الحسين عليه السلام مجدل فوق الرمال معلي رأسه رمح ميال و ذراريه تسبي حسرا علي الجمال يطاف بهم في البلاد مقدين في الأصفاد كل هذا و الدموع جامده و العيون راقده بهم في البلاد مقيدين في الأصفاد كل هذا و الدموع جامده و العيون راقده و الأصوات خامده فسيلوا رحمكم الله علي هذا المصاب شآبيب الهتان و تجلببوا جلابيب الاكتئاب و الأحزان و أظهروا النوح و العيول علي هذا الرزء الجليل أما عملمتم انكم توافقون الملائكه في ثوابهم و تواسون النبي في الحزن علي مصابهم أما تحبون أن يرضي عنكم مبدع الموجودات، أما تريدون أن تكونوا بذلك آمنين من الكربات يوم عرض الخلائق علي رب السماوات، فان من لم يحزن لمصابهم فليس هم من أتباعهم و أحبائهم، و لله در من قال:



يا لكرب بكربلاء عظيم

و لرزء علي النبي ثقيل



كم بكي جبريل مما دهاه

في بينه صلوا علي جبريل



سوف تأتي الزهراء تلتمس

الحكم اذا حان محشر التعديل



و أبوها و بعلها و بنوها

حولها و الخصام غير قليل



و تنادي يا رب ذبح أولادي

لماذا و أنت خير مديل






فيناد بمالك الهب النار

و أجج و خذ بأهل الغلول



يا بني المصطفي بكيت و أبكيت

و نفسي لم تأت بعد بسول



ليت روحي ذابت دموعا

فأبكي للذي نالكم من التذليل



و متي كادني النواصب فيكم

حسبي الله و هو خير وكيل



روي عن سيد البشر فيما جاء من الخبر أنه قال: من ذكر الحسين عليه السلام عنده فخرج من عينه من الدموع بقدر جناح الذبابه كان ثوابه علي الله تعالي و لم يرض له بدون الجنه جزاء. و هن أبي هارون المكفوف أنه قال، قال لي الصادق عليه السلام يا أبا هارون أنشد لي في الحسين شعرا فأنشدته قصيده فبكا بكاءا شديدا و كذلك أصحابه فقال زدني قصيده أخري فأنشدته فبكي طويلا و سمعت أيضا نحيبا من وراء الستر من أهل بيته و لم أزل أسمع نحيب عياله و أهل بيته حتي فرغت من انشاد القصيده فلما فرغت قال لي يا أبا هارون من أنشد في الحسين عليه السلام شعرا فبكي أو أبكي واحدا كتب الله له «و لهما» الجنه. و حكي دعبل الخزاعي قال: دخلت علي سيدي و مولاي علي بن موسي الرضا عليه السلام في مثل هذه الأيام فريته جالسا جلسه الحزين الكئيب و أصحابه من حوله فلما رآني مقبلا قال لي مرحبا بك يا دعبل مرحبا بناصرنا بيده و لسانه، ثم انه وسع لي و أجلسني الي جانبه ثم قال لي يا دعبل أحب أن تنشدني شعرا فان هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت و أيام سرور كانت علي أعدائنا خصوصا بني أميه، يا دعبل من بكي أو أبكي علي مصابنا و لو كان واحدا أجره علي الله يا دعبل من ذرفت عيناه علي مصابنا و بكي لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا يا دعبل من بكي علي مصاب جدي الحسين غفر الله له ذنوبه البته ثم انه عليه السلام نهض و ضرب سترا بيننا و بين حرمه و أجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا علي مصاب جدهم الحسين عليه السلام ثم التفت الي و قال يا دعبل أرث الحسين فأنت ناصرنا و مادحنا ما دمت حيا فلا تقصير عن نصرتنا ما استطعت. قال دعبل: فاستعبرت و سالت عبرتي و أنشأت أقول:



أفاطم لو خلت الحسين مجدلا

و قد مات عطشانا بشط فرات



اذا للطمت الخد فاطم عنده

و أجريت دمع العين في الوجنات






أفاظم قومي يا ابنه الخير و اندبي

نجوم سماوات بأرض فلات



قبور (بكوفان)و أخري بطيبه

و أخري (بفخ) نالها صلوات



قبور ببطن النهر من جنب (كربلا)

معرسهم فيها بشط فرات



توفوا عطاشي بالعري فليتني

توفيت فيهم قبل حين وفاه



الي الله أشكوا لوعه عند ذكرهم

سقتني بكأس الثكل و الصعقات



اذا فخروا يوما أتوا بمحمد

و جبريل و القرآن و السورات



وعدوا عليا ذا المناقب و العلي

و فاطمه الزهراء خير بنات



و حمزه و العباس ذا الدين و التقي

و جعفرها الطيار في الحجبات



أولئك مشؤمون هندا و حربها

سميه من نوكي و من قذرات



هم منعوا الآباء من أخذ حقهم

و هم تركوا الأبناء رهن شتات



سأبكيهم ما حج لله راكب

و ما ناح قمري علي الشجرات



فيا عين أبكيهم وجودي بعبره

فقد آن للتسكاب و الهملات



بنات زياد في القصور مصونه

و آل رسول الله منهتكات



و آل زياد في الحصون منيعه

و آل رسول الله في الفلوات



ديار رسول الله أصبحن بلقعا

و آل زياد تسكن الحجرات



و آل رسول الله نحف جسومهم

و آل زياد غلط القصرات



و آل رسول الله تدمي نحورهم

و آل زياد ربه الحجلات



و آل رسول الله تسبي حريمهم

و آل زياد آمنوا السربات



اذا وتروا مدوا الي واترهم

أكفا عن الأوتار منقبضات



سأبكيهم ما در في الأرض شارق

و نادي منادي الخير للصلوات



و ما طلعت شمس و حان غروبها

و بالليل أبكيهم و بالغدوات



فيا اخواني: كيف لا يحق لنا البكاء عليهم و اظهار الجزع و الاكتئاب لديهم و هم أعلام الرحمن و أمناء القرآن. روي عن الباقر عليه السلام أنه قال: أيما مؤمن ذرفت عيناه علي مصاب الحسين عليه السلام حتي تسيل علي خده بوأه الله في الجنه غرفا يسكنها أحقابا؛ و أيما مؤمن مسه أذي فينا صرف الله عن وجهه الأذي يوم القيلمه و آمنه من سخط النار. و عن الصادق عليه السلام أنه قال: من ذكرنا عنده


ففاض من عينه دمع و لو مثل رأس الذبابه غفر الله له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر، و عنه عليه السلام أنه قال: رحم الله شيعتنا لقد شاركونا في المصيبه بطول الحزن و الحسره علي مصاب الحسين عليه السلام و عنه عليه السلام قال: من بكي أو أبكي فينا مائه فله الجنه، و من بكي أو أبكي خمسين فله الجنه، و من بكي أو أبكي ثبلثين فله الجنه. و من بكي أو أبكي عشره فله الجنه، و من بكي أو أبكي واحدا فله الجنه، و من تباكي فله الجنه، و من لم يستطع أن يبكي فليقشعر جلده من الحزن فيا اخواني انظروا الي عظم فضيله البكاء علي هذا الشخص الرباني و اغسلوا درن ذنوبكم بماء دموعكم، و نعوذ بالله من عين لا تدمع و قلب لا يخشع.

روي انه لما أخبر النبي صلي الله عليه و آله ابنته فاطمه بقتل ولدها الحسين و ما يجري عليه من المحن بكت فاطمه عليها السلام بكاءا شديدا و قالت: يا أبتي متي بكون ذلك؟ قال: في زمان خال مني و منك و من علي، فاشتد بكاؤها و قالت: يا أبه فمن يبكي عليه؟ و من يلتزم باقامه العزاء له؟ فقال النبي صلي الله عليه و آله: يا فاطمه ان نساء أمتي يبكون علي نساء أهل بيتي و رجالهم يبكون علي رجال أهل بيتي، و يجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنه، فاذا كان يوم القيامه تشفعين أنت للنساء و أنا أشفع للرجال، و كل من بكي منهم علي نصاب الحسين ؤخذنا بيده و أدخلناه الجنه يا فاطمه كل عين باكيه يوم القيلمه الا عين بكت علي مصلب الحسين فانها ضاحكه مستبشره بنعيم الجنه. فيا اخواني أكثروا البكاء و العويل علي هذا العزيز الجليل لتفوزوا بالثواب الجزيل من الرب الليل فان الله جعل متابعتنا لهم فيما أمكن من افعال، و بكاؤنا عليهم بالدمع السجال، و بعث عيوب أعدائهم أهل الضلال قائما مقام الجهاد معهم في يومن القتال، كما ورد في الخبر عن وص سيد البشر أنه قال لأصحابه: الزموا بيوتكم و اصبروا علي البلاء و لا تتحركوا بأيديكم و سيوفيكم و سيوفكم و هوي ألسنتكم و لا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم فانه من مات منكم علي فراشه و هو علي معرفه من حق ربه و حق رسوله و آل رسوله كان كمن مات شهيدا و وقع أجره علي الله تعالي و استوجب ثواب ما نوي من صالح عمله و قامت النيه مقام اصالته و جهاده بسيفه ويده و ان لكل شي ء أجلا


و انتهاءا. فعلي الأطألب من أهل بيت الرسول، فلبيك الباكون، و اياهم فليندب النادبون، و لمثلهم تذرف الدموع من العيون، أو لا تكونون كبعض ماديحهم حيث عرته الأحزان و الأشجان، فنظم و قال فيهم: