بازگشت

الباب 3


اعملوا أيها الأمه أن الأئمه كثيره جمه كلما كتمها المبغضون نمت اشتهار و كلما سترها الحاسدون انكشفت اظهار حتي من الخصوم في مصنفاتهم و أخبارهم و رواياتهم و في ذلك تكمل الحجه و تستتم عليهم المحجه و لله در من قال:



و مليحه شهدت لها ضرائها

و الفضل ما شهدت به ضراء



روي من طريق الخصم، عن البلخي يرويه متصلا عن مشايخه قال كانت فاطمه عند رسول الله في شكاته التي قبض فبكت حتي ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم طرفه اليها فقال: حبيبتي فاطمه ما الذي يبكيك قالت: أخشي الضيعه من بعدك فقال: يا حبيبتي أما عملت أن الله قد اطلع الي الدنيا اطلاعه فاختار منها أباك فبعثه برسالته و اطلع اطلاعه أخري فاختار منها بعلك و أوحي الي أن أزوجك به يا فاطمه نحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعطها لأحد قبلنا و لا يعطي لأحد بعدنا؛ أنا خاتم النبيين و أكرم النبيين علي الله و أحب المخلوقينن اليه و وصي خير الأوصياء و أحبهم الي الله تعالي و هو بعلك و شهيدنا خير الشهداء و أحبهم الي الله تعالي و هو حمزه بن عبد المطلب عم أبيك و بعلك، و منا من له جناحان أخضران يطير بهما في الجنه مع الملائكه حيث يشاء و هو ابن عم أبيك و أخو بعلك، و منا سبطا هذه الأمه و هما ابناك الحسن و الحسين عليهما السلام و هما سيدا شباب أهل الجنه و أبوهما و الذي بعثني بالحق خير منهما، يا فاطمه و الذي بعثني بالحق ان منهما مهدي هذه الأمه اذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و تقطعت السبل و أغاز بعضهم علي بعض فلا كبير يرحم صغيرا و لا صغيرا يوقر كبيرا فيبعث الله عند ذلك منن فتح حصون الضلاله و يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به أول الزمان و يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، لا تحزني و لا تبكي فان الله أرحم بك و أرأف عليك لمكانك مني و موقعك و موقعك من قلبي و زوجك


الله بعلي و هو أشرف أهل بيتك حسبا و أعلاهم منصبا و أرحمهم بالرعيه و أعدالهم بالسويه و أبصرهم بالقضيه و قد سألت ربي أن تكوني أول من يلحقني فلم تبق بعده الا خمسه و سبعون يوما حتي ألحقها الله به. و بالاسناد المذكور قال: قال رسول الله فيأتي المهدي و قد نزل عيسي بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي تقدم صل بالناس فيقول عيسي انما أقيمت الصلاه لك. فيصلي عيسي ثم خلفه رجل من ولدي فاذا صليت الصلاه قام عيسي حتي جلس في المقام فبايعه فيمكث أربعين سنه أول الآيات في زمان الدجال ثم نزول عيسي ثم نار تخرج من بحر عدن تسوق الناس الي المحشر، فيا اخواني أي فضل أعظم من فضل أئمتكم و أي حق أوجب من حق صفوتكم شهد القرآن بفضلهم و أكد الله علي الناس بحقهم فقال فيما أوحي علي لسان الرسول صلي الله عليه و آله و سلم: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا الموده في القربي) فجعل جزاء الاسلام و الخلاص من النار محبه الآل الأطهار فانظروا الي الباء الذي رفع بسبب مودتهم عنكم و لكن علي قدره المحبه لهم منكم و لله در من قال:



و اني قد عقلت بحب قوم

اذا ناداهم المضطر جاءوا



هم القوم الذي اذا ألمت

من الأيام مظلمه أضاءوا



و ان بلادهم ما قد عملتم

علي الأيام أن يقع البلاء



بمديحهم يسعتين المادحون فيتسع لهم المقال فيما يقول كأن لهم الصيب الكامل بل الكل لديهم حاصل و ان كان لغيرهم شي ء من الشرف فمن بحرهم أخذ و اغترف.

روي جمع من الصحابه قالوا: دخل النبي دار فاطمه فقال: يا فاطمه ان أباك اليوم ضيفك فقالت يا أبه ان الحسن و الحسين يطالباني بشي ء من الزاد فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به ثم أن النبي دخل و جلس مع علي و الحسن و الحسين و فاطمه عليهم السلام و فاطمه متحيره ما تدري كيف تصنع ثم أن النبي نظر الي السماء ساعه و اذا بجبرائيل قد نزل و قال يا محمد العلي الأعلي يقرؤك السلام و يخصك بالتحيه و الكرام و يقول لك قل لعلي و فاطمه و الحسن و الحسين أي شي ء يشتهون من فواكه الجنه؟ فقال النبي يا علي و يا فاطمه و يا حسن و يا حسين ان رب العزه


عليم أنكم جياع فأي شي ء تشتهون من فواكه الجنه؟ فأمسكوا عن الكلام و لم يردوا جوابا حياء من النبي فقال الحسين عن اذنك يا أباه يا أمير المؤمنين و عن اذنك يا أماه يا سيده نساء العالمين و عن اذنك يا أخاه الحسن الزكي اختار لكم شيئا من فواكه الجنه فقالوا جميعا قل يا حسين ما شئت فقد رضينا بما تختاره لنا فقال: يا رسول الله قل لجبرائيل انا نشتهي رطبا جنيا، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: قد علم الله ذلك ثم قال: يا فاطمه قومي ادخلي البيت و احضري اليا ما فيه فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور مغطي بمنديل من السندس الأخضر و فيه رطب جني في غير أوانه فقال النبي: أني لك هذا؟ قالت هو من عندالله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب «كما قالت بنت عمران» فقام النبي و تناوله منها و قدمه بين أيديهم ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم ثم أخذ رطبه فوضعها في فم الحسين فقال هنيئا مريئا يا حسين ثم أخذ رطبه ثالثه فوضعها في فم فاطمه الزهراء، و قال: هنيئا مريئا يا حسن ثم أخذ رطبه ثالثه فوضعها في فم فاطمه الزهراء، و قال هنيئا مريئا لك يا فاطمه الزهراء ثم أخذ رطبه رابعه فوضعها في فم علي و قال: هنيئا مريوا لك يا علي ثم ناول عليا رطبه أخري و النبي يقول له: هنيئا لك يا علي ثم وثب النبي قائما ثم جلس ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب فلما اكتفوا و شبعوا ارتفعت المائده الي السماء باذن الله تعالي فقالت فاطمه: يا أبه لقد رأيت اليوم منك عجبا، فقال يا فاطمه: أما الرطبه الأولي التي وضعتها في فم الحسين، و قلت له: هنيئا يا حسين فاني سمعت ميكائيل و اسرافيل يقولان: هنيئا لك يا حسين فقلت أيضا موافقا لهما بالقول هنيئا لك يا حسين ثم أخذت الثالثه فوضعتها في فمك يا فاطمه فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان و هن يقلن هنيئا لك يا فاطمه فقلت: موفقا لهن بالقول و لما أخذت الرابعه فوضعتها في فم علي سمعت النداء من الحق سبنه و تعالي يقول هنيئا مريئا لك يا علي فقلت موافقا لقول الله عزوجل، ثم ناولت عليا رطبه أخري و أنا أسمع صوت الحق سبحانه و تعالي يقول هنيئا مريئا لك يا علي، ثم قمت اجلالا لرب العزه جل جلاله فسمعته يقول: يا


محمد و عزتي و جلالي لو ناولت عليا من هذه الساعه الي يوم القيامه رطبه رطبه لقلت له هنيئا مريئا بغير انقطاع فيا اخواني هذا هو الشرف ارفيع و الفضل المنيع و لله در من قال:



لمثل علاهم ينتهي المجد و الفخر

و عند نداهم يخجل الغيث و البحر



و عمر سواهم في العلي مثل يومهم

اذا ما قدرا و يومهم عمر



و أيامهم بيض اذا اسود حادث

و أسيافهم حمر و أكنافهم خضر



ملتكم فلا عدوي حكمنم فلا هوي

عملتم فلا دعوي علوتم فلا كبر



و ذكركم في كل شرق و مغرب

علي الناس يتلي كلما تلي الذكر



فيا اخوان كيف الصبر لمن يتأمل مولاه الحسين عليه السلام واقفا في عرصه كربلاء و هو ينادي ألا هل من نصير آل محمد المختار ألا هل من ذاب يذب عن الذريه الأطهار أين الثقاه البرره أين الأتقياء أين من أوجب حقا عليه الاسلام أين الوصيه فينا من الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فوا عجباه من غفله أهل هذا الزمان و اشتغالهم عن اقامه فينا عزاء الشهيد العطشان و ما عذر أهل الايمان في اضاعه البكاء و الأحزان علي سيد شباب أهل الجنان و نسل سيد ولد عدنان ألم يعلموا أن النبي أضحي لمصابه موتورا و لقتله مضطهدا مقهورا و كيف لا نبكي لبكاء الزهراء و كيف لا نحزن المرتضي و كيف لا ننوح لقتل الامام المنبوذ بالعراء لنفوز بثواب هذا المصاب و نحوز الجنه يوم المآب فعلي الأطائب من أهل بيت الرسول فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكون كبعض ما دحيهم حيث عرته الأحزان و تتابعت عليه الأشجان فنظم و قال فيهم.