بازگشت

الباب 2


أيها الاخوان: الطريق واضح و الحق بين لائح لا يضل عنه الا من دان الله علي قلبه و طبع علي عقله و لبه. علم النبي فيما أوحي اليه أن أصحابه من بعده


يبتزون نحله ابنته و يشجعون ببلغه ذريته قال: فاطمه بعضه مني من آذاها فقد آذاني فلم يسمعوا و قال: فاطمه يغضب الله لغضبها فلم يرتدعوا، ثم علم أن آله يشردون عن الأطان و يقتلون في كل مكان، فقال بعدما ورد في حقهم من القرآن من أحب أن ينسي له في أجله و أن يتمعه الله بما خوله الله فليخلفني في أهلي خلافه حسنه فمن لم يخلفني فيهم بتر الله عمره و ورد علي يوم القيامه مسودا وجهه، فلم يرجعوا فصبروا عليهم السلام علي مضض الأحزان و احتسبوا ذلك في جنب الرحمن و كان القادر علي هلاكهم ذو الجلال و علي استئصالهم في الحال دون المآل الا أن الحكمه من الحكيم اقتضت تأخيرهم من العذاب الأليم رجاء أن يخرج من أصلابهم قوم يعبدون الله و يسبحونه و يهللونه و يقدسونه، قيل لما بلغ فاطمه عليها السلام اصرار أبي بكر علي منعها فدكا و العوالي قامت و لاثت خمارها و اشتملت ازارها و أقبلت في لمه من حفدتها و نسائها تطأ في أذيالها من شده الحياء حتي دخلت علي أبي بكر و هو في مسجد أبيها و حوله جمع من المهاجرين الأنصار فأمرت أن يضرب بينها و بينهم ستر، ثم انها أنت أنه أجهش القوم بالبكاء و النحيب رحمه لها، ثم أمهلت حتي سكنوا من فورتهم فقالت: يا معشر المسلمين كيف ابتز ارث أبي و أنتم الآن تزعمون انه ارث لي أفحكم الجاهليه تبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون فكيف أحرم ميراث أبي و أنت (تعني أبابكر) ترث أباك (لقد جئت شيئا فريا)، فقال لها: ما أرثك أبوك شيئا و انه قال ان الأنبياء لا يورثون شيئا فقالت له: هذا يخالف ما أنزل في كتابه العزيز حيث يقول: (يوصيكم الله) أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) و لم يجعل ذلك خاصا بالأمه دونه و كيف تروي عن أبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: نحن معاشر الأنبياء لا نورث و قد قال تعالي: (و ورث سليمان داود)و قال تعالي عن زكريا: قال ب هب لي من لدنك وليا يرثني و يرث من آل يعقوب) فلما ألحت عليه بالجدال قال: هاتي أسود و أبيض يشهدوا لك بذلك فقام اليه رجل من المؤمنين و قال له: من شهد لعلي ببيعته يوم الغدير من ذلك الجم الغفير حتي يشهد لفاطمه بفدك و العوالي؟ فجاءت أم أيمن و شهدت لها لها بذلك قال: هذه امرأه لا يقبل قولها مع أن جميع الصحابه رووا أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال ان أم أيمن من أهل الجنه ثم جاء علي


عليه السلام و شهد لها بذلك فقال: هذا بعلك يجر النفع الي نفسه و لا نحكم بشهادته لك مع أنهم رووا جميعا أن رسول الله قال: علي مع الحق و الحق مع علي يدور حيث ما دار لن يفترقا حتي يردا علي الحوض قال ذلك غضبت فاطمه عليها السلام و انصفت و حلفت أن لا تكلمه و صاحبه حتي تلقي أباها و تشكو اليه ما الها منهما.

و روي من كرامتها عليها السلام و عظمتها عندالله لما منعت حقها أخذت بعادتي حجره رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قالت ليست ناقه صالح عندالله بأعظم مني ثم رفعت جنب قناعها الي السماء و همت أن تدعو فارتفعت جدران المسجد عن الأرض و تدل العذاب فجاء أميرالمؤمنين عليه السلام فمسك يديها الشريفه و قال: يا بنت الصفوه و بقيه النبوه و شمس الرساله و معدن الرحمه ان أباك رحمه للعالمين فلا تكوني عليهم نقمه أقسمت عليك بالرؤوف الرحيم أن ترجعي فعادت الي مصلاها عليها السلام؛ و لله در من قال:



دكدك القوم مسجدك

منعوا فاطما فدك



فعلي القوم لعنه

كلما حرك الفلك



فلما حضرتها الوفاه أوصت الي علي عليه السلام أن يدفنها ليلا و لم يدع أحدا منهم يصلي عليها مع أنهم رووا جميعا أن النبي قال: فاطمه بضعه مني من اذاها فقد آذاني، كما تقدم القول فيه، و لو كان قول أبي بكر صحيحا فيما رواه من، نحن معاشر الأنبيا لا نورث ما كان ترك البغله و السيف و العمامه عند علي عليه السلام و ما كان حكم بها لعلي لما ادعاها العباس مع أن الأمر علي خلاف ذلك و تفكروا يا معاشر الاخوان كيف أن المرأه لما حاربت عليا أطاعها علي حربها عشرات الالوف و ساعددوها علي الحرب و لم يساعد أحد منهم سيده نساء العالمين لما طالبت بحقها و سموا المرأه أم المؤمنين و لم يسموا محمد بن أبي بكر خال المؤمنين حيث كان ملازما لعلي عليه السلام و سموا أخته أم المؤمنين و سموا معاويه خال المؤمنين مع أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: لعن الله معاويه الطليق ابن الطليق، و قال اذا رأيتم معاويه علي منبري فاقتلوه، و كان معاويه من المؤلفه


قلوبهم و قد قاتل عليا و علي عندهم انه رابع الخلفاء و هو امام حق و كل من حارب اماما حقا فهو باغ و طاغ و سموا معاويه كاتب الوحي و لم يكتب كلمه واحده منه و انما نقل أنه كان من كتاب الرسائل و الذين كانوا يكتبون الوحي أربع عشره نفسا أخصهم و أقربهم علي، و أما معاويه فلم يزل مشركا مده كون النبي مبعوثا و كان كذب بالوحي و يستهزي ء بالشرع و كان في بلاد اليمن يوم فتح مكه و كان يطعن علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و كان يكتب الي أبيه خر يعيره باسلامه و يقول له صبوت الي دين محمد بن عبدالله بئس ما فعلت و كان يراسله بالشعر قبل اسلامه و ينهاه عن ذلك و كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد فتح مكه في شهر رمضان لثمان سنين من قدومه الي المدينه و معاويه يومئذ مقيم علي شركه هارب من النبي الي بلاد اليمن لأن النبي كان قد هدر دمه فهرب علي وجهه فلما لم يجد له مأوي صار الي النبي مضطرا و أظهرا الاسلام و كان اسلامه قبل وفاه رسول الله فعفي عنه ثم ان العباس تشفع لمعاويه عند رسول الله أن يجعله من جمله كتاب الرسائل و كان النبي لا يحب مخالفه عمه العباس فأجابه الي ذلك و لو سلم أنه كان من كتاب الوحي فكم يستحق من الكتابه المتداوله بين أربع عشره نفسا حتي استحق أن يوصف بذلك دون غيره، كيف و قد حكي عبدالله بن عمر قال: أتيت النبي و هو في مسجده فسمعته يوقل لجلسائه الآن يطلع عليكم رجل يموت علي غير سنتي فما استتم كلامه اذ طلع معاويه و جلس معنا في المسجد فقام النبي يخطب فأخذ معاويه بيد ابنه يزيد و خرج و لم يسمع الخطبه فلما رآه النبي خارجا مع ابنه قال: لعن الله القايد و المقود، ثم أن معاويه بعد وفاه الرسول بالغ في محاربه الامام علي و قتل جمعا كثيرا من خيار الصاحبه و طال حربه معه حتي هلك عالم كثر ثم انه استمر مع قومه علي سب علي ثمانين سنه و لم يكفه ذلك حتي سم الحسن الزكي عليه السلام، و لما هلك معاويه تولي من بعده ولده يزيد لعنه الله فنهض الي حرب الحسين عليه السلام و جهز له العساكر و جيش له الجيوش و أمر عليهم عبيدالله بن زياد و أمرهم بقتل الحسين و قتل رجاله و ذبح أطفاله و سبي عياله و نهب أمواله و لم يقنعهم ذلك حتي أنهم بعد قتله رضوا أضلاعه و صدره بحوافر الخيول عادمي الرأي و العقول


و حملوا رؤوسهم علي القنا و حريمهم علي أقتاب الجمال في أشد العنا مع أن مشايخهم رووا أن يوم قتل الحسين قطرت السماء دما و نقل عن الشافعي في (شرح الوجيز) أن هذه الحمره التي تري في السماء ظهرت يوم قتل الحسين و لم تري قبله أبدا؛ و نقل عنه أيضا أنه ما رفع حجر في الدنيا يوم قتل الحسين الا وجد تحته دم عبيط و لقد مطرت السماء يوم قتله دما حتي بقي أثره علي النبات حتي فني:



و اخجلنا من أبيهم يوم يشهدهم

مضرجين نشاوي من دم قان



يقول يا أمه حف الضلال بها

و استبدلت للعمي كفرا بايمان



ماذا جنيت عليكم اذ أتيتكم

بخير ما جاء من آي و فرقان



ألم أجركم و أنتم في ضلالتكم

علي شفا حفره من حر نيران



قتلتم ولدي صبروا علي ظمأ

هذا و ترجون عند الحوض احسائي



سبيتم ثكلتكم أمهاتكم

بني البتول و هم لحمي و جثماني



و ماذا تجيبون و الزهراء خصمكم

و الحاكم الله للمظلوم و الجاني



عن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم: تحشر ابتني فاطمه الزهراء يوم القيامه و معها ثياب مصبوغه بدم فتعلق بقائمه من قوائم العرش فتقول: يا عدل يا جبار أحكم بيني و بين قاتل ولدي، قال رسول الله: فيحكم لابنتي و رب الكعبه صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال لسلمان: يا سلمان من أحب فاطمه ابتني فهو في الجنه معي و من أبعضها فهو في النار يا سلمان حب فاطمه ينفع مائه موطن من المواطن أيسر تلك المواطن الموت و القبر و الميزان و المحشر و السراط و المحاسبه فمن رضيت عنه ابتني فاطمه رضيت عنه و من رضيت عنه رضي الله عنه و من غضبت عليه غضبت عليه و من غضبت عليه غضب الله عليه يا سلمان و يل لمن يظلها و يظلم بعلها و ويل لمن يظلم ذريتها، و عنه صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: أنا شجره و فاطمه فرعها و علي لقاحها و الحسن و الحسين ثمرتها و شيعتنا و رقها فالشجره أصلها في جنه عدن و الأصل و الفرع و اللقاح و الورق و الثمر في الجنه:



يا جذا دوحه في الخلد نانته

ما مثلها نبتت في الخلد من شجر



المصطفي أصلها و الفرع فاطمه

ثم اللقاح علي سيد البشر






و الهاشميان لها ثمر

و الشيعه الورق المتلف بالثمر



اني بحبهم أرجوا النجاه غدا

و الفوز في زمره من أفضل الزمر



هذا مقال رسول الله جاء به

أهل الروايه في العالي من الخبر



فيا اخواني: كيف لا نبكي علي أمناء الرحمن و سادات أهل الزمان و كيف لا نجدد النوح و الأحزان في كل آن و مكان علي الشهيد العطشان النائي عن الأهل و و الأوطان المدفون بلا غسل و لا أكفان فعلي الأطائب من أهل بيت رسول فليبك الباكون و اياهم فليندب النادبون و لمثلهم تذرف الدموع من العيون أو لا تكون كبعض مادحيهم حيث عرته الاحزان فنظم و قال فيهم.