بازگشت

الباب 1


أيها المؤمنون المخلصون و الأمناء الصالحون: اعلموا أن الله عزوجل قد ابتلي ابن بنت نبيه و أهل بيته عليهم السلام بمصائب جليله و رزايا عظيمه و بلايا جسميه لم يتبل بها أحد من نبي أو ولي أو شريف أو دني، من القتل و الصلب و الحرق و الضرب و الغليله و الحبس و السبي و الخس و ضروب النكال و الوبال، حتي بنوا عليهم الأبنيه و ضيقوا عليهم فتفرقوا في البلاد و تركوا الأهل و الأولاد و كتموا الأنساب من الأحباب خوفا من الأعداء و الطلاب، و لم يزل السيف يقطر من دمائهم و السبحون مشحونه بأحرارهم و امائهم و لله در من قال من الرجال:



و لقد بكيت لقتل آل محمد

بالطف حتي كل عضو مدمع



عفرت بنات الأعوجيه هل درت

ما يستباح بها و ماذا يصنع



و حريم آل محمد بين العدي

نهبا تقاسمها اللئام الوضع



تلك الضعائن كالاماء متي تسق

يعنف بهن و بالسياط تقنع



من فوق أقتاب المطي يشلها

لكع علي حنق و عبد أكوع



مثل السبايا بل أذل يشق منهن

الخمار و يستباح البرقع



فمصنفد في قيده لا يفقدي

و كريمه تسبي و فرط ينزع



تالله لا أنسي الحسين و شلوه

تحت السنابك بالعراء موزع






متلفعا حمر الثياب و في غد

بالخضر من فرودسها يتلفع



تطأ السنابك صدره و جبينه

و الأرض ترجف خيفه و تضعضع



و الشمس ناشره الذوائب ثاكل

و الدهر مشقوق الرداء مقنع



لهفي علي تلك الدماء تراق في

أيدي أميه عنوه و تضيع



روي الصدوق القمي: أن جميع الأئمه عليهم السلام خرجوا من الدنيا علي الشهاده، قتل علي فتكا، و سم الحسن سرا، و قتل الحسين جهرا و سم الوليد زينالعابدين، و سم ابراهيم بن الوليد الباقر، و سم جعفر النصور الصادق، و سم الرشيد الكاظم، و سم المأمون الرضا، و سم المعتصم محمد الجواد، و سم المعتز علي بن محمد الهادي، و سم المعتصم الحسن بن علي العسكري، و أما القائم المهدي فروي أنه هرب خوفا من المتوكل لأنه أراد قتله (و يأبي الله الا أن يتم نوره و لو كره الكافرون) و كان أول من استفتح بالظالم من أخر عليا عليهم السلام عن الخلافه و غضب فاطمه عليها السلام ميراث أبيها و قتل المحسن في بطن أمه و وجأ: عنق سلمان، و قتل سعد بن عباده و مالك بن نويره، و داس بطن عمار بن ياسر و كسر أضلاع عبدالله بن مسعود بالمدينه، و نفي أباذر الي الربذه و أشخص عمار بن قيس، و غرب الأشتر النخعي، و أخرج عدي بن حاتم الطائي، و سير عميرا بن زراره الي الشام و نفي كميل بن زياد الي العراق و خاض في دم محمد بن أبي بكر و نكب كعب بن جبل و نفي جاريه بن قدامه و عذب عثمان بن حنيف و عمل بحباب بن زهير و شريح بن هاني و نحو هؤلاء ممن مضي قتيلا أو عاش في غصه ذليلا، و لله در من قال:



لو لا حدود من صوارم

أمضي مضاربها الخليفه



لنشرت من أسرار آل

محمد نكتا لطيفه



و أريتكم أن الحسين

أصيب في يوم السقيفه



و لأي شي ء ألحدت

بالليل فاطمه الشريفه



فانظروا يا أخواني: الي فعل أوائله و اقتفاء أرجاس بني أميه آثارهم يقتلون من قاربهم؛ و يعذبون من ظاهرهم كقتل معاويه بن عمار بن ياسر و زيد بن صوحان و صعصعه بن صوحان و حنيف بن ثابت و أويس القرني و مالك الأشتر


و محمد بن أبي بكر و هاشم المرقال و عبدالرحمن بن حسان و غيرهم و تسليط زياد بن سميه علي قتل الأولاف من الشيعه بالكوفه و هو الذي دس في قتل الحسن عليه السلام الي جعده بنت الأشعث بن قيس و تبعه ابنه يزيد علي ذلك حتي قتل الحسين بن علي في نيف و سبعين رجلا، منهم تسعه من بني عقيل، و ثلاثه من بني جعفر؛ و تسعه من بني علي عليهم السلام، و أربعه من نبي الحسن عليه السلام و سته من بني الحسين عليه السلام و الباقي من أصحابه مثل حبيب مظاهر و مسلم بن عوسجه و نافع بن هلال و أحزابهم، ثم تسلط علي الشيعه عبيدالله بن زياد «لع» فجعل يصلبهم علي جذوع النخل، و يقتلهم ألوان القتل، و هو الذي خرب سناباد لما رجم أهلها من كان مع رأس الحسين عليه السلام فبقيت خرابا الي يومنا هذا؛ ثم تسلط آل الزبير علي الحجاز و العراق فقتلوا المختار بن أبي عبيده الثقفي و السائب بن مالك و عبدالله بن كامل و نحوهم، و كانوا قد حسبوا محمد بن الحنيفه يريدون احراقه، و نفوا عبدالله بن العباس الي الطائف و مات بها، ثم استولي مروان بم الحكم و قتل عبدالله بن معاويه بن جعفر بهرات، ثم استولي عبدالملك بن مروان و سلط الحجاج علي الحجازيين و العراقين فقتل سعيد بن جبير بن أم الطويل و ميثم التمار و كميل بن زياد و قنبر عبد علي بن أبي طالب عليه السلام و أشباههم حتي محي آثار أهل البيت عليهم السلام و قتل زيد بن علي بن الحسين عليه السلام علي يد نصر بن خزيمه الأسدي و صلبه يوسف بن عمر بالكناسه (اسم موضع الكوفه) عريانا فكسي من بطنه جلده سترت عورته و بقي مصلوبا أربع سنوات و كان لا يقدر أحد أن يندب عليه و ألقوا امراأه زيد بن علي المزبله بعدما دقت بالضرب حتي ماتت، ثم تبعه الوليد بن زياد و أنفذ الي يحيي بن مسلم بن جون أجمعين في عشره آلاف فارس و ليس مه يحيي يومئذ الا مائه و خمسون رجلا فقتلوا أجمعين و بقي يحيي يقاتل حتي قتل يوم الجمعغه، ثم صلب و أحرق و ذري، و هكذا فعل بأعشياعهم و التابعين لهم، و لله در منن قال:



أبيت كأن الدهر يهوي الي الأسي

فأقداره طول الزمان به تسري



ففي كل يوم تنتحبني صروفه

و قد خانني صبري و ضيعني فكري



كأن الرزايا ظل آل محمد

اذا مر قوم جاء قوم علي الأثر




فانظروا يا اخواني: الي حال من تبع بني أميه الأرجاس الي أن ظهرت الدوله العباسيه افتتح أبو مسلم بقتل عبدالله بن الحسن بن الحسن بخراسان ثم سل المنصور سيفه آل علي عليهم السلام فقتلهم في كل ناحيه و قصدهم بالجيوش من كل وجه و حمل عبدالله بن الحسن بن علي في أحد عشر رجلا و هم علي بن الحسن بن علي، و الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي و نحوهم من الحجاز الي العراق فوق الأقتاب بالقيود و الأغلال و خلدهم في سجنه معذبين حتي ماتوا كلهم، و خرج محمد بن عبدالله و قاتل حتي قتله حميد بن قحطبه بن عيسي بن موسي، و بني جامع المنصور و جعل أساسه علي السادات من آل رسول الله صلي الله عليه و آله و يقال انه دس في سوق الرقه كثيرا منهم، نقل انه لما بني المنصور الأبنيه ببغداد جعل يطلب العلويين طلبا شديدا و جعل من ظفر به منهم لالا سطوانات المجوفه المبنيه من الجص و الآجر فظفر ذات يوم بغلام منهم حسن الوجه عليه شعر أسود من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب فسلمه الي البناء الذي كان يبني له فأمر أن يجعله في جوف اسطوانه و يبني عليه فوكل به من ثقاته من يرعي ذلك حتي يجعله في جوف اسطوانه فدخلته رقه عليه و رحمه له فترك في الاسطوانه فرجه يدخل منها الروح و قال للغلام لا بأس عليك فاصبر فاني سأخرجك من هذه الاسطوانه اذا جن الليل فلما جن الليل جاء البناء في ظلمته و أخرج ذلك العلوي من جوف تلك الاسطوانه و قال له اتق الله في دمي و دماء الفعله الذين معي و غيب شخصك فاني انما أخرجتك في ظلمه هذا الليل من جوف هذه الاسطوانه، الا خفت ان تركتك في جوفها يكون جدك رسول الله خصمي يوم القيامه بين يدي الله عزوجل، ثم أخذ شعره بآلات الجصاصين ما أمكن و قال له غيب شخصك و انج بنفسك و لا ترجع الي أمك، قال الغلام ان كان هكذا فعرف أمي اني قد نجوت و هربت لتطبب نفسها و يقل جزعها و بكاؤها و انه لم يكن لعودي اليها وجه، فهرب الغلام و لا يدري الي أين قصد من أرض الله تعالي و لا أي بلد وقع قال البناء و كان الغلام عرفني مكان أمه و أعطاني شعره فانتهيت اليها في الموضع الذي دلني عليه فسمعت دويا كدوي النحل من البكاء فعلمت أنها أمه فدنوت منها


و عرفتها خبر ابنها و أعطيتها شعره و انصرفت، كذافي (عيون أخبار الرضا) فلما ولي الدوانيقي قتل عبدالله بن محمد بن عبدالله الحسيني بالسند علي يد هشام بن عمر التغلبي و خنق عبدالله بن الحسن في حبسه و قتل ابنيه محدا و ابراهيم علي يد عيسي بن موسي العباسي و هزم ادريس بفخ حتي وقع علي الأندلس فريدا و ما مات الدوانيقي الا أن ملأ سجونه من أهل بيت النبوه و الرساله واقتفيت هذه الآثار حتي قتل في أيام المهدي الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب، و عبدالله بن اسحاق بن ابراهيم بن الحسن بن علي، و عبدالله بن الحسن بن علي بن الحسن المعروف بالأفطس و كان مع القوم بفخ و سم هارون الرشيد موسي بن جعفر عليهما السلام و قتل يحيي بن زيد بالسجن بالجوع و العطش و يحيي بن الحسن الي تمام الستمائه رجل من أولاد فاطمه عليها السلام قتلوا في مقام واحد و قتل المأمون محمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن الحسن بن الحسن بن علي و كان قد خرج و معه أبو السرايا علي بن هرثمه بن أعين، و قتلوا من أصحاب زين العابدين مثل خالد الكابلي و سعيد بن جبير، و من أصحاب الباقر عليه السلام مثل بشر الرحال و الكميت بن زيد و من أصحاب الصادق عليه السلام مثل المعلي بن خنيس، و قتل المتوكل من أصحاب الرضا عليه السلام مثل يعقوب بن السكيت الأديب و سبب قتله أنه كان معلما للمعين و المؤيد ابني المتوكل اذ أقبل فقال له يا يعقوب: أهما أحب اليك أم الحسن و الحسين؟ فقال و الله ان قنبرا غلام علي خير منهما و من أبيهما فقال المتوكل سلوا لسانه من فقاه فسلوه فمات و رحمه الله عليه؛ و مثل دعبل الخزاعي و انتهت بالمتوكل العدواه لأهل البيت عليهم السلام الي أن أمر بهجو علي و فاطمه و أولادها فهجاهم ابن المعتز و ابن الجهم و ابن سكره و آل أبي حفصه و نحوهم لعنهم الله جميعا و صار من أمر المتوكل الي أن أمر بهدم البناء علي قبر الحسين عليه السلام و احراق مقابر قريش و في ذلك أنشدت حيث قال:



قام الخليفه من بني العباس

بخلاف أمر الهه في الناس



ضاها بهتك حريم آل محمد

سفها فعال أميه الأرجاس



و الله ما فعلت ميه فهيم

معشار ما فعلوا بنو العباس






ما قتلهم عندي بأعظم مأتما

من حرقهم من بعد في الأرماس



ثم جري الظلم علي ذلك الي أن هدم سبكتكين مشهد الرضا عليه السلام و أخرج أبوابه و أخرج منه قر ألف جمل مالا و ثيابا و قتل عده من الشيعه، قيل و ممن دفن حيا من الطالبين عبدالعظيم الحسني بالري و محمد بن عبدالله بن الحسين و لم يبق في بيضه الاسلام بلده الا قتل فيها طالبي أو شيعي حتي تري الظلمه يسلمون علي من يعرفونه دهريا أو يهوديا أو نصرانيا و يقلون من عرفوه شيعيا و يسفكون دم من اسمه علي ألا تسمعون بيحيي المحدث كيف قطعوا لسانه و يديه و رجليه و ضربوه ألف سوط ثم صلبوه، و بعلي بن يقطين كيف اتهوه و زراره بن أعين كيف جبهوه و أبي تراب الرموزي كيف حبسوه و منصور بن الزبرقان من قبره كيف نبشوه و لقد لعن بنو أميه عليا عليه السلام ألف شهر في الجمع و الأعياد و طالفوا بأولاده في الأمصار و البلاد و ليس فيها مسلم ينكر ذلك حتي ان خطيبا من خطبائهم بمصر نسي اللعنه في الخطبه فلما ذكرها قضاها في الطريق بذلك حتي قالوا مات أبوطالب كافرا و لا تزال تسمع بذلك دون أن تسمع عن أبي أو عن.. أو عن.

شيئا من ذلك، فيا عجباه بقيت آثار كسري الي الآن و آثار رسول الله دارسه و أعلامه طامسه استولوا ماله بعده و خربوا بيته و اضرموا نارا علي أهل العبا و حرفوا كتاب الله و غيروا السنن و أبدعوا في الدين و خذلوا الأوصياء و قتلوا العتره، و سبوا نساء النبي و ذريته و ذبحوا أطفاله و صبيته و داروا برؤوسهم في البلدان من فوق عالي السنان فهذه رزيه لم تماثلها رزيه و بليه عظمت علي بليه، و لله در من قال و هو علي ما نقل أول قيل في الحسين عليه السلام:



اذا الهين في الحياه و أنتم

تخافون في الدنيا فأظلم نورها



مررت علي قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غريزها



فما زلت أبكيه و أرثي لشجوه

و يسعد عيني دمعها و زفيرها



و أبكيت من الحسين عصائبا

أطافت به من جانبيه قبورها



سلام علي أهل القبور بكربلا

و قل لها مني سلام يزورها



سلام بآصال العشي و بالضحي

تؤديه نكبات الرياح و مورها






و لا يبرح الوفاد زوار قبره

يفوح عليهم مسكها و عبيرها



و مما يحسن في هذا الباب ذكر من قتله الرشيد من أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بعد قتله لوسي بن جعفر عليه السلام بالسم في ليله واحده سوي من قتل منهم في الليالي و الأيام روي عن عبدالله البزاز النيسابوري قال: كان بيني و بين حميد بن فحطبه الطائي معامله فدخلت في بعض الأيام فبلغه قدومي فاستحضرني للوقت و علي ثياب السفر لم أغيرها و ذلك في شهر رمضان وقت صلاه الظهر فلما دخلت و علي ثياب السفر لم أغيرها و ذلك في شهر رمضان وقت صلاه الظهر فلما دخلت عليه رأيته في بيت يجري فيه الماء فسلمت عليه و جلست فأتي بطشت و ابريق فغسل يده و أمرني فغسلت يدي فأمسكت يدي فقال حميد ما لك لا تأكل فقلت أيها الأمير هذا شهر رمضان و لست بمريض و لا بي عله توجب الافطار و اني لصحيح البدن، ثم دمعت عيناه و بكي فقلت له بعدما فرغ من طعامه ما يبكيك أيها الأمير؟ فقال أنفذ الي هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب الأمير، فلما دخلت عليه رأيت بين يديه خادما واقفا فلما قمت بين يديه رفع رأسه الي فقال كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت بالنفس و المال فأطرق ثم أذن لي بالانصراف فلم ألبث في منزلي حتي عاد الي الرسول و قال أجب الأمير فقلت في نفسي انا لله و انا اليه راجعون و أخاف علي نفسي أن يكون قد عزم علي قتلي و انه لما رآني استحي مني فعدت الي بين يديه فرفع رأسه و قال كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ قلت بالنفس و المال و الأهل و الولد فتبسم ضاحكا، ثم قال: أذنت لك بالانصراف فلما دخلت منزلي لم ألبث ان عاد الي الرسول فقال أجب أمير المأمنين فحضرت بين يديه و هو علي خاله فرفع رأسه و قال كيف طاعتك لأمير المؤمنين؟ فقلت: بالنفس و المال و الأهل و الولد و الدين فضحك ثم قال خذ هذا السيف و امتثل ما يأمرك به هذا الخادم قال فتناول الخادم السيف و ناولنيه و جاء الي بيت بابه مغلق ففتحه فاذا فيه بئر في وسطه و ثلاث بيوت أبوابها مغلقه ففتح باب بيت منها فاذا فيه عشرون نفسا عليهم الشعور و الذوائب شيوخ و كهول و شبان مقيدون فقال لي ان أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء و كانوا كلهم علويين من ولد علي و فاطمه عليهما السلام فجعل يخرج الي واحدا بعد واحد


فأضرب عنقه حتي أتيت علي آخرهم فرمي بأجسامهم و رؤوسهم في البئر، ثم فتح باب آخر فاذا فيه أيضا عشرون نفسا من العلويين من ولد علي و فاطمه مقيدون فقال لي: ان أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء فجعل يخرج الي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه و يرمي به فيه تلك البئر حتي أتيت علي آخرهم، ثم فتح باب البيت الثالث فاذا فيه مثلهم عشرون نفسا من ولد علي و فاطمه مقيدون عليهم الشعور و الدوائب فقال لي: ان أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء أيضا فجعل يخرج الي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه فيرمي به في تلك البئر حتي أتيت علي تسعه عشر نفسا منهم و بقي شيخ عليه شعر فقال لي تبا لك يا ميشوم أي عذر لك يوم القيامه اذا قدمت علي جدنا رسول الله و قد قتلت من أولاده ستين نفسا من ولد علي و فاطمه عليهما السلام، ثم قال: فارتعشيت يدي و ارتعدت فرائصي فنظر الي الخادم فزجرني فأتيت علي ذلك الشيخ أيضا فقتلته و رميت به في تلك البئر فاذا كان فعلي هذا و قد قتلت ستين نفسا من ولد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فما ينفعني صومي و لا صلاتي و أنا لا أشك أني مخلد في النار كذا في (عيون أخبار الرضا) فا اخواني: أي قلب يستر بعد قتلهم و أي فؤاد يفرح بعد فقدهم أم أيه عين تحبس دمعها و تبخل بأنهما لها و دفعها كيف و قد بكت لهم السبع الشداد و الجبال و الأوتاد و الأرض بأرجائها و الأشجار بأغصانها و الحيتان في لجج البحار و من في جميع الأمصار و الأقطار و الملائكه المقربون و أهل السماوات أجمعين و كيف لا و قد أصبح أهل البيت مطردين مشردين مذودين عن الديار و الأوطان و الأهل و الولدان فيا اخواني اجتهدوا في النياحه و العويل و تساعدوا علي اقامه هذا المصاب الجليل و البسوا لباس الأحزان و تخلقوا بجلباب الأشجان و خاطبوا السوله خطاب الهجر متمثلين بقول من قال: (أيا سلوه الأيام موعدك الحشر) فعلي الأطائب من أهل بيت الرسول فلبيك الباكون و اياهم فليندب النادبون أو لا تكونون كبعض مادحيهم حيث عرته الأحزان و الأشجان فنظم و قال فيهم.