بازگشت

در بيان محاربه ي سيدالشهدا بنفسه الشريف


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله علي المصائب الفادحة الحاوية، و النوائب الجارحة الطاحية؛

والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وأهل بيته الشموس الضاحية، والبدور الضائية؛

سيما علي سبطه المعصوم و شبله المظلوم، ذي النفس المطمئنة المرضية الراضية، صاحب المصيبة الهائلة و البلية الوائلة، التي لم يسمع مثلها في الامم الماضية، والقرون الخالية، صاحب الدماء الجارية، والأجساد العارية، و العيون الباكية، و الدموع السائلة، و النحور الدامية، و القلوب الصادية، والجروح الصاهية، والبطون الطاوية، والأفواه اليابسة الظامية، والأبدان المكدوبة الضائية، والبيوت المهدومة الهاجمة، الحيران في الأرض المادية، و أسير بأيدي الفئة الباغية؛

الذي قد أحاط عليه [الكلاب] العاوية، والذئاب الضارية بالسيوف القاطعة، و السهام النافذة والرماح الباترة، فجادلهم بذي الفقار كأنه علي عليه السلام الكرار بنية صادقة، و نفس صابرة، و كبد صادية، و دماء في جوانبه جارية، و دموع علي عياله ساكبة؛

فتارة تشد عليه الفرقة الرامية، و اخري الطاغية، و اخري الضاربة، و هو الشاد عليهم كالليث المكفهر، فأحاطوا عليه من كل ناحية، و أخذوه أخذة رابية، و حملوه حملة واحدة، بجثة جاثية، و عين رانية، و نفس الي ربها فارغة؛ فوقعت الواقعة، و قامت القيامة، و نعي ناعيه في كل ناحية، و انصدعت الجبال الراسية، و اضطربت بها الأرض الداحية.

فوا أسفاه! علي الدماء السائلة، والأبدان العارية، والشفا الذابلة، و الرؤوس السامية العالية، والشيبات الخاضبة، والدموع [الهامية] و البنات الحاسرة، والشعور الناشرة، والعيون الساهرة.

فياليتها كانت القاضية، و جاءت الطامة، و قامت القيامة.


و بعد، فقد قال الله تعالي في كتابه المبين و خطابه المستبين:

(يا أيتها النفس المطمئنة - ارجعي الي ربك راضية مرضية - فادخلي فادخلي في عبادي - و ادخلي جنتي). [1] .


پاورقي

[1] سوره‏ي فجر: آيه‏هاي 30-27.