بازگشت

خروج سرور سعدا سيدالشهداء از مكه ي معظمه به سوي عراق


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أعظم شعائر الاسلام، و أكرمنا بالارشاد الي الحل والحرام، و تفضل علينا بالركون الي الركن والمقام، و جعل لنا حرما آمنا و حصنا للأنام، و كهفا لصروف الأيام.

والصلاة و السلام علي من تشرف به البيت و الحطام، و استقام به الركن والمقام؛ محمد و آله اللذين هم حقائق البيت الحرام، و بواطن الحج و الاحرام؛

خصوصا علي من بذل مهجته سعيا الي رضاء ربه و مولاه، و فدي أهله و عياله و أولاده حفظا لمشاعر الاسلام، كما هو أقصي مناه، الذي أزعجوه عن الأهل والأوطان، وضيقوا عليه الزمان و المكان، فقتلوه و أصحابه كالأضاحي، و نصبوا رأسه علي العوالي، و سبوا نساءه كالاماء والذراري، و داروا بهن في القفار والبراري، نهبوا ماله، و أيتموا أطفاله، و أسروا عياله، و كسروا ظهره، و رضضوا صدره، و نحروا نحره؛

قتيل الأدعياء، و أسي المحنة و البلاء، مسلوب العمامة والرداء، مخضب الشيب من الدماء، المذبوح بسيف الجفاء من القفاء، صاحب الرأس المرفوع، والشلو الموضوع، والسن المقروع، والحق الممنوع، الشهيد العطشان، البعيد عن الأوطان، المذبوح بالسنان، المدفون بلا غسل و أكفان، المختلف اليه النسور و العقبان، قليل الأعوان، شديد الأشجان، الواله الحيران، القتيل بظهر كوفان، معفر الخدين، المترب الجبينين، مقطوع الودجين، الظمآن لدي النهرين، ملاذ الخافقين، و شفيع الثثقلين؛ سيدنا أبي عبدالله الحسين عليه السلام؛

و لعنة الله علي قاتليه و ظالميه الذين قتلوا بقتله الاسلام، و هدموا قواعد البيت الحرام، و خربوا قوائم الركن والمقام، و نكسوا مشاعر الحج والاحرام، و معالم الحلال والحرام، فعليهم لعنة متصلة ما اتصل الليالي والأيام الي يوم القيام.


و بعد، قال الله عزوجل ففي كتابه العزيز:

(لا تقتلوا الصيد و أنتم حرم و من قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق و بال أمره عفا الله عما سلف و من عاد فينتقم الله منه والله عزير ذو انتقام). [1] .


پاورقي

[1] سوره‏ي مائده: آيه‏ي 95.