بازگشت

الولاء و البراءة بعد الثورة


و هذه الثورة من أيام الفرقان في تاريخ الاسلام انشطر الناس تجاهها الي شطرين:

شطر الموالين...

و شطر المعادين..

و ليس للثورة ولاء جديد في قبال الولاء لله و لرسوله و لأوليائه، و انما هو امتداد للولاء لله..

أن هذه الثورة كانت من الأحداث القليلة و النادرة في التاريخ التي لم تسمح لانسان أن يقف منها موقف المتفرج و اللامبالاة و انما تفرض علي كل الناس أن يحكموا لها و عليها... و منذ أيام بزوغ هذه الثورة، و منذ أن اندلع لهيبها في طهران وجدنا كل القلوب المؤمنة و الضمائر الحية، قد تجمعت حول هذه الثورة و تعاطفت معها..

و كانت تعيش باهتمام بالغ ساعات ميلاد هذه الدولة المباركة... و حبس التاريخ أنفاسه ليتابع لحظات هذا الميلاد... لحظات (عودة الحضارة الربانية، و عودة سيادة الاسلام علي وجه الأرض).. و (حاكمية الله في حياة الانسان).. بعد تلك السنوات العجاف من الركود، و الخمول، و الضعف، و الهزائم النفسية..


و الانصهار المذل في حضارة الاستكبار الشرقي، و الاستكبار الغربي... و نفوذ و سيطرة الكفر العالمي علي بلادنا و امتنا و ثرواتنا..

و في مقابل ذلك.. فقد أحس كل الظالمين العتاة و الجلادين و الذين باعوا دينهم و ضمائرهم، كل اولئك أحسوا بالشر و أحسوا بالخطر، و بأن هناك حدثا جديدا، و ميلادا جديدا... و أن الذي يجري في طهران ليس أمرا كسائر الامور التي تجري هنا و هناك... أنه نهاية لمرحلة، و بداية لمرحلة، و نهاية لحضارة، و بداية لحضارة..

لقد أحس هؤلاء بالشر، و بالخطر يفاجؤهم علي حين غفلة.. فأعلنوا عدائهم تجاه الثورة منذ اللحظات الاولي لانطلاقتها... و لم يخفوا حقدهم و تخوفهم من هذه الثورة.

لقد استقبلت الثورة طائفتان من الناس.

الطائفة الاولي: استقبلتها بقلوب ملؤها العطف و الحب و الحماس و الاندفاع لنصرتها.. و الدعاء الي الله بتأييدها.

الطائفة الثانية: استقبلتها بقلوب حاقدة متخوفة متحسسة.. لم تتمكن من اخفاء هذا الحقد و الخوف و التحسس.

و هذا الانشطار في الولاء و البراءة في خصائص أيام الفرقان في التاريخ.. و لسوف تبقي هذه الثورة تحتفظ بهذه الخاصية المزدوجة في مراحلها المختلفة..