بازگشت

التفاعلات التي كانت تجري في الأعماق غير المرئية لهذه الامة


لقد تم في عمق هذه الامة تفاعلات واسعة وكبيرة و قوية... بتأثير الفعل (العامل الأول) و الانفعالات (العامل الثاني) في غياب من رصد الأستكبار العالمي... و حيث كان الاستكبار العالمي يزهو بانتصاراته الكبرة في العالم الاسلامي، و يعيش في نشوة هذه الانتصارات علي العالم الاسلامي... جرت هذه


الانفعالات في اعماق الامة اسلامية، و تفاعلت و تفاقمت... ثم كانت الثورة التي تشبه الزلزال... فاهتزت الأرض من تحت أقدام حكام الغرب و أتباعهم و لم ينتبه هؤلاء الطغاة من نشوة و سكر السلطان الا بعد أن حدث الزلزال.

أن الذي حدث في طهران كان شيئا أكبر بكثير من تصوراتنا المحدودة... و كان تحقيقا لوعد الله سبحانه و تعالي للصالحين المستضعفين من عباده في هذه الامة، (و نريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين و نمكن لهم في الأرض). [1] .

و علينا قبل كل شي ء أن نعي بصورة جيدة الأبعاد الحقيقية لهذه الثورة، و أن ننشر هذا الوعي في صفوف المسلمين، لنحبط المؤامرات التي يحيكها أعداء الاسلام لتطويق و محاصرة الثورة الاسلامية.

أن الذي يقرأ كتب و محاضرات الامام الخميني قدس سره، يجد وعيا دقيقا لهذه المؤامرة، و توجيها عمليا لاحباطها. و حرصا مسؤولا لوحدة و مصير المسلمين، و لارتباطهم بالثورة سواء كانوا سنة و شيعة، عربا و فرسا، و تعميم مسؤولية المحافظة علي هذه الثورة علي المسلمين جميعا..

ان هذه الثورة من عمل و جهد و عناء كل المسلمين الصالحين، و رسالة هذه الثورة فك الاغلال و القيود، عن أيدي و أقدام كل المسلمين. و مسؤولية المحافظة علي هذه الثورة من واجب كل المسلمين كذلك. و من أجل هذه الشمولية الواسعة في هذه الثورة.. نجد أن فكرة تصدير الثورة رافقت ولادة.

أن من يعرف طبيعة و جذور و أعماق هذه الثورة... يدرك أن هذه الثورة لا تعترف بالحدود الاقليمية، ولا بالنزعة القومية... و انها لا تقف من وراء الحدود


تستأذن سدنة الحدود ليفتحوا اليها الطريق... انها السيل الذي لا يقف و لا يتردد و لا ينتظر.

و نحن نضع هذه الحقائق في طريق الثورة، و بين يدي هذه الامة المؤمنة و مفكريها و قادتها و علمائها و العاملين في صفوفها... ليعرف كل واحد منا مسؤولية أزاء هذا الحدث الكبير.


پاورقي

[1] القصص / 5 و 6.