بازگشت

انتصار الثورة الاسلامية منطلق ثوري، و قيمة حضارية


و نلخص فيما يلي أبرز نقاط و عناصر هذه الثورة المباركة:

ان هذه الثورة، ثورة مبدئية بكل معني الكلمة... و هي نوع جديد من العمل و الحركة الثورية في تاريخنا المعاصر... و حدث سياسي بارز لا شبيه له في الأحداث المعاصرة... و صراع جديد بين التوحيد و الشرك... بين التوحيد في الولاء و الشرك في الولاء... فهي تتجه لفك ارتباط الانسان المسلم بالاستكبار الشرقي و الغربي... و فك ارتباطه بمحاور الولاء المصطنعة: (القومية، الوطنية، العشائرية، الحزبية...) و ربط ولائه بالله تعالي، و رسوله و أوليائه، و توحيد الولاء


لله تعالي... و مقاطعة و محاربة كل المحاور الاخري التي تعمل لانتزاع الولاء من الناس.

تلك كانت طبيعة الثورة و محتواها...

أن من المهم أن نفهم نحن مسار الثورة الاسلامية المعاصرة و محتواها، و من دون ذلك لا نستطيع أن نساهم أو ندعم أو نساند هذه الثورة.

انها ليست ثورة علي التخلف العلمي و التقني... و لا هي ثورة علي التخلف الاقتصادي و الفقر الاجتماعي... و لا هي ثورة ضد الاستعمار.. و لا هي ثورة من أجل تحرير آبار النفط من قبضة ملوك النفط... أو من الشركات الاحتكارية... و لا هي ثورة طبقة علي طبقة اخري (صراع طبقي)... كما حدث في ثورة الزنج في تاريخ الاسلام... و ان كانت تحتوي علي كل هذه الامور، و تطمح لكل هذه المكاسب، و تحقق هذه النتائج كلها ان شاء الله، الا أنها في جوهرها شي ء آخر، أنها ثورة الولاء لله تعالي، علي الولاء للطاغوت... و ثورة التوحيد علي الشرك... و ثورة الاسلام علي الجاهلية الحديثة...

و هي اذا حققت غايتها علي وجه الأرض فسوف تقضي علي التخلف العلمي و الثقافي و التقني، و تقضي علي الفقر و التخلف الاقتصادي، و تقضي علي الاستثمار و الاستعمار، و تقضي علي الاحتكار، و علي الشركات الاستعمارية، و تقضي علي التلاعب بأموال المسلمين و ثرواتهم، و تقضي علي الاستضعاف و الاستكبار، و علي استضعاف طبقة لطبقة اخري، و ممارسة السيادة لطبقة علي اخري... ان هذه الثورة سوف تحقق كل هذه الغايات، و غايات اخري أبعد من هذه و أسمي منها ان شاء الله.. ولكن علي أن تحافظ علي جوهرها و محتواها الحقيقي... ثورة التوحيد علي الشرك.

ان السمة البارزة و الاولي لهذه الثورة هي: (الربانية)، و هذه السمة هي التي


تربطها ببدر و صفين و عاشوراء و بحركة الأنبياء عليهم السلام و بمسار الصالحين من أولياء الله.

و متي أفرغت الثورة من هذه السمة، و تشبعت بالأهداف و الشعارات الجانبية... فقدت كل قيمتها، و فقدت تأييد الله تعالي لها.

.. ان هذه الثورة تختلف اختلافا جوهريا عن كل الثورات المعاصرة لنا كالثورة الفرنسية، و ثورة اكتوبر، و الثورات التي قامت في القارة الأفريقية و في آسيا بعد الحرب العالمية الثانية. و الثورات في المنطقة العربية..

ان الكثير من هذه الثورات كانت ثورات طبقية، ثورة طبقة مستضعفة علي طبقة مستأثرة... أو ثورات تحررية من الاستعمار و سيطرة الأجنبي... أو القضاء علي أنظمة ديكتاتورية... أو حكام مجرمين...

و لا نستطيع أن نستثني ثورة معاصرة عن هذه المنطلقات.

و الثورة الاسلامية هي الوحيدة التي انطلقت من منطلق آخر يختلف اختلافا نوعيا عن هذه الثورات جميعا.. انطلقت باتجاه تحرير الانسان من المحاور البشرية للولاء، مهما كان نوعها... ان لم يكن مرتبطا بالله تعالي، و تعبيد الانسان لله تعالي، و تحكيم شريعته في حياة الانسان. و ترسيخ محور الولاية الالهية بكل امتداداتها في حياة الانسان.