بازگشت

وحدة الولاء و البراءة في زيارة وارث


ان النص المعروف في زيارة الحسين عليه السلام باسم زيارة (وارث) نص حافل بمشاهد الولاء و البراءة.

و من أهم هذه المشاهد: وحدة الولاء و البراءة، و وراثة الحسين عليه السلام للأنبياء عليهم السلام، و ربط الولاء للحسين عليه السلام و أهل بيته و أصحابه بالولاء للأنبياء: و ربط قيم عاشوراء بالقيم الموروثة من تاريخ الأنبياء عليهم السلام.

و لعل التسليم علي الحسين عليه السلام في زيارة وارث، بصفته وارثا للأنبياء عليهم السلام للاشارة الي هذه الحقيقة.

(السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله،

السلام عليك يا وارث نوح نبي الله،

السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله،

السلام عليك يا وارث موسي كليم الله،

السلام عليك يا وارث عيسي روح الله،

السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله،

السلام عليك يا وارث أميرالمؤمنين ولي الله). [1] .

فان هذه الصفوة من أولياء الله و عباده الصالحين امتداد واحد لولاية الله علي وجه الأرض، و خط حضاري واحد، يدعون الي الالتفات حول محور واحد، و يحملون قضية واحدة، كما أن أعداءهم أمة واحدة، و خط حضاري واحد،


و حرب واحدة، رغم كل التباينات و التقاطعات الموجودة بينهم.

فالاحساس بوحدة الولاء، و وحدة البراءة، يعمق الشعور بأن الامة المسلمة علي امتداد التاريخ منذ آدم عليه السلام الي اليوم الحاضر اسرة واحدة، تلتف حول محور واحد، و تحارب جبهة واحدة، و تشترك في الحب و البغض و السلم و الحرب، و قضيتها قضية واحدة، و مهمتها علي وجه الأرض مهمة واحدة، و خطها واحد، و حضارتها واحدة، و ايمانها واحد.

ان هذا الاحساس بمعية الله و معية المؤمنين يزيل الشعور بالوحشة عن نفوس الدعاة الي الله تعالي في خضم الصراع مع الطاغوت، و في مواجهة شوكة الطاغوت و جبروته و كبريائه.

فقد كان ابراهيم عليه السلام وحده امة قانتا لله في مواجهة نمرود.

(ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا و لم يكن من المشركين). [2] .


پاورقي

[1] زيارة وارث.

[2] النحل / 120.