بازگشت

صفة الذين باعوا أنفسهم لله


ثم تصف الآية الكريمة هؤلاء الذين باعوا أنفسهم لله بأنهم: (التائبون


العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين). [1] .

تائبون عائدون الي الله، أقلعوا عن الذنوب و فروا الي الله تعالي.

عابدون حامدون شوقا الي الله تعالي، و انسا بذكره و عبادته، لأنهم وجدوا لله أهلا للعبادة فعبدوه و أهلا للحمد و الثناء فحمدوه.

و سائحون: وقد اختلف المفسرون في تفسير هذه الكلمة فقالوا: انها بمعني الصيام، و قيل: انها بمعني الجهاد، و قيل: انها بمعني التأمل و السياحة الفكرية في آيات الله، و هو المعني الذي ارجحه هنا.

الراكعون الساجدون لله، و الركوع و السجود أقصي درجات الخضوع و التذلل بين يدي الله يجسدان حالة الخشوع و الخضوع و الاخبات و الانابة عند المؤمنين: (... الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر...) (و الحافظون لحدود الله...) و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو الرقابة علي تنفيذ أحكام الله و مراقبتها. و حفظ حدود الله هو تنفيذها، و العمل بها.

فهؤلاء المجاهدون اذن منفذون لأحكام الله، عاملون بحدود الله، و في نفس الوقت يراقبون تنفيذها، ينفذون أحكام الله بأنفسهم، و يراقبون تنفيذها في حياة الآخرين، فهم يشعرون بالمسؤولية تجاه حدود الله و أحكامه في حياتهم و في حياة الآخرين.



پاورقي

[1] التوبة / 112.